![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
أحمد رباص
2023 / 9 / 14
الترجمة:
أثارت الخطوة المثيرة للجدل التي اتخذها إيمانويل ماكرون مؤخرا وهي "مخاطبة المغاربة بشكل مباشر" حول دعم فرنسا لضحايل زلزال المغرب، موجة من الانتقادات وردود الفعل العنيفة من المغاربة المحبطين، حيث شكك الكثيرون في دوافع الرئيس وانتهاك البروتوكول الذي ميز رسالته.
عند التوجه إلى الرد في وسائل التواصل الاجتماعي على رسالة ماكرون المصورة، نجد أن آلاف المغاربة وصفوها بأنها صدرت عن فكرة "غبية" و"متهورة"، فضلاً عن أنها "قرار سريع". وشددوا على وجه الخصوص على أن الملك محمد السادس هو الشخص الشرعي الوحيد الذي يوجه مثل هذا الخطاب الرسمي للشعب المغربي.
جاء رد الفعل المنتقد هذا بعد أن نشر ماكرون مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ليلة الثلاثاء، تعهد فيه بدعم فرنسا للمغرب وسط الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب يوم الجمعة 8 سبتمبر مما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص وفقا لأحدث البيانات المنشورة أمس.
وقال ماكرون في الفيديو إنه يريد "التحدث مباشرة" إلى جميع المغاربة للتعبير عن تضامنه معهم ومعالجة الجدل الأخير.
"لقد كانت هناك العديد من الخلافات غير الضرورية في الأيام الأخيرة". وقال ماكرون: لدينا إمكانية تقديم المساعدة الإنسانية المباشرة، مشيرا إلى أن هذا قرار سيادي وأنه من “الحق السيادي لجلالة الملك وحكومة المغرب تنظيم المساعدات الدولية”.
وأعربت الحكومة الفرنسية عن استعدادها لدعم المغرب خلال هذه المأساة منذ “الثانية الأولى، وبطريقة طبيعية تماما”. وأشار ماكرون إلى أن فرنسا تحت تصرف القرار السيادي للمغرب في ما يتعلق بالعرض الفرنسي للمساعدة.
رغم هدفه المعلن والمتمثل في إظهار الاحترام للسيادة المغربية ومعالجة الجدل غير المبرر الناجم عن تغطية وسائل الإعلام الفرنسية لجهود الإغاثة المغربية، بدا أن ماكرون يغذي مزاعم وسائل الإعلام الفرنسية بأن الحكومة المغربية رفضت المساعدات الفرنسية.
والأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن المتنقدين جادلوا ردا على رسالة ماكرون صوتا وصورة، بأن ماكرون بدا وكأنه يضفي الشرعية بمهارة على التشويه المهين الذي قامت به وسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية لالتزام الحكومة المغربية بجهود الإغاثة، وتحديدا التلميح الخفي إلى أن الدولة المغربية تحتاج إلى مساعدة باريس للتصدي بكفاءة للكارثة المدمرة. والتخفيف من آثارها.
رد العديد من المغاربة على تصريحات ماكرون من خلال وصف قراره بمخاطبة المغاربة بأنه يؤدي إلى نتائج عكسية وأنهة"متهور".
"السيد. ماكرون، نحن لا نخاطب الشعب المغربي مباشرة بهذه الطريقة. وحده ملك المغرب يستطيع أن يخاطب الشعب المغربي بهذه الطريقة". وغرد أحد المستخدمين قائلا: "إنك تظهر حماقة شديدة" .
كما استنكر مستخدم آخر على تويتر خطوة ماكرون، مؤكدا أن "الشعب المغربي لا يريد دعما أو مساعدة منك أو من مهرجي تلفزيونك...يار ماكرون الغبي".
تدهورت العلاقات بين باريس والمغرب إلى حد كبير، ويأتي خطاب ماكرون المثير للجدل بالفيديو ومعه التغطية المعادية لوسائل الإعلام الفرنسية على نطاق واسع لجهود الإغاثة من الزلزال في المغرب، وسط علاقة دبلوماسية هشة بالفعل بين البلدين بسبب موقف فرنسا الغامض بشأن مسألة ذات أهمية قصوى بالنسبة إلى الحس الوطني للمغاربة .
في الأشهر والسنوات الأخيرة، أدى تبني باريس المتكرر لمواقف تتحدى سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية في الصحراء الغربية، فضلا عن ارتباط فرنسا بحملات التشهير الإعلامية والسياسية لأجل تقويض العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وتشويه سمعة المغرب، (ادى) إلى تدهور العلاقات وقلبها بشكل قاطع بعدما كانت تعكس صداقة "أخوية" و"استراتيجية عميقة" بين باريس والرباط.
كما أشار الطاهر بنجلون، أحد الكتاب البارزين في المغرب، مؤخرا إلى أن موقف ماكرون "الأخرق" تجاه الملك محمد السادس كان عاملاً آخر في التدهور العميق للعلاقات الدبلوماسية الفرنسية المغربية.
وفي مقابلة مع التلفزيون الإخباري الإسرائيلي "i24News" جرت في وقت سابق من هذا العام، نقل بن جلون عن مصدر مغربي موثوق ورفيع المستوى قوله إن سلوك ماكرون غير الأنيق تجاه العاهل المغربي في محادثة أخيرة لعب دورا مركزيا في تفاقم ما كان آنذاك يغلي ولكنه خلاف دبلوماسي يمكن التحكم فيه بين باريس والرباط.
وفقا لبنجلون، فإن ماكرون لم يحترم العاهل المغربي بشكل علني خلال المحادثة، حيث خاطب الرئيس الفرنسي الملك المغربي "بشكل أخرق" بعد إثارة تجسس المغرب المزعوم عليه باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي بيجاسوس.
"أعطيك كلمة شرف أنني لم أتجسس عليك. إن ذلك ليس أسلوبي"، كما نقل بنجلون عن الملك رده على شكوى الرئيس الفرنسي
وأضاف بنجلون أن “ماكرون رد عليه ببعض الأشياء التي لا أستطيع أن أقولها هنا”. “لقد أجابه بطريقة محرجة لم تعجب الملك لأنه أعطاه كلمة شرف ولم يصدقها ماكرون. العلاقات [بين المغرب وفرنسا] مقطوعة منذ ذلك الحين”.
وبعد تعليقات ماكرون، ورد أن الملك محمد السادس أغلق الخط ورفض مكالماته الهاتفية اللاحقة.
الرابط: https://www.moroccoworldnews.com/2023/09/357662/only-the-king-can-address-his-people-moroccans-tell-off-macron
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |