|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
أحمد صبحى منصور
2023 / 9 / 19
مدي حرية المعارضة في دولة النبى محمد عليه السلام ( 1 )
( الحرية : حرية الدين ، وحرية الرأى والتعبير )
كتاب ( ماهية الدولة الاسلامية )
الباب الأول : القيم الأساس للدولة الاسلامية
الفصل الثالث : ( الحرية : حرية الدين ، وحرية الرأى والتعبير )
مدي حرية المعارضة في في دولة النبى محمد عليه السلام ( 1 )
مظاهراتهم العلنية فى الدعوة الى الفساد
1 ـ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة إسلامية . ولكنها :
1 / 1 : مرتبطة بالتواضع والرفق ، أى لا تتعدى حد النصيحة القولية دون إكراه أو إيذاء ودون تبرؤ من الشخص الواقع في المنكر بل من فعله المنكر . وسبق أن قال جل وعلا للنبى محمد وهو فى مكة فى تعامله مع أصحابه المؤمنين :( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) الشعراء ) . لم يقل له : فإن عصوك فتبرأ منهم ، أو إن عصوك فالعنهم أو فاضربهم بالسلاسل والجنازير .!
1 / 2 : إنها وظيفة تفاعلية يقوم بها الجميع ، ولا تنفرد أو تتخصص فيها طائفة معينة تأمر غيرها وتنهاها وتعلو عليها وتتحكم فيها ، وتستنكف أن يأمرها غيرها . هى ( التواصى ) بين الجميع بالحق وبالصبر وبالمرحمة . قال جل وعلا :
1 / 2 / 1 : ( ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) البلد ).
1 / 2 / 2 : ( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) العصر ). وهذا دستور للتعامل جاء فى آيات مكية ،
2 ـ وجاء فى سورة البقرة المدنية قوله جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)). ونلاحظ :
2 / 1 : إنه ينطبق على أى مجتمع فيه ناس ، فحيث يوجد ناس فمن الناس من يصلون بالنفاق الى خداع الآخرين ، ويتسيدون عليهم بزعم التدين الظاهرى ، يعظون غيرهم ، ويستنكفون أن يعظهم غيرهم . ويتخذون من إسم الله جل وعلا والحلف به تأكيدا على نقاء قلوبهم ، وإذا قيل لهم : إتّق الله أخذتهم العزة بالإثم . وإذا أتيحت لهم فرصة التخلص من النفاق وإنطلقوا على سجيتهم أفسدوا فى الأرض . هذا الصنف تراه فى كوكب المحمديين حيث يسيطرون على المجتمع وأجهزته الاعلامية والأمنية والتعليمية . لا يتخيل أحد ــ مجرد تخيل ـ أن يعظ شيخ الأزهر أو مجرد خطيب فى مسجد .
2 / 2 : إن فيه إشارة لمنافقى المدينة الصحابة الذين إتخذوا أيمانهم أو حلفهم بالله جل وعلا وقاية أو ( جُنّة ) . قال جل وعلا عنهم : ( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) المجادلة ) ( وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) المنافقون ).
2 / 3 : وفيه إشارة الى الصحابة المؤمنين السابقين من المهاجرين والأنصار : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) .
3 ـ فى دولة النبى الاسلامية كانت للمنافقين حرية الفساد والدعوة إليه دون عقاب أو مساءلة جنائية ،وإذا سئلوا عن ذلك أجابوا بكل حرية أن ذلك هو الإصلاح من وجهة نظرهم ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) 2/ 11 : 12 ) .
4 ـ وبينما كان المؤمنون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، كان المنافقون في المدينة يفعلون العكس ، كانوا دُعاة للفساد فى مظاهرات تطوف بالمدينة رجالا ونساءا، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ،ويعلنون هذا في جو من الحرية يسجله القرآن الكريم : ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) التوبة 67 ).
5 ـ والرد عليهم جاء :
5 / 1 : من رب العزة جل وعلا بالوعظ والتهديد فى قوله جل وعلا: ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (69) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) التوبة ) .
5 / 2 : من المؤمنين فى المدينة . كانوا في المقابل يردون عليهم بمظاهرات ، قال رب العزة جل وعلا عنهم : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ) التوبة 71 ) . وجاء مدحهم بما ينتظرهم يوم القيامة : ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة ). مشكلة المحمديين واصحاب الأديان الأرضية أن الآخرة والخلود فى العذاب أو الخلود فى النعيم غائبة تماما عنهم . هم مستغرقون فى الدنيا لا يبغون عنها حولا .
6 ـ ولأن الآخرة هى الأولى والأبقى فالوعظ بها هو الأساس . ومشيئة الهداية أو الضلالة من البشر هو الاختبار الحقيقى .ولهذا فلم ينزل عقاب للمنافقين على تبجحهم بمظاهرات الفساد ، بل جاء فى الآيات التالية جهادهم سلميا بالوعظ القرآنى تخويفا لهم من جهنم وبئس المصير . قال جل وعلا فى خطاب مباشر للنبى محمد قائد الدولة الاسلامية : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (74) التوبة ). كان جهاد المنافقين هو وعظهم بالقرآن الكريم إذا قالوا كفرا أو فعلوا كفرا أو همُوا بحمل السلاح . كانت كل نقمتهم أن أغناهم الله جل وعلا ورسوله ، إذ أن الهجرة للمدينة أحدثت رواجا استفاد به المنافقون وهم أصحاب رءوس الأموال . وبدلا من الشعور بالامتنان للدولة الجديدة التى تمتعوا فيها بالثراء وبالحرية المطلقة فى التعبير والمعارضة السلمية كان ردهم كفران النعمة . ومع ذلك فالتوبة معروضة عليهم وهم أحياء ، وإن تابوا فهو خير لهم ، وإن أصروا على ما هم فيه فالله جل وعلا هو وحده الذى يتولى عذابهم فى الدنيا والآخرة . وليس لقائد الدولة الاسلامية والذى يأتيه الوحى أن يعاقبهم ، بل ينزل عليه الوحى بالاعراض عنهم .
رفض الاحتكام القضائى للنبى فى الدولة الاسمية
الحرية الدينية فى الدولة الاسلامية أتاحت هذا للمنافقين . ونعطى بعض ملاحظات :
1 ـ كان بعض أهل الكتاب يأتون للنبى محمد عليه السلام يحتكمون اليه . بعضهم يفعل هذا بسوء نية ، ولكن ما يهمنا أن النظام القضائى فى دولة النبى الاسلامية جعلت بعضهم من خارج الدولة يلجأون اليه . ونقرأ قوله جل وعلا : ( فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) المائدة ).
2ـ على النقيض من ذلك ، كان المنافقون يرفضون الاحتكام للرسول وهو الحاكم الرسمي للمدينة تعبيرا منهم على عدم اعترافهم بسلطته ، ويسكت عنهم النبي وينزل القرآن ينعى عليهم تحاكمهم للطاغوت مع أنهم يزعمون الإيمان . إقرأ قوله جل وعلا عنهم :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (64) فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65)( النساء ) . ونلاحظ :
2 / 1 : كانوا يزعمون الايمان بالكتب الالهية ( القرآن وما قبله ) ومع ذلك يريدون الاحتكام للطاغوت . والطاغوت هو الدين الأرضى الشيطانى القائم على أحاديث شيطانية .
2 / 2 : كانت النصيحة تأتى لهم وعظا بالاحتكام للنبى الذى كان يحكم بالقرآن الكريم ، فكانوا يرفضون ويصدون صدودا .
2 / 3 : عقابهم المفترض لن يأتى من قائد الدولة الاسلامية الذى يستهينونه به بل من الله جل وعلا ، والله جل وعلا يهددهم بأنه إذا أصابيتهم مصيبة بسبب ذلك فسيأتون الى الرسول يعتذرون بأنهم ما أرادوا إلّا إحسانا وتوفيقا .
2 / 4 : والله جل وعلا يعلم كذبهم وما فى قلوبهم ويأمر النبى بالاعراض عنهم .
2 / 5 ـ وأنه كان ينبغى عليهم الطاعة والاستغفار أمام النبى علنا ، وعندها يتوب الله جل وعلا عليهم ، أى إن باب التوبة كان مفتوحا لهم برغم ذلك .
2 / 6 : المؤمنون هم الذين يحتكمون أمام النبى فى أى شجار بينهم ، ثم يرضون بحكمه ويستسلمون له .
3 ـ والواقع أن المنافقين من البداية كانوا يرضون الإحتكام للرسول إذا كانوا يعتقدون أنه في مصلحتهم وينتظرون الإنصاف . إما إذا كانوا ظالمين فيرفضون المثول أمام النبى . قال جل وعلا عنهم فى أوائل ما نزل فى المدينة : ( وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (52) النور). ونلاحظ :
3 / 1 : كانوا يزعمون الايمان والطاعة ولكن أعمالهم تنفى ذلك .
3 / 2 : ويتجلى هذا فى أنه إذا تقدمت شكوى بشأنهم رفضوا المثول للمحكمة طالما هم ظالمون ، أما إن كان لهم الحق أسرعوا بالحضور طلبا للإنصاف .
3 / 3 : المؤمنون حقا هم الذين يأتون للرسول للحكم بينهم يقولون سمعنا وأطعنا .
3 / 4 : تأنيب المنافقين ووصفهم بالظالمين ، ومدح المؤمنين ووصفهم بالفوز والفلاح .
3 / 5 : قال جل وعلا : ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) ، ( إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ) الكلام هنا عن الله جل وعلا ورسوله . ولكن تعبير الحكم جاء بالمفرد ( ليحكم ) ولم يقل بالمثنى ( ليحكما ). والمعنى أن الرسول ينطق بحكم الله جل وعلا وليس بهواه . الرسول هنا هو الرسالة ، القرآن المجيد .
3 / 6 : لم يرد فى هذه السورة لفظ ( المنافقين ) مع إنه جاءت أعمالهم من حديث الافك فى البداية الى عدم حضور جلسات الديمقراطية المباشرة فى النهاية .