موسم تكاثر الضفادع في العراق

عماد عبد اللطيف سالم
2023 / 6 / 18

في بداية الصيف يبدأ "موسمُ" تكاثر "الضفادع" في العراق.
نعم.
وكانت "الضفادع" موجودةُ دائماً في بلادي هذه، بـ خصالها "الضِفدعيّةِ" التي لا يُشّقُّ لها غبار.
نعم.
ولكنّ الضفادع التي أتذكّرها لم تكن بمثل هذه "الكُثرةِ"، وهذا "النقيق" المُرتفِع النبرة، كما هو الحال الآن.
ليس في "مدينتنا" ما يصلحُ لتكاثر الضفادع.
ليس في "وسائط التواصل الاجتماعي" ساقيةٌ أو ماء.
ليس في الإذاعاتِ والتلفزيونات و الفضائيّاتِ "بُركة".
ليس في الشارع "العام" الكثير من المستنقعات.
ولكنّ الضفادعَ "تُنطنِطُ" الآنَ في كُلّ مكان.. و"نقيقها" الآنَ يصُمُّ الآذان.
إن استمَرَّ الحالُ على هذه الوتيرة من "التنميةِ" و"النموّ".. فإنّ "الشرغوف" (وهو الضُفدع الصغير الذي خرج توّاً من البيضة)، سيعبر مرحلة "التحوّل الانتقالي" بسرعة الصوت، ويصبحُ "عكَروكَاً" بسرعة الضوء.. وسوف "يتفرعَنُ" علينا كعُتاة "الفراعنة".. وسوفَ "يأكلنا" جميعاً، قبل مرحلة "البلوغ".
ومع ذلك.. مع ذلك.. فإنّ هذا ليس هو الشيء الكارثيّ الوحيد في السيرةِ "السلوكيّةِ" للضفادع فائقة التطوّر "جينيّاً" في العراق.
ما هو كارثيّ هو أنّ "الضفادع" قد تخلّت عن دورها " الطبيعيّ" ، ولم تعُد تعتاشُ على "يرقات" البعوض.
إنّ "البعوضَ" الآنَ في كُلّ مكان.. في كُلّ مكان..
والبلدِ بأسرهِ يُعاني من الملاريا، و "حُمّى الضَنَك"، و"التهاب الدماغ".

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي