|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عماد عبد اللطيف سالم
2023 / 9 / 29
حريقٌ في قاعة أعراس بقضاء الحمدانية، يؤدي إلى مقتل أكثر من مائة "شخص"، وإصابة أكثر من 200 "شخص" بحروقٍ متفاوتة الشِدّة، في حصيلة أوليّة لـ "ضحايا" هذا الحادث المٌروِع.
القاعة تتسِّع لأكثر من 1000 شخص.
أحدهم "أطلَق" ألعاب نارية داخل القاعة، فاحترق سقف "الساندويج بنل"، وسقطَت "الحِمَمُ" على رؤوس "المُحتفلين"، وفي ثوانٍ معدودات تحوّل "حفل الزفاف"، إلى حفلٍ للشواءِ البشريّ.
ردّةُ الفعل الحكوميّة الأوّلى (على صعيد المُسائَلة) هو الأمر باعتقال من كان يقوم بـ "إدارة" القاعة أثناء حفل الزفاف.
خطأ "الإداريّين" أنّهم سمحوا باستخدام الألعاب النارية داخل القاعة.
غير أنّ "منظومة" فساد حكوميّة "متكاملة" هي من تتحمّل المسؤوليّة عن هذه الكارثة، وليس تسعة أشخاص فقط، كانوا "مسؤولين" عن إدارة القاعة أثناء حفل الزفافِ، الذي يبدو أنّهُ قد أُقيمَ في "جهنّم"، وليس في قضاء الحمدانيّةِ المنكوب.
المسؤولون "الرئيسيّونَ" عن هذهِ الفاجِعة، هم: الجهة الحكومية التي منحت "إجازة" البناء".. والجهة الحكومية المسؤولة عن توفر شروط الأمن والسلامة في هكذا منشآت (قبل وأثناء التشييد، وبعد الاستخدام).. والجهة الحكومية المسؤولة عن متابعة الالتزام بهذه الشروط.. وغيرها من "الجهات".
تشكيل "لجان تحقيقيّة"، وإعلان الحداد على الضحايا، و زيارة كبار المسؤولين "الاستعراضيّة" لموقِع الحادث، واعتقال "المسؤولين" عن إدارة "القاعة"، و "مُلاحقَة" مالِكها، لن يُعيدَ عشرات "الضحايا" إلى ذويهم، ومعظمهم أطفال وشباب.
هذا هو ما حدث سابقاً، وهذا هو ما سيحدث لاحقاً، في أماكن يرتادها (أو يستخدمها) المئات من "المواطنين" العراقيّين يوميّا.. مولات.. ومستشفيات.. وأبنية كُليّات.. وفنادق.. ومطاعم.. وكافيهات.. وقاعات للاحتفالات.. وكُلّها موجودةٌ الآن.. وكُلّها قد تم تشييدها واستخدامها، وهي تفتقرُ للحدّ الأدنى من "الشروط" والـ "المُتطلّبات"، التي تقعُ مسؤوليّة عدم الإيفاء بها (قبل وأثناء التشييد، وبعد الاستخدام)، على "جهات" حكومية، يعرفها الجميع.
فساد شوارع وعقارات و "منشآت" غسيل الأموال، بات الآنّ رديفاً، بل ومُقتَرِناً بفساد "استثمارات" الـ "ساندويج بنل"، في الكثير من "المُنشآتِ" المُقامَة على هذه "العقارات".
ستستَمِرُ الحرائق، وسيسقُط المزيد من "الضحايا".. لأنّ "منظومة"، و"بُنية" الفساد العراقيّة المُتراميةِ الأطراف، والمُتعدِّدة الأبعاد، قد تغلغلت إلى كُلّ شيء، بما في ذلك "الاستِثمار في "محارِق" الـ "ساندويج بنل"، التي حوّلت حرائقها الدائمة الكثير من "المواطنين" العراقيّين، و في جميع المجالات.. إلى "عَصفٍ مأكول".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |