الى الأحباء القرآنيين

بارباروسا آكيم
2023 / 5 / 31

في البداية تحية طيبة لكل الإخوة القرآنيين

و مناسبة هذه المقالة هو عتاب احد الإخوة القرآنيين علي و على أمثالي لأننا لا نقدم الدعم اللازم لهم
و بزعمه اننا نطالب بإصلاح الإسلام و مهاجمته و في نفس الوقت لا نقدم بديلا
رغم ان البديل القرآني موجود

و تعقيبا على هذا اقول ..

إخواني الإسلام مثل ثورة حقيقية في وسطه في مجتمعه .
و هذا الكلام لا اقوله بداعي استدرار عواطف احد منكم .
بل هذه هي قناعتي الحقيقية القائمة على أسس مادية موضوعية .

في البداية اخواني
انا حينما اقرأ الإسلام فيبدو لي الإسلام نتاج طبيعي لبيئته كما ان اليهودية نتاج طبيعي لبيئتها كما ان المسيحية نتاج طبيعي لبيئتها

لماذا ؟ لأنني اقرأ الدين من خلال التاريخ المادي .
اقرأ الدين من خلال علم السلوك البشري
اقرأ الدين من خلال منظومة علم الإجتماع

بمعنى آخر ...

حينما نريد ان نفهم الإسلام فهماً حقيقياً فعلينا ان نفهم أولاً
الطبيعة و المناخ و العادات الإجتماعية و التوزيع الجغرافي للوسط الذي انتشر فيه الإسلام
اذا يجب ان نفكر كشخص بدوي يعيش في الصحراء في مناخ قاسي ( حار جاف مترب )
هذا الوسط يعاني من ندرة في المياه و الطعام
و شح كبير في وسائل الإنتاج

دعونا نعمل مشهد تمثيلي و اكون انا نفسي الشخصية الرئيسية فيه ( تجنبا للمشاعر الرقيقة  و الأحاسيس المرهفة )  ..

اذا الآن انا شخص بدوي يعيش في صحراء الربع الخالي في القرن السابع
لا شيء حولي سوى الرمال و العقارب و بعض الافاعي السامة التي تسليني في وحشتي

فماهي الأشياء التي سأفكر فيها ؟

عن نفسي فأنا اتخيل نفسي ان رائحتي ستكون مثل جثة متحللة نظرا لكثرة التعرق و قلة الاستحمام بسبب ندرة المياه
و الإنطباع الثاني إنني سأكون صاحب لحية طويلة يعلوها التراب و القمل نظرا للخمخمة و الوسخ

و افضل مهنة سيمارسها شخص فاشل مثلي هي إنني سأرعى الغنم لأنها الوظيفة الوحيدة المتاحة في هذا الوسط
حيث انعدام الزراعة و الصناعة و ندرة الصيد

و سأكون مستلقياً على الأرض واضعا رجلي اليسرى فوق اليمنى وعورتي ظاهرة من الجلباب للناظرين  و اهش الذباب بجريد النخل اليابس و انا وسط غنمي اغني

((يبا انا بالبراري سارح مع حلالي
شفت محبوبي مكبل صوبي
خذيت ركوبي ورحت لمحبوبي آنا
طلع ها الواحد ماهو محبوبي
الشيخ مرابع باك ثوبي
يا ليلة دانة يا ليلة دانة ))
 
[ طبعا هذه الأغنية لازم تغنيها مع الربابة
و بحنجرة المغني العاطفي رميح ولد عنتر دواس الظلمة]

ثم بعد ذلك افكر في ان اصبح ذو شأن بأن اغزو غزوة على جيراني من العرب و آخذ غنمهم و نسوانهم
و انط عليهم كلهم كلهم كلهم ، لا اعتق منهن أحدا
و افرغ هذا الكبت العاطفي الموجود في داخلي الذي صقله الحرمان و سمطته شمس تموز و آب في مكة

و اذ في هذه الأثناء التي اطلق فيها العنان لأحلامي يأتي الشيخ صيهود ولد عبوب صاحب الحلال الذي انا ارعى فيه فيرفسني بقدمه و يقول :
كوم انعل ابو شكلك !
كوم يا لخسيس الردي رد الحلال
لمچانو
و الله بعالي سماه لو راحت غنمة وحدة لا اخليك مچانها و احلبك بعد !

و في هذه الأثناء اقرر ان اترجم افكاري على أرض الواقع و انتقم من الشيخ صيهود ولد عبوب سليل الإقطاع و الرجعية

فأذهب الى زملائي قرب بير زمزم و ادعوهم الى الثورة و الى ان نكون ( عرب منيعة ) فيتبعني البعض و ينصرف عني اكثرهم لأنني بنظرهم قد جننت

فأصبوا الى المطاريد في الجبل و أدعوهم الى ما اريد فيعجبون من فكرتي

بالله عليكم يا قرآنيين اليس هذا السيناريو الأقرب للواقع ؟
اذا إخواني السنة النبوية التي انتم تعتبرونها مسيئة هي ترجمة حقيقية للواقع المعاش

هذا هو الوسط الذي نشأ فيه الإسلام
فالعلاقات الإجتماعية كانت وليدة عصر العبودية و الإقطاع
و النشاطات الإجتماعية كانت تتمثل برياضة النط على النسوان او على الحيوانات او قتل بعضهم البعض لغرض التسلية او المنافسة 
حتى ان عمر وصف ذلك المجتمع بقوله : (( انهم يتسافدون تسافد الحمر ))

فإذا الإسلام مثل ثورة في وسط ذلك المجتمع ضمن مراحل التطور المجتمعي
و لهذا فالإسلام نفسه الآن بحاجة الى ثورة أخرى
تراعي ايضا هذا التطور المجتمعي الهائل

مع تحيات اخوكم باربارو المحب لكل البشر و من ضمنهم القرآنيين

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي