|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
آصف ملحم
2023 / 9 / 8
أصدر الرئيس بوتين المرسوم رقم 250 بتاريخ 19 أيار 2015 لإحداث المنتدى الاقتصادي الشرقي بهدف تطوير منطقة الشرق الأقصى و تعزيز و توسيع التعاون في منطقة آسيا و المحيط الهادي. ينعقد هذا النشاط الهام سنوياً في شهر سبتمبر في مدينة فلاديفستوك، الواقعة في أقصى شرق روسيا على بحر اليابان.
في السنة الماضية، في الدورة السابعة، التي امتدت أعمالها بين 5-8 سبتمبر، ضمن حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية، بلغ عدد المشاركين أكثر من 7000 مشاركاً، من أكثر من 68 دولة، بالرغم من العقوبات و الضغوط الخارجية الكبيرة. كما بلغ عدد الشركات المشاركة أكثر من 700 شركة و أكثر من 1700 رجل أعمال.
المعطيات و الأرقام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المنتدى ترك أثراً كبيراً في اقتصاد المنطقة؛ فلقد بلغ حجم الاستثمارات في منطقة الشرق الأقصى حوالي 2.7 تريليون روبل (27 مليار دولار أمريكي)، أدت إلى خلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل.
وفي الدورة السابقة أيضاً، تم توقيع حوالي 296 اتفاقية و مذكرة تعاون، مجموعها 3.272 تريليون روبل (حوالي 33 مليار دولار)، في مجالات البنى التحتية و الشبكات الطرقية و استثمار مكامن الثروات الباطنية و البناء و الصناعة و الزراعة. و الحقيقة أن الرقم السابق هو رقم قياسي إذا نظرنا إلى حجم العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
سيشارك في أعمال هذه الدورة ممثلون عن منظمات و هيئات و اتحادات سياسية و اقتصادية، دولية و إقليمية، كمجموعة بريكس و منظمة شنغهاي للتعاون و الاتحاد الاقتصادي الأوراسي و رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). لذلك سيتخلل المنتدى مجموعة من حوارات الأعمال، مثل: روسيا-الصين، روسيا-منغوليا، روسيا-الهند، روسيا-لاوس، روسيا-آسيان. فهذه الدول و المنظمات معنية بشكل مباشر في تطوير منطقة الشرق الأقصى.
ستتمحور الحوارات في هذه الدورة بشكل أساسي على المواضيع التالية:
كيفية مواجهة العقوبات و الاستفادة منها، الاسثمارات و دورها في تطوير الشرق الأقصى، النظام المصرفي العالمي و الاستقرار المالي، اللوجستيات و تطوير شبكات المواصلات البرية و المائية و الجوية، تطوير المدن و التخطيط الحضري و استثمار الأرض، تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، التكنولوجيا الزراعية و الحيوية، الأمن الحيوي، الذكاء الصنعي و الرقمنة و التحول الرقمي، التكنولوجيا المتقدمة، الدبلوماسية العلمية في آسيا، الجزر الروسية و آفاق تطويرها، الصناعات الدوائية و الصحة، التعليم و الفن و الثقافة و الرياضة، حضارة و ثقافة و تاريخ الشعوب الأصلية في الشرق الأقصى.
ترافق كل دورة للمنتدى مجموعة من النشاطات الرديفة؛ ففي هذا الدورة سينعقد أيضاً:
1-منتدى الشرق الأقصى الشبابي: الذي يتطرق إلى دور الناشئين و الشباب و الطلاب في الاستثمار و التطوير العلمي و التكنولوجي.
2-منتدى الأعمال الابتكارية: حيث يناقش المشاركون، بما في ذلك ممثلو الشعوب الأصلية في الشمال و الشرق الأقصى الروسيين و سيبيريا، تفاصيل تطوير المدن الشمالية، والتطوير الصناعي في القطب الشمالي، وتقاليد الأقليات الإثنية، والسياحة، وكذلك تأثير التكنولوجيا على خصوصيات الحياة في الشمال.
3-المؤتمر الدولي الثاني عشر للتعاون في مجال التعليم: حيث تتركز النقاشات بشكل أساسي على التعاون في مجال التعليم و البحث العلمي.
4-المنتدى الدولي الموسوم بـ (يوم الصقر)، حيث يتم تبادل الخبرات و المعارف بين المهتمين لحماية هذا النوع من الطيور الجارحة. فرئيس الحكومة الروسية، ميخائيل ميشوستين، أصدر القرار رقم (656-ر) في 20 آذار 2023 باستحداث هذا المنتدى السنوي في روسيا؛ ففي روسيا يوجد العديد من أنواع هذه الطيور.
إضافة إلى ما سبق، يرافق المنتدى معرض و مجموعة من النشاطات الثقافية و الرياضية المرتبطة بشعوب منطقة الشرق الأقصى.
كانت المنتديات و لازالت، بالرغم من التطور الكبير في وسائل الاتصال، أكثر الطرق و الآليات نجاعةً في الحث على التعاون بين الدول؛ فالحوار المباشر يترك انطباعات إيجابية أكثر تحفيزاً على التشاركية في العمل. لذلك سيشكل المنتدى الاقتصادي الشرقي فرصةً ثمينة لالتقاء رؤساء و رؤساء الحكومات و الوزراء و مدراء كبرى الشركات والمفكرين وقادة الرأي في روسيا وخارجها؛ حيث تُدرس و تُناقش أهم التحديات الراهنة.
ختاماً، نظراً لتصاعد التنافس الدولي بين القوى الكبرى في منطقة آسيا و المحيط الهادي، و تصاعد التوتر بين الصين و روسيا من طرف و الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها من طرف آخر، على خلفية محاولة الأخيرة عسكرة منطقة بحر الصين و إنشاء تحالفات جديدة في المنطقة؛ فالولايات المتحدة أحدثت عدة تحالفات في المنطقة، كـ: أوكوس مع أستراليا و بريطانيا، و كواد مع الهند و اليابان و أستراليا، و الناتو المصغر مع كوريا الجنوبية و اليابان. لذلك فإننا نعتقد أن الدورة الثامنة للمنتدى الاقتصادي الشرقي، ستكتسب أهمية خاصةً للاستجابة للتحديات الجديدة و الواقع الجيوسياسي الجديد.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |