|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
صوت الانتفاضة
2023 / 9 / 5
مثلما يقال "لا جديد تحت الشمس"، سلطة قائمة على أساس محاصصة قومية وطائفية، وهؤلاء في صراع مستمر على تقاسم الحصص، يحتد تارة ويخفت تارة أخرى؛ كل هذه القوى الإسلامية والقومية لديها ميليشيات مسلحة، إضافة لنهبها المستمر لتقوية صفوفها، فهي أيضا تتلقى الدعم والتدريب من الخارج، فكل ميليشيا لها راع دولي مسؤول عنها، تتلقى الأوامر منه، ولا يمكنها عصيان هذه الأوامر والطلبات.
الحديث عن "السلم الأهلي" هو محض خرافة، محض هٌراء، فكيف يكون هناك "سلم اهلي" وشكل الدولة "ديني-طائفي-قومي"؟ منطقيا، وجود هذا ناف لذاك، وما نراه من "هدوء" و "استقرار" ما هو الا لأن الأطراف الدولية المتحكمة اتفقت على هذه التهدئة، لكن فيما إذا اختلفوا وجرى بينهم أي تصعيد، فأن ذلك التصعيد نراه يتجسد على هذه الارض.
كركوك نموذج واضح للاعبين الدوليين، فهي تضم عدة قوميات وطوائف، والصراع عليها ينشط بين فترة وأخرى، ويأخذ اشكالا دموية في بعض الأحيان، وتجري بها وعليها الصفقات بين مختلف القوى الإسلامية والقومية، وهي مقسمة الى حد ما، فهناك مناطق معروفة باسم هذه القومية او تلك الطائفة، أي قرار يتخذ داخل المدينة يجب ان تتفق عليه كل هذه القوى، فلا يمكن اخذ القرار منفرداً.
في 2017 جرى الاستفتاء المتعلق باستقلال إقليم كوردستان، وهو ما ادخل المنطقة بأزمة حادة، في كركوك جرت الصفقات، يتخلى الاتحاد الوطني عن فكرة الانفصال بمقابل منحه بعض السيادة على المدينة؛ فشل مشروع الانفصال، اخليت مكاتب الديموقراطي الكوردستاني، لكن البارتي لديه أوراق لعب عديدة مع الحكومة الإسلامية في بغداد، خصوصا ما يتعلق بالانتخابات وقضايا المناصب، جرت الصفقات، الموافقة على تشكيل الحكومة مقابل ارجاع المكاتب الى البارتي.
هكذا تدار اللعبة في هذا البلد، لكن في بعض الأحيان يجري خرق للمعاهدات والاتفاقات هنا وهناك، وكما حصل أمس في كركوك، البارتيون أرادوا استعادة مقرا لهم، ومثلما يقولون حسب الاتفاق، لكن الطرف المقابل خرق الاتفاق، فحزم امره على الاعتصام وقطع الشوارع، من ثم تصاعد الخطاب الى القول "نقتل على الهوية"، وهو ليس خطاب افراد بقدر ما يكون خطاب السلطة ذاتها.
السوداني، مثل الدور العشائري المناط به، اتصل بهذا الطرف وذاك، وطلب "عطوة- هدنة" لتهدئة الأمور بين الأطراف المتصارعة؛ وهكذا اسدل الستار على فصل اخر من فصول "صراع العروش" بمقتل اربعة اشخاص وجرح العشرات، وإدخال الرعب والخوف في قلوب الناس، لكن لنتذكر انها هدنة مؤقتة....
طارق فتحي
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |