|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
راندا شوقى الحمامصى
2023 / 7 / 31
رسالاتــه إلى أقطـاب المسيحية
إن نظرة واحدة نلقيها على كتابات صاحب الظهور البهائي لتجلو لنا الحقيقة المهمة العظيمة الدلالة وهي أن الذي وجه الرسالة الخالدة إلى ملوك الأرض جماعة وأنزل للبارزين من ذوي التيجان في أوروبا وآسيا ألواحاً خاصة، واصدر نداءه إلى أقطاب الإسلام من أهل السنة والشيعة ولم يستثن من مجال نظرته اليهود ولا أتباع زرادشت قد وجه -فضلا على دعواته وإنذاراته العديدة المتكررة إلى العالم المسيحي بأسره- رسالات خاصة إلى رؤساء المذاهب المسيحية المختلفة بعضها عام شامل وبعضها الآخر دقيق متحدّ - إلى البابا والملوك والبطارقة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والرهبان. ولقد سبق لنا حين تصدينا لرسالات بهاءالله إلى رؤوس العالم المتوجة أن تدبرنا بعض خصائص لوح البابا والكلمات التي كتبت إلى ملوك العالم المسيحي. فلنوجه الآن انتباهنا إلى تلك الفقرات التي افرد فيها قلم بهاءالله ارستقراطية الكنيسة وخدمتها بالنداء: "قل يا ملأ البطارقة! قد جاء من وعدتم به في الألواح فاتقوا الله ولا تتبعوا الأوهام والأباطيل. دعوا ما عندكم وخذوا ما أرسلناه إليكم بقدرة فهذا خير لكم عما تملكون يشهد بذلك كل قلب خبير وكل امرء بصير. تفاخرتم باسمي وتواريتم عني بالحجاب وإن هذا لشيء عجاب."
"قل يا ملأ المطارنة: ظهر رب العباد وهو يدعو الناس إلى ميدان الهداية وأنتم بين الأموات محشورون. طوبى لمن حيي من نسيم الله وقام من بين الأموات بهذا الإسم المبين."
"قل يا ملأ الأساقف! ارتجفت قبائل الأرض ونادى الأب الأبدي بين الأرض والسماء طوبى لأذن سمعت وعن رأت وقلب توجه إلى قبلة أهل السموات والأرضين!"
"قل يا ملأ القسيس! دعوا النواقيس ثم اخرجوا من الكنائس ينبغي لكم اليوم أن تصيحوا بين الأمم بهذا الاسم الأعظم! أتختارون الصمت بعد إذ يصيح كل حجر وشجر بأعلى النداء: قد أتى الرب ذو المجد الكبير..."
"يا ملأ الرهبان! لا تعتكفوا في الكنائس والمعابد! أخرجوا بإذني ثم اشتغلوا بما تنتفع به أنفسكم وأنفس العباد كذلك يأمركم مالك يوم الدين. اعتكفوا في حصن حبي. هذا حق الاعتكاف لو كنتم من العارفين. من جاور البيت إنه كالميت، ينبغي للإنسان أن يظهر منه ما ينتفع به العباد والذي ليس له ثمر ينبغي للنار. كذلك يعظكم ربكم إنه هو العزيز الكريم. تزوجوا ليقوم بعدكم أحد مقامكم إنا منعناكم عن الخيانة لا عما تظهر به الأمانة. أأخذتم أصول أنفسكم ونبذتم أصول الله وراءكم؟ اتقوا الله ولا تكونن من الجاهلين. لولا الإنسان من يذكرني في أرضي؟ وكيف تظهر صفاتي وأسمائي؟ تفكروا ولا تكونوا من الذين احتجبوا وكانوا من الراقدين. إن الذي ما تزوج (المسيح) ما وجد مقراً ليسكن فيه أو يضع رأسه عليه بما اكتسب أيدي الخائنين. ليس تقديس نفسه بما عرفتم وما عندكم من الأوهام بل بما عندنا. اسألوا لتعرفوا مقامه الذي كان مقدسا عن ظنون من على الأرض كلها. طوبى للعارفين."
أمم مسيحية ضد اخرى
مخرب حقاً ذلك الدمار الذي لحق بمصائر المذهب الشيعي في إيران؛ ومحزن حقاً هو المصير الذي ينتظر فلوله الذي يئنون الآن تحت نير السلطة المدنية التي طالما احتقروها واستشرفوا عليها قروناً بعد قرون ومليء بالإضطراب حقاً زوال أهم أنظمة أهل السنة وعزيز حقاً هيئاته في بلاد حمت أمر من نصّب نفسه خليفة لرسول الله. جبارة مثابرة حقاً هي تلك العملية التي جلبت مثل هذا الدمار والخزي والانقسام والضعف على حماة معاقل المذاهب المسيحية. مظلمة حقاً هي السحب التي تلبد بها أفقها وإنه ليس من الإسراف ولا المبالغة في شيء إذا نحن قلنا أن الإسلام والمسيحية دخلا في أدق أدوار تاريخهما بفضل ما ارتكبه علماء المسلمين والمسيحيين أولئك "الأصنام" الذين قال عنهم بهاءالله إنهم أكثرية أعدائه والذين أبوا أن يكفوا أقلامهم كما أمرهم والذين لو آمنوا به لآمن به الناس.
ولكن لا يسيء أحد فهم ما أريد أو يخطئ تفسير هذه الحقيقة الأساسية التي هي من جوهر دين حضرة بهاءالله فالأصل الإلهي لكل المظاهر -بما فيهم السيد المسيح ورسول الله، وهما أكبر مظهرين إلهيين سبقا ظهور حضرة الباب- أمر يعتقده كل تابع من أتباع الدين البهائي اعتقاداً راسخاً لا احتراز فيه. فالدين البهائي يؤمن إيماناً واضحاً بوحدة هؤلاء الرسل الأساسية، ويؤكد استمرار ظهورهم ويقر بسلطانهم الإلهي وترابط كتبهم ويعلن وحدة أهدافهم وأغراضهم وينبّه على تفرد تاثيرهم ويعلّم التوفيق بين تعاليمهم وبين أتباعهم ويبشر به ويشهد بذلك حضرة بهاءالله حين يقول: "تراهم جميعا ساكنين في رضوان واحد، طائرين في فضاء واحد جالسين على بساط واحد، ناطقين بكلام واحد، آمرين بأمر واحد."
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |