|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعد محمد عبدالله
2023 / 8 / 8
المأمول والمتوقع من الإجتماع القائم بدولة تشاد لوزراء خارجية دول جوار السودان هو بلورة برنامج لسد الحاجة الإنسانية وتطوير إطار للتوسط بين الفرقاء السودانيين للبحث عن حل أزمة الحرب الدائرة منذ شهور دون توقف؛ فقد وجد إجتماع القادة رؤساء دول الجوار بدولة مصر ترحيبًا واسعًا من السودانيين مما أكد إهتمام دول الجوار بمعادلة الحرب وإستشعار أبعادها الخطيرة في المنطقة وأهمية دفع المبادرة المطروحة للأمام بعيدًا عن التناقض والتنافس عبر إحكام التنسيق بين الجميع لتوحيد الجهود نحو منبر حوار موحد يتأسس علي أطروحة الحكومة السودانية للإتفاق الشامل.
السياق الأمني السوداني أصبح خطرًا للغاية، ويزداد هذا الخطر كلما طال أمد الحرب، والحرب في السودان تؤثر بشكل مباشر علي المحيط الإقليمي، وهذا الأمر يتطلب تحرك كبير من الأشقاء علي المستويات كافة، وسبق أن كتبنا عدة مقالات أشرنا فيها لموقع السودان الإستراتيجي وموارده النفيسة علي النارطة ولأوجه تأثير الأزمة علي دول الجوار المباشر والشريط الممتد من القرن إلي الساحل الافريقي، ونلاحظ اليوم تصاعد العنف ومحاولات تغيير مسلح في المنطقة مما يهدد بتحولات سلبية كبيرة يجب مواجهتها بسياسات أكثر رشدًا بغية تجنب الكوارث التي قد تقع بسببها وربما تنسف الحياة بأكملها.
إننا بحاجة لحوار عميق وموضوعي بنفس طويل من أجل ترسيخ السلام والعدالة والمواطنة المتساوية ضمن برنامج شامل لتأسيس الدولة كما ذكر الرفيق مالك عقار مؤخرًا عند مقابلته وفدًا رفيعًا من مبادرة نساء ضد الحرب لكون النساء من أكثر الفئات الإجتماعية المتضررة من إستمرار الحرب وتبعاتها السياسية والإنسانية، وأعتقد أن إعادة تأسيس الدولة يمر عبر تقبل السودانيين لأنفسهم وإجراء عمليات كبيرة في إتجاه التغيير من أهمها إقامة مؤتمر قومي دستوري لإيجاد منهج جديد لإدارة التنوع الثقافي والديني والإثني وسن قوانيين تجرم خطاب العنصرية، وكل هذه القضايا تأتي بتقوية الإيمان الشعبي والرسمي بقييم السلام والديمقراطية والإستقلال الكامل عن أجندة الإستغلال التي تأتي من الخارج والعمل بمنهج الحول السودانوية لمشكلات السودان.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |