|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعد محمد عبدالله
2023 / 7 / 22
تداعيات الحرب والحلول المتوقعة لتحقيق الإستقرار في السودان.
هنالك حدثان مهمان سيشغلان الرأي العام داخل وخارج السودان، ومحل نقاشات الصحافة ومنابر السياسة آنياً وعلي مدى أبعد؛ إذ تتوجه الأنظار محليًا ودوليًا نحو الإجتماع الأول المُرتقب إنعقاده بجمهورية تشاد الشقيقة، ويضم وزراء خارجية دول جوار السودان لمناقشة تنفيذ توصيات قمة القاهرة "على مستوى الرؤساء" عبر وضع خارطة طريق تمكن العمل من أجل إيجاد مقاربات جديدة للتعامل مع الأزمة السياسية والأمنية وإفرازاتها المتمثلة في النزوح واللجؤ وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة وغيرها من آثار تلك الحرب المدمرة.
أما الحدث الثاني، ولا يقل أهميةً عن الأول بل يتسقان، ويجب أن يكمل الحدثان بعضهما ويعززان من فرص نجاح الوساطة في نزع فتيل الحرب وإحلال السلام، وهنا نتحدث قمة القارة الافريقية وروسيا الإتحادية التي من المتوقع إنعقادها قريباً من أجل مناقشة سُبل تعزيز العلاقات الدبلوماسية وتطوير وسائل التعاون الإقتصادي، وسيكون لدولة السودان مشاركة فاعلة في هذه القمة المهمة إلي جانب عدد كبير من الشركاء والأصدقاء الأفارقة والروس الذين سيلتقون للتخطيط من أجل بناء مستقبل بلدانهم.
نتوقع أن تضع القمتين نقاط عملية في برنامج تنموي وسياسي حيوي لدعم فرص النهضة الشاملة لروسيا وافريقيا والسودان، ويجب العمل علي حلحلة الأزمة الحالية وإرساء دعائم السلام والإستقرار خاصةً وأن بلادنا علي الخارطة تمثّل واحدة من النوافذ المفتوحة علي العالم بينما تتوسط محيطها الإقليمي المضطرب من القرن إلي الساحل الافريقي؛ فمن الأصوب والأجدى بذل كافة الجهود من قِبّل الجميع بغية إستعادة وجه السودان الآمن والمستقر وفقاً لرؤية واقعية وثاقبة تحافظ علي المصالح المشتركة بين السودان والعالم أجمع.
نحن أمام معادلات سياسية وأمنية معقدة ومقلقة ليس للسودان فقط إنما لسبعة من دول الجوار المباشر وما ورائها، وبالنظر لمخاطر الهجرة الغير شرعية وشبكات الجرائم العابرة للحدود وللقارات مما يضع علينا وعلي العالم من حولنا مسؤلية جمة لبحث إيقاف الحرب، ومن غير المعقول هذه القضية تتأزم وتتسع دايرتها دون حلول متفاوض عليها تخاطب المسببات الأساسية للحرب ومعالجتها بعقلانية والحفاظ علي وحدة البلاد وسلامة شعبها والتأكيد علي سيادة القرار الوطني المستقل، ويجب علينا العمل بمسؤلية وجدية لمحاصرة تلك الأزمة والإستجابة لمقتضيات الإنتقال من حالة تعدد الجيوش إلي تكوين جيش مهني ومتنوع وموحد وشرطة صديقة للشعب وجهاز أمن ومخابرات ماهر وفقاً للترتيبات الأمنية المنصوص عليها في إتفاقية جوبا لسلام السودان.
22 يوليو - 2023م
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |