هل العرب هم من الأقوام المنبثقة من السومريين ...؟

آدم الحسن
2023 / 7 / 21

هل اصل العرب من اليمن أو من الشام او من جنوب العراق , سؤال اختلف المؤرخون في الإجابة عليه .
قبل كل شيء لابد من الإشارة الى أن المقصود بالأقوام و منها جاء مفهوم القوميات ليس الأصل البيولوجي المرتبط بالجينات الوراثية و انما بالانتماء اللغوي و الذي منه يتشكل الانتماء الثقافي , لذا تعتبر اللغة هي التي تقسم الشعوب أو الأمم الى قوميات مختلفة .
يمكن معرفة اصل أي قوم من خلال معرفة أصل لغته , و بالتالي يمكن معرفة الأقوام المنبثقة من السومريين الذين اتخذوا من جنوب العراق مركزا لحضارتهم العظيمة من خلال دراسة شجرة اللغات المنبثقة من اللغة السومرية القديمة .
المختصون بلغات العراق القديمة وجودوا أن هنالك أربعة لغات فرعية منبثقة من اللغة السومرية القديمة و هذه اللغات الفرعية الأربعة هي اللغة السوريانية و اللغة العربية و اللغة المندائية و اللغة العبرية .
اللغات الأربعة الأساسية المنبثقة عن اللغة السومرية شكلت اربعة اقوام أو قوميات و هي :
اولا : القومية العربية و لغتهم العربية .
ثانيا : القومية اليهودية و لغتهم العبرية .
ثالثا : القومية المندائية أو الصابئة المندائيين و لغتهم المندائية .
رابعا : القومية الكلدواشورية و لغتهم السوريانية .
لذا فأن العرب و اليهود و الصابئة المندائيين و الكلدواشوريين هم كما يقال اولاد عم لأنهم من أصل واحد .
إن الفرضية التي تعتبر اصل العرب من اليمن او من بلاد الشام تتعارض واصل لغة العرب , لا يمكن أن يكون أصل قوم من مكان و اصل لغتهم من مكان آخر , إذ ليس هنالك معنى لقوم دون لغة .
إن اصل لغة عرب اليمن و عرب الشام و عرب البلدان الأخرى هو جنوب العراق , انتقلت مفردات اللغة العربية الى هذه البلدان عن طريق البدو الرحل , حيث كان للبدو دور هام في انتقال مفردات اللغة العربية من جنوب العراق الى المدن الحضرية في الشام و اليمن و المدن الأخرى التي تحيط بالصحراء العربية .
الامتداد البشري للسومريين بمحاذات نهر دجلة شكل الكلدواشوريين حتى صار مركزهم في نينوى في شمال العراق و أنشأوا فيها الحضارة الأشورية و من نينوى امتد تواجد الكلدواشوريين الى سوريا و اسمها القديم سوريانا أي بلاد الناطقين باللغة السوريانية , أما الامتداد البشري للسومريين باتجاه الغرب فشكل القومية اليهودية التي اتخذوا , كما ذكر المؤرخ العراقي الدكتور احمد سوسة , من مدينة عانة العراقية أول مستقر لهم ثم امتد تواجدهم البشري الى فلسطين و اسسوا مملكة هناك في مدينة اورشليم .
اورشليم مكونة من كلمتين أور و هي كلمة سومرية معناها " مدينة " و شليم يقابلها باللغة العربية " سليم " لذا فأن اورشليم معناها مدينة سليم أو مدينة سليمان نسبة الى النبي سليمان .
أما العرب فهم السومريون الذين مكثوا في غرب اهوار جنوب العراق و الصابئة المندائيون هم السومريون الذين مكثوا شرق اهوار جنوب العراق و اتخذوا من المدينة العراقية التي يطلق عليها حاليا العمارة مركزا لحضارتهم .
ان اصل حروف الكتابة العربية هو العراق , و من العراق انتقل الحرف العربي الى البلدان الأخرى التي صارت بلدان عربية بعد أن اصبحت شعوبها ناطقة باللغة العربية , فمثلا شعب مصر صارت قوميته عربية بعد أن سادت اللغة العربية في مصر , إذ لا علاقة للجينات الوراثية بأصل الأقوام أو القوميات .
الفروقات و التغييرات في نطق الأحرف كانت بداية لانبثاق لغات فرعية من اللغة السومرية , فعلى سبيل المثال :
حرف الشين في اللغة السومرية صار ينطق س باللغة العربية :
خمشة = خمسة
شولوم = سلام
شليم = سليم
و هنالك مفردات سومرية انتقلت كما هي دون تغيير الى اللغات الفرعية المنبثقة منها على سبيل المثال :
** عزا باللغة السومرية معناه الموت و في اللغة العربية تستخدم كلمة عزاء كعزاء عاشوراء و مجلس العزاء و غيرها .
** عزرائيل أصله عزا إيل , إيل باللغة السومرية معناها إله , فيكون معنى عزرائيل باللغة السومرية إله الموت .
** لازال اهل جنوب العراق و خصوصا النساء منهم يستخدمون كلمة عزا مثل قولهم حين يدعون على شخص بالشر عزا العزاك .
** أربيل أصلها اربا إيل , اربا معناها " أربعة " و إيل معناها " إله " لذا اسم مدينة أربيل أصلها اربا إيل أي الألة الأربعة التي كانت تعبد في هذه المدينة في زمن حضارة الإمبراطورية الأشورية .
** في اللغة العربية هنالك الكثير من المفردات المشتقة من اللغة السومرية مفردة " إيل " منها جبرائيل و اسمائيل ( تنطق بالعربية اسماعيل ) .
يمكن القول ان العراق العربي عمره اكثر من الفي سنة اي منذ ان اصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة في العراق .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي