|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عمر قاسم أسعد
2023 / 10 / 11
لم يعد هناك من حروف وكلمات يمكن أن تُكتب لتعبر عن واقع عشناه ــ وما نزال ــ ، واقع لم تكن البشرية قادرة ــ يوما ــ على تخيل أحداثه .
من أقصى الآرض إلى أقصانا لم يتخيل العقل الانساني أن ما حدث هو واقع سيغير المشهد السياسي والجفرافي والديمغرافي في كثير من الدول .
وحده العقل الفلسطيني المقاوم الذي شاهد الحقيقة وصدقها لأنه من صمم وخطط ونفذ لهذا الواقع الجديد
وحده الفلسطيني المقاوم الذي آمن إيمانا مطلقا بحتمية أن النصر حق والشهادة حق ، وحده الفلسطيني الذي آمن بأن المقاومة هي سلاحه الوحيد وخياره الوحيد وطريقه الوحيد ، لأنها فلسطين وستبقى فلسطين .
وحده الفلسطيني المقاوم الذي أتقن نطق الحروف من مخارجها كما أتقن إطلاق الصواريخ والرصاص من فوهات البنادق ، وهو الوحيد الذي أتقن فن رسم الحروف على الصواريخ لتتشكل الكلمات تلو الكلمات ولينطق الصاروخ بنشيد الوطن ، لينفجر في كتب التاريخ ويحفر في صفحاتها أن الفلسطيني منذ بدء البدء وسيبقى إلى أبد الأبدين .
وحده الفلسطيني الذي آمن بأنها كلمة الله وهو قائلها ، وأن كلام الله نتيجة حتمية بأن فلسطين ستعود إلى أصحابها وأن الصهاينة إلى زوال ،
((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا * عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا ))
إن الشعوب العربية ــ بطبيعتها ــ تتفاعل مع الأحداث ساعة بساعة لترفع أكفها إلى ربها داعية للمقاومة بالثبات والنصر ، داعية بزوال الاحتلال ، ولأن الشعوب العربية مغلوبة على أمرها تتوق لساعة الخلاص من بعض حكامها الذين ما زالوا يجثمون على صدور شعوبهم يستعملون كل أساليب البطش والقمع والتنكيل لاسكات كل صوت يدعو للحرية والمقاومة والخلاص ، والكل بات يعلم جيدا أن بعض الأنظمة متصهينة وقد نخر التصهين كل خلايا عظامهم .
هي فلسطين وستبقى فلسطين بكل ما فيها من رجال ونساء وشيوخ وأطفال ، ستبقى شمساً للحرية والانعتاق لترسم طريق الحرية بالدم .
هي فلسطين من ستغير صفحات التاريخ وترسم ملامح الجغرافيا الجديدة على أرضها وأرض الوطن العربي ، هي فلسطين التي ستكون شرارة تلهب الشعوب العربية للثورة على جلاديها من الصهاينة الجدد ، هي فلسطين التي عَرَّت (( أبو رغال )) الذي خان الأرض والعرض وباع الله ليبقى على الكرسي .
هي فلسطين التي سترجم كل قبر لأبو رغال وفي كل بقعة من بقاع أرض العرب الطهور .
هي فلسطين التي ستلعن في كل صباحتها أبو رغال الصهيوني .