ما بين الفيلم الاباحي واغتصاب الأراضي

صوت الانتفاضة
2023 / 8 / 21

قضايا كثيرة تثار او تحدث داخل المجتمع، تضج بها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، كمقتل طفل على يد زوجة الاب، او انتحار شرطي، او ضرب ضابط شرطة مرور من قبل فتيات، او ظهور طقوس دينية جديدة، الى غيرها الكثير، هذه القضايا تتفاعل معها الناس، ما بين مستهجن وناقم وغاضب وكاره وناقد وبين مادح ومهلل وفرح ومشجع ومؤيد، وفي العموم فأنها تكون مواضيع عامة.

هذا الأسبوع اكتسحت الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عدة مواضيع حدثت، منها استعادة الات مصفى بيجي المنهوبة، وتهكير شاشة اعلان في ساحة عقبة بن ناقع وعرض فيها فيلم اباحي، واغتصاب أراضي في منطقة الجادرية من قبل قادة ميليشيات وقضاة، هذه الاحداث اخذت مساحة كبيرة في التفاعل الاجتماعي، وصارت حديث الساعة.

لا توجد معلومات عن احصائيات دقيقة لمعرفة كم التفاعل مع هذا الموضوع او ذاك، ليتسنى معرفة الاتجاه العام الذي يسير عليه الرأي العام، لكن هذا لا يمنع من رؤية المواضيع التي تستفز المجتمع، وتشكل لديه موضوعا يتواصل الحديث به وعنه.

من بين القضايا الثلاث أعلاه، شكل تهكير شاشة العرض الإعلاني في ساحة عقبة والتي عرض بها المهكر فيلما اباحيا استمر لأكثر من عشر دقائق، شكل صدمة كبيرة داخل المجتمع، واخذ صدى واسعا، وبدا ان الناس رافضة بشكل تام ومطلق مثل اعمال كهذه، فهي تمس الجانب الأخلاقي والقيمي للمجتمع، وقد نسيت المواضيع الأخطر، اغتصاب الأراضي واستعادة الات المصفى.

لكن هل صحيح ان عرض فيلم اباحي في ساحة عامة ولمدة دقائق معدودة يشكل خطرا على المجتمع؟ حتى إذا عرفنا ان العراق من البلدان الأولى في مشاهدة الأفلام الإباحية، لكنه من المجتمعات السرية التامة بمثل هكذا قضايا.

تصور انه يخرج عضو مجلس نواب ويقول ذهبت الى قادة الميليشيات وقلت لهم لا يجوز الاستيلاء على هذه الأراضي، لكن دون جدوى، ويقول طالبت بتشكيل لجنة برلمانية للبحث في مصير الأراضي المغتصبة، لكن قيل له "لا أدخلنا بمشاكل". لا تفاعل.

تصور ان رئيس الوزراء يخطب تلفزيونيا مبشرا العراقيين باستعادة الات مصفى بيجي المنهوبة من ناهبيه، ويبدو عليه الفرح وكأنه أحدث فعلا اعجازيا، دون ان يقول من هي هذه الجهات؟ او هل سيتم محاسبتها؟ لا تفاعل.

دقائق من فيلم اباحي، لمهكر سرق مدير شركة اعلانات راتبه، تفاعل حاد.
طارق فتحي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي