تفاصيلُ النسيانِ الكثيفةِ جدّاً

أشتاقُ إليكِ كثيراً
وأتذكّرُ أنَّ لونَ عينيكِ كان بُنِّياً
وشَعرُكِ أسودَ الخُصلاتِ
وأُذنُكِ كانت صغيرة
وتفوحُ رائحةُ القمح
من قميصكِ الأزرق.
ولكنَّ "الدعمَ السريعَ" يُقاتِلُ "الجيشَ"
والسودانُ جائعةٌ
و "ثوّار الناتو" يحرقونَ طرابلس
للمرّةِ العاشرة في عشر سنوات
ودجلة والفرات
تبَخّرا من شدّةِ الحَرِّ
وثمّة من يزحفُ نحو أحياءٍ في بغداد
لم يتم تدميرها جيّداً بعد
و "رياض سلامة"
تركَ "مصرف لبنان"
والدولارُ الواحد يُعادل 89500 ليرة لبنانية
فأصبحت الصبايا اللبنانيات
أقلُّ عذوبةً من السابق
عندما كان الدولار يُعادلُ 1500 ليرة فقط.
هذهِ أشياءٌ مدهشةٌ بالنسبة لي
وأتابِعُها بشغَف.
لهذا..
وبسبب تفاصيلِ النسيانِ
الكثيفةِ جدّاً
لم أعُد أتذَكَرُ وجهكِ جيّداً
ولم أعُد أُحبُكِ من طرفٍ واحد
في آخرِ الوقتِ هذا
ولم أعُد أشتاقُ إلى أحد .