القمة الروسية-الأفريقية ودورها في حل مشاكل القارة السمراء

آصف ملحم
2023 / 7 / 24

تنطلق في الـ 27 من الشهر الجاري القمة الروسية الأفريقية الثانية في مدينة سان بطرسبورغ، يرافقها المنتدى الاقتصادي و الإنساني روسيا-أفريقيا. انعقدت القمة الأولى و المنتدى الأول في مدينة سوتشي الروسية بين 23-24 أكتوبر عام 2019.
ستنعقد خلال هذين اليومين مؤتمرات القمة والجلسات العامة رفيعة المستوى والطاولات المستديرة والمؤتمرات والحلقات النقاشية وجلسات العمل وحوارات و برامج الأعمال و المعارض و المحاضرات و الإحاطات الإعلامية والمناقشات المتلفزة، حيث يتناول المشاركون كافة القضايا التي تهم روسيا و أفريقيا و العالم أيضاً.
وفق البرنامج الرسمي للمنتدى، ستتمحور النقاشات حول الكثير من المواضيع الحيوية، التي لا تهم فقط روسيا و أفريقيا فحسب، بل تهم كل الدول الصديقة لروسيا و أفريقيا، أهم هذه المواضيع:
-التكنولوجيا النووية و تكنولوجيا الفضاء ودورهما في تطوير القارة الأفريقية.
-الأمن الغذائي وصناعة الأسمدة و السيادة الغذائية.
-التعاون في مجال الطاقة.
-التعاون العسكري و الأمني وفي مجال الصناعات العسكرية.
-الصناعات و التنقيب عن الألماس و الثروات المعدنية الباطنية في أفريقيا.
-تطوير البنى التحتية و اللوجستيات في أفريقيا.
-تعزيز مناخ الاستثمار في روسيا و أفريقيا وتطوير الخدمات المصرفية بين أفريقيا و روسيا.
-التحول الرقمي و البرمجيات و الذكاء الصنعي و الأمن السيبراني.
-التعاون في مجال التعليم و البحث العلمي.
-الصحة و الصناعات الدوائية.
-التعاون في مجال حقوق الطفل و المرأة.
-التعاون الثقافي و الإعلامي و الرياضي.
ستكون الأزمة الغذائية العالمية و الأمن الغذائي أحد المحاور الأساسية للنقاش، من هنا نفهم أهمية تسمية المنتدى الاقتصادي بـ (المنتدى الاقتصادي و الإنساني)؛ فالقارة الأفريقية هي أكثر من يعاني من نقص الغذاء. كما أن صفقة الحبوب التي وقعتها روسيا مع تركيا و أوكرانيا و الأمم المتحدة في 22 يوليو عام 2022، لم تساهم في تخفيف حدة الجوع في الدول الأفريقية الفقيرة؛ فروسيا وقعت على الاتفاق عن حسن نية و مددته عدة مرات. فالدول الغنية، أو الدول عالية الدخل استوردت من الحبوب الأوكرانية حوالي 44% من مجمل الكميات التي خرجت من أوكرانيا، أما الدول ذات الدخل المتوسط فاستوردت 54%، أما الدول الفقيرة فلم ينلها من مجمل الحبوب الأوكرانية سوى 3%، وهذه الأرقام منشورة على موقع الأمم المتحدة و موقع مركز التنسيق في إسطنبول. وللتذكير فقط، دول الاتحاد الأوروبي لا تستورد عادةً من المنتجات الزراعية الأوكرانية سوى 27.7% من مجمل الصادرات الأوكرانية، وفق إحصاءات عام 2021. أي أن الدول الأوروبية الغنية استغلت اتفاق الحبوب و زادت وارداتها من المواد الغذائية، ضاربة بعرض الحائط جوع الجائعين في الدول الفقيرة. ولقد تعهدت روسيا بتقديم الحبوب و الأسمدة مجاناً للدول الأفريقية الفقيرة لتعويض ما ينقصها من الواردات الأوكرانية، وهذا سيساهم إلى حد بعيد في تخفيف أزمة الجوع و تعزيز الأمن الغذائي العالمي.
تتمتع القارة الأفريقية بموارد هائلة و ثروات كبيرة، وبالرغم من ذلك لم تنعم الدول الأفريقية بالأمن والسلام والاستقرار؛ فما زالت الصراعات الداخلية والجريمة المنظمة والمجاعات والأمراض والفقر والإرهاب تنهش القارة السمراء وتعيق حركة تقدمها ونهضتها. و لقد كان للدول الأوروبية، وتحديداً فرنسا و بريطانيا، الدور الأكبر في تأخير نهضة هذه الدول؛ لا بل قد ساهمت في تأجيج الصراعات الإثنية والدينية هناك بهدف نهب خيرات هذه القارة، ويوجد الكثير من القرائن على ذلك.
من هنا تبرز حاجة القارة الأفريقية إلى شركاء، وليس إلى مستعمرين و مغتصبين لخيراتها، ولقد كانت روسيا خير شريك و أفضل صديق لأفريقيا؛ فالعلاقات التاريخية المتينة بين الطرفين، منذ أيام الاتحاد السوفيتي، ستساهم في تعزيز مناخ الثقة بينهما، وهذا سيشجع رجال الأعمال الروس على العمل في أفريقيا، وسيشجع رجال الأعمال الأفارقة على العمل في روسيا.
استناداً إلى ما تقدم من أسباب، لاحظنا حرصاً أفريقياً على حضور القمة السابقة و الحالية، والمنتدى الاقتصادي المرافق لهما، كما شهدنا حرصاً روسيا على عقد القمة و المنتدى. لذلك سيكون هذا الحدث الهام فرصة كبيرة لتبادل الآراء حول مختلف المشاكل و القضايا التي تهم روسيا و أفريقيا، الأمر الذي سيساهم مساهمة كبيرة في حلها و تعزيز التعاون بين الطرفين لما فيه الخير و الاستقرار و السلام للجميع.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي