![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
إلياس شتواني
2023 / 9 / 14
يقول رب البغال في كتابه:
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
هذا من فضل رب البغال و الأرباب على بني البغال و الحمير. لقد خلق رب الأرباب الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لنركبها، وذلك أكبر المقاصد منها. إختلف السلف في معنى الركوب المذكور في الآية. قال بعضهم: الركوب بمعنى السفر و التنقل. و قد روى الكثير من المحدثين ورود وصف البغل الطائر،البراق، الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى الفضاء، فروى البخاري (3207)، ومسلم (162)، واللفظ لمسلم، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ ، طَوِيلٌ ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ ). فهذا من دلائل إعجازه و نبوته و تأكيده على أن البغال و الحمير، أرضية كانت أم ميتافيزقية، هي للركوب و السفر و الحركة. قال آخرون: الركوب هنا بمعنى المضاجعة، أي تحريمها. وأخرج أحمد وغيره من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده جيد. و قال الإمام أحمد: حدثني محمد بن عبيد، حدثنا عمر من آل حذيفة، عن الشعبي، عن دحية الكلبي قال: قلت: يا رسول الله، ألا أحمل لك حمارا على فرس، فتنتج لك بغلا فتركبها؟ قال: " إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ". قد دل النص على جواز ركوب هذه الدواب، ومنها البغال. وقد أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة، فكان يركبها، مع أنه قد نهى عن إنزاء الحمر على الخيل لئلا ينقطع النسل.
وقوله ( وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) يقول رب البغال: ويخلق ربكم مع خلقه هذه الحيوانات التي ذكرها لكم ما لا تعلمون مما أعدّ في الجنة لأهلها من منكح و مأكل و مشرب و خلود مما لم تره عين عربي ولا سمعته أذن بدوي، وفي النار لأهلها من أغلال و أنكال و سعير.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |