شذرات من الفلسفة والادب-ليست الحكمة في المحافظة على الرضا والسرور دائما بمقدار ما تكمن في تجنب المنغصات والالم (2)-(74)

عاهد جمعة الخطيب
2023 / 6 / 5

من وجهة نظر علم النفس، يمكننا تفسير العبارة "ليست الحكمة في المحافظة على الرضا والسرور دائما بمقدار ما تكمن في تجنب المنغصات والألم" بعمق أكبر. يشير علم النفس إلى أن الحكمة تتعلق بالتفاعل مع الحياة بشكل صحيح وبناء، بدلاً من محاولة تجنب أو تجاهل المنغصات والألم.
أحد المفاهيم المهمة في علم النفس هو ما يُعرف بـ"مرونة العقلية" (Psychological Flexibility). هذه المرونة تتعلق بقدرتنا على تحمل الصعوبات والمواجهة معها بشكل فعّال ومن خلال استراتيجيات صحية. بدلاً من التمسك بالتوقعات الثابتة للرضا والسعادة الدائمة، فإن الحكماء يعترفون بأن الحياة متغيرة وتحتوي على تحديات.
علم النفس يشدد على أهمية التعامل الصحيح مع المشاعر السلبية والألم. من المهم أن ندرك أن المشاعر السلبية جزء لا يتجزأ من الحياة الإنسانية وأنها تحمل رسائل ومعلومات مهمة بالنسبة لنا. بدلاً من تجاهلها أو قمعها، يتعين علينا أن نتعامل معها بشكل صحيح وفعّال، مثل البحث عن دعم اجتماعي، أو العمل مع أخصائي نفسي، أو استخدام استراتيجيات تعزز الصحة العقلية مثل التأمل والاسترخاء.
ومن المهم أيضًا أن نتعلم من التحديات والألم. الألم قد يكون مصدرًا للنمو والتحول الشخصي. من خلال مواجهة التحديات والتعامل معها بشكل بنّاء، يمكننا تطوير مهاراتنا الشخصية والتعلم من التحديات التي نواجهها. يمكن أن يساعدنا الالتفات إلى الصعوبات وفهمها في تطوير قدراتنا العاطفية والعقلية والاجتماعية. قد نكتشف مهارات جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة، ونتعلم كيفية التكيف والتأقلم مع التغيرات.
علاوة على ذلك، يشير علم النفس إلى أن الحياة تتكون من مجموعة من التجارب المتنوعة، بما في ذلك الفرح والحزن، النجاح والفشل، والمنغصات والألم. إذا حاولنا تجنب المنغصات والألم بشكل مطلق، فقد نفقد الفرصة للنمو والتطور الشخصي. قد يكون الألم والمصاعب مصدرًا للتحفيز والتحسين، ويمكن أن يدفعنا للبحث عن حلول جديدة ومبتكرة للتحديات التي نواجهها.
بشكل عام، يمكننا أن نقول أن علم النفس يدعم الفكرة التي تقول إن الحكمة ليست في تجنب المنغصات والألم، بل في التعامل معها بشكل صحيح ومناسب. إنها القدرة على النمو والتطور من خلال التحديات، وتعزيز مرونتنا العقلية والعاطفية، وبناء روحية أعمق. من خلال استخدام أدوات ومفاهيم علم النفس، يمكننا تعزيز فهمنا للحياة وتعزيز قدراتنا على التكيف والتحسن الشخصي.
علم النفس يعتبر الحكمة من منظور شامل للنمو الشخصي والصحة العقلية. يشدد على أهمية التفكير العميق والتحليل الذاتي لفهم أعمق للنفس والعالم من حولنا. بالتركيز على الحكمة، يمكننا استكشاف العواطف والمشاعر الداخلية، وتحليل الأفكار والمعتقدات السائدة، وتقييم القيم والأولويات الشخصية.
علم النفس يشجعنا على تطوير قدراتنا العقلية والعاطفية من خلال التعلم والتجربة. فنحن نكتسب الحكمة عن طريق التجارب والصعاب التي نواجهها في حياتنا. قد يشمل ذلك تعاملنا مع المواقف الصعبة، وتحقيق التوازن بين المتطلبات المختلفة، وتحقيق النجاح والرضا الشخصي.
من وجهة نظر علم النفس، يمكن أن تكون المنغصات والألم فرصًا للنمو والتطور الشخصي إذا تعاملنا معها بشكل صحيح. يمكن للتحديات أن تعزز قدراتنا العقلية والعاطفية، وتعطينا الفرصة لتعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل. من خلال تحليل تجاربنا واستخلاص الدروس، يمكننا تطوير رؤية أعمق لأنفسنا وللحياة، والتحسن الشخصي المستمر.
باختصار، من وجهة نظر علم النفس، الحكمة ليست في تجنب المنغصات والألم، ولكنها تأتي من قدرتنا على التعامل معها بشكل صحيح ومناسب. إنها القدرة على النمو والتطور الشخصي، واستخلاص الحكم والتعلم من التحديات، وتحقيق التوازن العقلي والعاطفي.
يمكننا أيضًا النظر إلى الحكمة من منظور علم النفس فيما يتعلق بتجنب المنغصات والألم. قد يعتقد البعض أن تجنب المواقف الصعبة والألم هو مفتاح للسعادة والرضا، ولكن علم النفس يشير إلى أن هذا النهج قد يكون ضارًا على المدى الطويل.
عندما نحاول تجنب المنغصات والألم، فإننا في الواقع قد نفقد فرصًا هامة للنمو الشخصي والتطور. قد يكون التعرض للتحديات والألم فرصة لنا لاكتشاف قدراتنا الجديدة وتوسيع نطاق إمكانياتنا. قد نكتشف قوة داخلية لدينا وقدرة على التحمل والتكيف التي لم نكن نعرفها من قبل.
علاوة على ذلك، تجنب المنغصات والألم قد يؤدي إلى عدم التعامل المناسب مع المشاعر السلبية التي تنشأ من هذه التجارب. عندما نتجنب الألم، قد نكون نقمع المشاعر ونحاول تجاهلها، مما يؤدي في النهاية إلى تراكم الضغط العاطفي والنفسي. بالمقابل، إذا كنا قادرين على التعامل بشكل صحيح مع المشاعر السلبية، فإننا نمكن أنفسنا من الشفاء والتعافي العاطفي.
لذلك، يمكننا القول أن الحكمة في علم النفس تكمن في قدرتنا على التعامل بشكل صحيح مع المنغصات والألم. إنها القدرة على قبول واحتضان التحديات والصعوبات بدلاً من تجنبها، والتعامل معها بطريقة بناءة ومؤثرة. من خلال ذلك، يمكننا النمو والتطور الشخصي والعقلي، والعيش حياة أكثر توازنًا وسعادة.
تعتبر الحكمة في علم النفس أيضًا مرتبطة بفهم عميق للحقيقة البشرية والواقع. فهي تتطلب منا أن نكون مدركين لطبيعة الحياة وأن نتقبل وجود المنغصات والألم كجزء لا يتجزأ منها. قد يكون السعي لتجنب المنغصات والألم بشكل دائم هو محاولة للهروب من الواقع والتعامل معه.
علم النفس يشجعنا على مواجهة المنغصات والألم بشكل منفتح ومتعمق. يهدف إلى تطوير قدراتنا على التحمل والصمود في وجه التحديات، وتعزيز قدرتنا على التكيف والتعلم من الصعاب. قد يتضمن ذلك تعلم استراتيجيات التحكم في التوتر وإدارة المشاعر السلبية، والبحث عن الدعم الاجتماعي والمساعدة المهنية عند الحاجة.
علاوة على ذلك، يعتبر الحكماء في علم النفس من الأشخاص الذين يستفيدون من التجارب الصعبة والألم بشكل خاص. فقد يتمكنون من استخلاص الحكم والتعلم من هذه التجارب، وتطبيقها في تحسين حياتهم الشخصية ومساعدة الآخرين. إنها القدرة على النمو والتحول الشخصي الذي يأتي من خلال مواجهة التحديات والألم بشجاعة وحكمة.
بشكل عام، يمكننا أن نقول أن الحكمة في المحافظة على الرضا والسرور ليست في تجنب المنغصات والألم، وإنما في التعامل معها بشكل مثلى وبناء. إنها القدرة على فهم الذات والعالم من حولنا، وتطوير قدراتنا العقلية والعاطفية للتأقلم مع التحديات، والتعلم والنمو الشخصي من خلالها.
من وجهة نظر علم النفس، يمكننا أيضًا استكشاف الحكمة وفهمها من منظور النمو الشخصي والتحسين الذاتي. الحكمة تشير إلى القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والتصرف بحكمة في حياتنا اليومية، بناءً على فهم عميق للنفس والعواطف والعوامل المحيطة بنا.
علم النفس يدعم فكرة أن الحكمة تتطلب التوازن والتفكير الواعي. يمكن أن يساعدنا فهمنا لعمليات العقل والتأمل في تحليل الوضع بشكل شامل، وتقييم النتائج المحتملة للقرارات المختلفة. قد يشمل ذلك أيضًا تحليل القيم والأولويات الشخصية والتأمل في تأثير تلك القيم على اتخاذ القرارات.
من الناحية العاطفية، يمكن لعلم النفس مساعدتنا في تعزيز الحكمة من خلال فهم عواطفنا وتحليلها بشكل عميق. قد يكون لدينا تأثير عواطف مثل الخوف والغضب والحزن على قراراتنا وسلوكنا، وبالتالي فهم الأسباب المعنوية والعاطفية لتلك العواطف يمكن أن يمنحنا إشراكًا أعمق في التصرف بحكمة.

حوار مع فاطمة البلغيتي وعمر ازيكي - جمعية اطاك المغربية حول سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، اجرت
حوار مع د. طلال الربيعي حول الطب النفسي واسباب الامراض النفسية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتحليلها، اجرت