|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عباس علي العلي
2023 / 7 / 26
ما أجمل المولود الموعود بالخلود في حضني .. يرقص طربا ... يغني فرحا ... يطير بلا أجنحه ... إنه يشبهني ويشبه عتيق مثل عسل مملح يختلط بحليب الأسود....
عدت لبستاني القديم وأنا أغني كواحدة من أعظم مطربات الزمن الجميل... تفترش المسرح كأنها مغنية أوبرا بصحبة الأوركسترا الكوني يعزف لي سيمفونية العشق والهيام للموسيقار داوود، الجمهور يذوب ويذوب حتى تلاشى إلى لا شيء.... لكنني ما زلت أسمع أصوات التصفيق الحارة تلهب أجواء المسرح فيتسع ليخرج كأنه سماء تتمدد في كل أتجاه، وتحلق بي كأنني نجمة وحيدة في سماء رائقة... ألوح لهم من بعيد ... أنا من يعشقها القمر ... أنا مجد عتيق
أقدارنا .. أحلامنا
رياح خريف أو نسمات ربيع
تبعثر لنا الأوراق ..تلهو بنا
تلوي للأماني
تطيخ بالأعناق ..
ثم تتشظى من الضحك الطفولي ببراءة السماء
ساخرة منا ولنا واحيانا
تلبس ثوب الدهشة
حينا ..
وحينا ..حين يحضر الفقد أو الشوق
تتكور .....عبرات محبوسة في الأحداق..
تزرعنا شتلات أو ربما قطرات مطر
على رفوف الأحلام ..الكبيرة
أو تكدسنا تباعا ذكرى بعد ذكرى
في حجيرات ذاكرة النسيان ..
فيصحو حلمنا ذات صدفة
ويتغنى بلقاء قادم ... مقبل ... مرسوم في لوح القدر
تعطره زهرات البنفسج أو نجع الياسمين
ويلوح له سعف النخيل
يستظل بظلها العشاق المترفون حبا
ويشفي فيها الغليل
ترسمه النوارس الجوالة حلما بكل شاطئ ..
لعله يستحم في نهر الأماني ويخرج من الحلم ..
ليس سهلا ان تقول
أريد أو ما اريد ..
المهم ...... أن يؤمن بما سطر بالحلم ..
وأثق بما يقول ..
لسنا أول المخدوعين ..ولا أخر المنسيين
ولا من هائم تغنى بالعشق
وحيدا آخر الليل ..
ومجد حكايا العاشقين
ثم اصبح على حكايته
صفر اليدين ..أتعرفين؟......
لماذا نرسم أفراحنا على الرمال ليلا ..؟.... بقلم حزين
وننسى أن لموج القدر عيونا لا تعرف أن تنام ؟!
تبعثرها إرادات شتى جزرا ومدا ..
ولا ترعى لنا عهدا ..وودا
فلا تكتبوا شيئا يمكن أن يمسح بالسهل
على دفاتر الأيام..
وأنتم على شفا جرف شاطئ متعبين... مقهورين
نصف نيام...
لقد أغرقني الحرف بالكثير من مشاعر جديدة لم أألفها مسبقا، ولا أجري هل كان هذا الفيض الروحي من الأنطلاق نحو الحرية بسبب أني أبتعدت كثيرا عن واقع كان أشبه بالمعتقل الموبوء بكل صنوف الآهات وأمراض الضمير المتعب بكل خطايا القدر وخطيئات الإرادة... أنا اليوم مثل رائدة فضاء تقتحم عالم كبير مجهول واسع لا حدود له، قد تتمكن من العودة للأرض أو ستبقى مثل جرم سماوي يدور ويدور منتظرا قرار الرب... ها أنا تماما أطير بلا مشقة أرى كل شيء من حولي بلا حدود... الخوف الذي كان يسكن أضلعي تشتت مع أول خطوة نحو السماء... خوفي الأن ليس من أحد... خوفي من نفسي قد أكون أنا أعيش مجرد حلم رسمته لنفسي بنفسي....
عالم جديد صنعته لنفسي بعد أن نزعت شيئا من ما علق بي من أثر الماضي، عالمي الجديد فيه ألوان مختلفة،... غاب عنه اللون الرمادي وغاب شكل الغياب وسكون القلب والعاطفة التي كانت في رقدة وسبات، حتى قلبي خرج عن آليته التي كان يعمل بها وكأنه أشترى قلبا له ليشتغل كما تشتغل قلوب الصبايا المراهقات... ها أنذا عدت لبدايات العشرينيات أيام كنت نجمة المحبين في الجامعة.... تلاحقني نظرات شتى وعيون شرهة... كنت لا أحفل بشيء سوى أن أكون عنقود العنب الذي لا يكاله أحد....
حتى عندما عرفت طريق الهجرة والغربة بم يدق قلبي كما يدق الآن... يا له من قلب جلد لا يمكن أن يكون قلب فتاة ذلك الذي داس على مشاعره وكان ينظر للشمس مع أن القمر هو من يتودد له... كان قلبي مجنون لذا لا أستغرب أن يعود لجنونه القديم بعدما تم تدجينه كل هذه السنين...
القلوب مثل عصافير البراري مهما عاشت في الأقفاص تعود لبريتها مع أو رفة جنح لها خارج القفص.
أحسست بعتيق في أكثر من مرة هو من يفتح لي الأبواب ويسبقني للمسير كطائر يعلم فراخه الصغار فن الطيران... كنت أتضايق أحيانا من أنه يلعب معي دور المعلم أو دور الموجه,,, كنت أبحث في وجوده دور الآب أولا ... دور الحنان الذي شعرت به كنقص وحيد يضطرني للعزلة أحيانا أو اللجوء للصمت... أبي كان رجلا يغطيني من كل شيء أينما كنت في الشمس أو تحت هطيل المطر... لا يخاف أبي... لا يخشى ....لذا أنا أبحث عنه في وجوه كل الرجال.... إلا عتيق كان شبه أبي شبيهه في الكثير من لمسات الحنان....
أبحث أيضا عن قلب يخفق تحت نبضات قلبي ويتوقف حين يستريح قلبي مطمئنا ... من الصعب أن تجد أبا وحبيبا في شخص واحد مهما كان ذلك الشخص.... أنا مع عتيق أبنه وحبيبة وأم له... الشيء الوحيد الذي ينقصني فيه أن يكون يدي التي تمسك قلبي أن يهرب مني كلما تذكرت ملمسه الأول لي ونحن نقطع الشارع للجهة المقابلة خوفا علي من طريق يعج بسيارات قادمة بسرعة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |