|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بلال سمير الصدّر
2023 / 6 / 23
Nنون،هو رمز لأحد أبطال فيلم عدن وما بعدها،وموضوع هذا الفيلم هو محاولة ترتيب فيلم عدن ومابعدها
بطريقة أكثر منهجية واكثر ترابطا خاصة من ناحية السرد،أي سرد قصة من خلال لقطات فيلم عدن وتوليفها بحيث من الممكن ان لا يكون لهذا السرد أي صلة بالفيلم نفسه أو حتى قد تكون مشوهة أو على الأقل مختلفة عن حيثيات الفيلم نفسه...رمي النرد عشوائيا ومن ثم محاولة ترتيب أحجار الدومينو...
هذا تشكيل أدبي أكثر منه تشكيل سينمائي،وكأنها محاولة لإضافة نص متوافق مع صور لقصة هزلية مصورة.
هي محاولة لإضفاء سمة واقعية على نمط السرد،بحيث من الممكن اضافة بعض اللقطات التي لم تكن موجودة في الفيلم الأصلي كنوع من اضافة شظية ناقصة لتجميع الأجزاء المتبقية،اي اضفاء نوع من المنطقية اللقطات الارتجالية،والمر برمته من الممكن ان يدعى ب(عقلنة الحبكة)،ولكن لماذا يعقلن ألن روب غرييه نفسه..؟
مفتاح ابداع غرييه هو عدم عقلنته لأي حبكة قام بسردها في السابق ولا حتى في اللاحق،اي اضافة ذلك العنصر الاشكالي لسينما أراد منها أن تكون سينما بحد ذاتها تكتفي بعناصرها فقط،وتستمد طريقها وشكلها من خلال توظيف عناصر غير مالوفة ولكنها أساسية لسينما مجردة بحد ذاتها.
فيلم نون يمسك بالنرد قد يساعدنا في التوصل الى نتائج واحكام حول رؤيتنا ل(عدن ما بعدها)،على ان هذه المحاولة أيضا غير قائمة على منطق واضح لأنها عشوائية وتعتمد على خلق لقطات جديدة لإضفاء منطقية أكثر على لقطات سابقة،والنتيجة بالنسبة الينا هي ان ابقاء عدن وما بعدها على حالته الطبيعية من حيث منطقه التنبؤي الخاضع للكسر والتحريف لهو أفضل من محاولة لإضفاء عليه بعض المنطق.
فعدن في شكله الأول غير ممنطق داخل شكل معين أو سردية معينة أو توليفة معينة،والحيز الأكبر من واسع فيه هو التوقع،بينما حاول ألن روب غرييه في هذا الفيلم ان يقول للجمهور أن كل ما يقوله هو خاضع للمنطق بشكل أو بشكل آخر،وبامكان المشاهد أن يمنطق من لاشيء...من سفسطة عكسية أو لقطة ايروتيكية لاداعي لها،أو دماء متناثرة من حول امرأة،لأن الذهن هو القادر على الفعل وعلى تشكيل الجنون القادم من العقل من خلال صورة،فالمنطق في (نون يمسك بالنرد)،جعل من عدن وما بعدها قصة اختطاف ليس إلانوهذه هو عين التسطيح.
الاختطاف قد يكون ممنطقا،على ان هذا ايضا يحتوى على عناصر ابداعية مختلفة لايمكن الحكم عليها،أو الاشارة اليها على انها حبكة طبيعية...يقول السارد نون في ختام الفيلم:
الى المشاهدين:بغض النظر إذا خرجتم خارجا او بقيتم متسمرين امام الشاشة،ربما هناك شيء صغير لم تفكرو به...اللعبة تعني (لاشيء مقدما)،أنهم اللاعبين الذين اخترعو اللعبة،واللاعبين هم انتم...
الصور العشوائية التي سرقت من تحديقكم هي مجرد صور،وهي لاتملك أي ميراث من المعنى مرفقة بها...هي لاتملك أي معنى آخر مختلف عن المعنى الذي اخترتموه انتم...سواء كنتم مطمئنين للترتيب أو تجدون أن الترتيب لاطائل منه فهذا ستقررونه بعيدا عن الخوف والكسل...
إذا،هذا التفسير يؤكد ان حبكة عدن وما بعدها يسير فقط حسب منطق المشاهد،فالمشاهد هو من يضفي المعاني على الفيلم وليس العكس،وكان ألن روب غرييه يقول عن فيلمه (عدنا وما بعدها) بانه خاضع الى منطق غير متناهي لايمكن قياسه...
ما قلناه في الاعلى يؤكد نظرتنا الى اعمال الن روب غرييه برمتها، وهو يقدم رؤية واحدة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة،الأمر الذي يجعل منه لا يعقلن اللقطة بل يحاول عقلنتها وهذا هو ايضا ما اردنا قوله...
ليس من الضروري ان يقول المخرج أن حبكته خاضعة للمنطق أن نظرنا اليها من زاوية معينة فهذا قد يهدم الابداع برمته...
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |