قبعاتي

عزيز باكوش
2023 / 9 / 6

لست ملزما بتقديم الدليل على عشقي القديم للقبعة. أو عدم المتاجرة في أصنافها. ليس لأنني أحرص عند اقتناء واحدة أن يكون تصميمها متينا ،وشكلها متناسقا على رأسي خلال كل الفصول فحسب،وإنما للتأكيد على نجاعتها في حماية صدغاي بشكل جيد من لهيب الشمس اللافحة. وترسيخ الرقم 58 مناسبا لرأسي وفق القياس المعتمد للقبعات. لذلك ،أستطيع القول هنا تحديدا ،أنها تجعل رأسي في وضع آمن من كل الاحتكاكات الجوية،بما في ذلك الارتداد العاكس للشمس عن العينين قبيل الغروب. ذلك الإشعاع القوي المولد للطاقة،يكاد يفجر الدماغ ويعبث بالسحايا في حال عدم تفاديه بالقبعة .
ثمة لحظات تكون فيها القوة الانعكاسية للشعاع أخطر من لغم أرضي.فيكفي إسدال مقدمة القبعة لاتقاء الأشياء الملتمعة ذات الارتداد العاكس. فضلا عن كونها تغطي رأسي وتحميه من تداعيات التعرية وشغب تلك الأغصان الشاردة المنخفضة المتدلية الحادة غير المشذبة طوال الوقت.
عندما ارتديها ،أشعر حتما بنوع من الاكتمال في الشخصية ، على أني لا أرتدي تلك التي تكون زينتها مبالغ فيها.كثيرة الزخرفة، مشتبكة بالزهور أوالدانتيل، ملفوفة بالشرائط الملونة، أو تكون منبتة بالريش لدواعي أرستقراطية. ولابد من أن أذكر هنا مقتي الشديد لتك القبعة ذات الحافة الضيقة من الجانبين على النمط السلوفاكي لأن تاجها منخفض قريب الالتصاق بالشعر وغير واقية للأذنين من الشمس تماما .
وهذا النوع من القبعات ولحسن الحظ لا أجد له ذلك الانتشار السريع بين الناس باستثناء بعض النخب وفئة قليلة من الطبقات الاجتماعية.
أمتلك حوالي 25 نسخة من القبعات المختلفة الألوان .على أن رغبتي في اقتناء القبعات تكبر على نحو متزايد. ومن النسخ المحببة كثيرا إلى قلبي تلك التي اقتنيتها من القاهرة ،وتحديدا من منطقة الجيزة بالأهرامات ،خلال زيارتي الأخيرة لمصر العظيمة. كما أحببت 3 نسخ منها شكلا ولونا. اقتنيتها خلال إقامتي بكندا صيف 2016 واحدة شبيهة قبعة رعاة البقر وذات أطراف عريضة مصنوعة من اللباد .
في رحلة البحث عن تاريخ القبعات على الأنترنيت. تشير بعض الاقتباسات إلى أن أقدم دليل على ارتداء القبعة وجد في رسم بأحد معابد طيبة لمجموعة من رجال يرتدون قبعة من القش مخروطية الشكل (3200 قبل الميلاد).
أعتقد أن ارتداء القبعة يوحي بنوع من الرومانسية لا سيما حين ترتبط بمجال الموضة والفروسية. كما أن لها موطئ قدم في الشهامة والأبهة. وقد أبدعت دور الأزياء المعاصرة أشكالا وأنواعا من القبعات الفاخرة ذات التصاميم العصرية غاية في الأناقة والجاذبية. وقديما كانت القبعة ترمز إلى السلطة والقوة والفكر.لأنها تغطي الرأس الممتلئ فكرا وثقافة . وعند تغيير القبعة لشخص ما،كانت ترمز على أن فكر ورأي الشخص قد تغير، وفي تمثل آخر .كانت القبعة عنوانا للأشخاص النبلاء والأغنياء. وعند الدخول إلى المبنى او المسكن ،كان الناس من الفئات الراقية يقومون بإزالة القبعة ورفعها مع الإنحناء لإظهار الاحترام للآخرين .
وعن أسباب ارتداء القبعات تشير بعض الاقتباسات إلى جملة أسباب منها الحماية، الموضة، التنكر، الترفيه، الدين، الطب، التمييز بين الطبقات الأرستقراطية" لقد أصبحت صناعة القبعات مشهورة وتصدرت الصين الموجة بشكل سريع في عالم الموضة. ويبدو أن هناك تحول لنظرة المجتمع إلى القبعة.خلال الأربعينيات من القرن الماضي كانت قبعة على شكل الحجاب شائعة لدى النساء العاملات في المصانع، وذلك لمنع شعر الرأس من الوقوع في تروس الآلات. وكذلك في المطاعم الفاخرة.أما في العصور الحديثة فقد أصبح ارتداء القبعات تقليعة معاصرة على مسرح الحياة في عالم الموضة والأزياء.
فاس 4 شتنبر 2023

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي