|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
إلياس شتواني
2023 / 7 / 3
لقد كان مجرد شيطان.
كنت أقف أمام بوابة كبيرة. لقد كانت من تلك المشابك الحديدية القديمة. كان كل أفراد عائلتي يقفون على الجانب الآخر من الصف. ناديتهم و لكنهم لم يستديروا. وقف بيننا جدار سلكي طويل. كان عند البوابة رجل عجوز ذو لحية طويلة رمادية. كان ينادي الناس بأسمائهم. عندما وصل إلى اسمي حاولت التحدث لكن المكان كان صاخبا للغاية. ضاع كلامي في أفق ذلك المكان الهائل والمهيب.
قال بصوت مرتفع و شديد اللهجة: "مهرطق".
عقب ذلك مباشرة، حملني رجلان كانا يرتديان، ما بدا في ذلك الوقت، أردية سوداء طويلة. أخذاني على الفور إلى غرفة مجاورة. هذه المرة كنت لوحدي. كانت الغرفة مليئة بالسلاسل والأصفاد والمقصات الطويلة. كانت الأدوات جميعها مضرجة بالدماء.
أتذكر أنني سقطت في سبات عميق. عندما استيقظت وجدت نفسي على عتبة غرفة ملتهبة. كان المشهد مروعًا.
ما الذي يجري؟
أين أمي وأبي وإخوتي؟
ماذا أفعل هنا؟
ما هذا المكان؟
كان الناس يصرخون من الألم والكرب. بعضهم كان معلقا من جلودهم. أُجبر البعض على شرب الماء الحميم. بينما قلبت وجوه نساء و أطفال في النيران المستعرة.
قال حارس من جانبي "حان دورك"، أجبته بصوت ملؤه الرهبة و التوهان: "دوري من أجل ماذا؟"
لم يرد. ثم بدأ يمشي وأشار لي أن أتبعه. لا أستطيع أن أتذكر بالضبط ما حدث بعد ذلك. كل ما يمكنني تذكره هو أنني بدأت في الركض، مذعورا ومرتعبا، لأجد طريقي للخروج.
استيقظت في حالة من الرعب المطلق.
ذهبت إلى المطبخ لأشرب كوب ماء، لعلي أهدأ قليلا. كان الفجر. كانت والدتي العزيزة تصلي. جلست بجانبها، في انتظارها حتى تفرغ من عبادتها. أخبرتها عن حلمي.
قالت و هي تداعب شعري: "كان مجرد حلم من الشيطان، فلا إله محب يمكنه فعل ذلك".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |