|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عماد عبد اللطيف سالم
2023 / 7 / 3
لا ينكَسِرُ الغصنُ من حضورِ عصفور.
ينكَسِرُ الغصنُ
حين يُغادِر.
لا نخلَ في المدينةِ.. يعني..
أنَّ لا بلابلَ في المدينةِ..
وأنّ الحديدَ "المُسلَّحَ"
سيَحِلُّ محلّ "الطَلْع"
في آخرِ نخلةٍ
تركَها "الوَرَثةُ" وحيدةً
لدى"الدَلاّل".
لا امرأةً عذبةً
تتهادى الآنَ في شارع "النهر"
أو تتمايلَ في شارع "الرشيد"
مثلُ سنبلةٍ يفوحُ قمحها على الأرصفة
أو تتمَشّى، وكأنّها "كوكو شانيل"،
من "بابيت" إلى "أسواق القادسيّةِ"
مقابلَ "الرَيِسِز" القديم
في "المنصورِ" الباريسيّةِ البائدة.
لا امرأةَ الآن
تجرؤُ على الحُلم
فوق جسورِ بغداد
رافعةً في كلّ حين
ذراعاها البهيّتين
لتُعيدَ شَعْرها النافرِ إلى نصابه
فتطيرُ تنّورتها صُدفةً
ويُصيبُكِ العمى المؤقّت
بسببِ الدهشة.
النساءُ العذباتُ
يتطايرنَ الآنَ
مثلَ حَمامٍ آليّ
في كافيهات "الجادريّة"
والسيّد "الداوودي"
و "الشوارع الأربعة".
هكذا يبدأُ الآن
زمنُ الوحشة
في المُدُنِ التي عافَها أهلها
والبيوتِ التي لا يطرُقُ أبوابها أحد
والباحاتِ الفسيحةِ التي لا يحبو فوقها طفل.
لن ينكِسِرَ الغُصنُ من حضورِ عصفور
ولن تسقُطَ الشجرةُ
ولن تنبُتَ للوحشةِ أجنحة.
الوحشةُ في غيابِ النُسوةِ -الحُلْم-
عن شوارعِ هذا العراقِ "العظيم".
الوحشةُ أن لا يطرُقَ بابَ البيتِ أحد
وأن تكونَ هناكَ عشرُ بنادقَ للخُذلان
في يدِ الوقت
و مخذولٌ واحِدٌ
على الشجرة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |