عن الزواج والمعراج

أحمد صبحى منصور
2023 / 5 / 26

عن ( الزواج والمعراج )
وردت هذه الأسئلة فى رسالة خاصة من أخى الحبيب استاذ أمين رفعت ، المشرف على موقع
( كتب أحمد صبحى منصور )
https://www.facebook.com/groups/AhmedSubhyMansourBooks
يقول : ( أخي الحبيب الدكتور أحمد . أسعد الله جل وعلا صباحكم بكل خير وحفظكم من كل سوء : وردتني أسئلة عديدة ابدأها بما يتعلق بالزواج تمشيا مع المقالات الجارية:
1. هنا في أمريكا يتم عقد الزواج الرسمي بدون شهود أو بحضور شاهد واحد ذكر أو انثى ويسجل في السجلات الحكومية فهل يصح هذا الزواج.
2. مع التطور الحضاري انحسرت سطوة الرجال على النساء و انتشرت المساواة بينهما و الزوجة إذا غضبت من زوجها تطلب منه الطلاق وتذهب إلى أهلها أو تطرده من بيت الزوجية إلى أن يتم الطلاق عادة بعد فترة طويلة قد تصل إلى سنوات. هذا يناقض الإمساك في البيوت . وبعد الطلاق تختفي الزوجة من حياة الزوج. فما هو الحكم في هذا الموقف؟
3. في الحالة السابقة هل تحصى العدة من يوم الإنفصال التام أم من يوم الطلاق الرسمي؟
4. في حالة زواج المتعة لا تشترط الزوجة وجود السكن فهل يصح الزواج بدون وجود سكن دائم؟
5 ـ صدر في مصر أيام السادات قانون عرف بإسم قانون جيهان يلزم الرجل بأخطار الزوجة إذا ما تزوج عليها الرجل زوجة أخرى فما رأيكم فيه من وجهة النظر القرانية؟ وهل يعد الزواج الذي يحجب من عائلة الرجل والزوجة زواجا صحيحا؟
بارك لله جل وعلا فيكم وجزاكم عنا كل خير وحفظكم من كل سوء.
أخوك المحب أمين رفعت ) .
اقول :
1 ـ تسجيل الزواج رسميا أكثر إثباتا من حضور شاهدين .
2 ـ الحكم الشرعى الاسلامى يؤخذ بأكمله . الزوجة لها حق الاقامة والإعاشة فى ( بيتها / بيت الزوجية ) ، والزوج هو الذى ينفق عليها بعد أن يكون قد دفع لها مهرها . بالانفصال يكون لها حق المُتعة خارجا عن المهر الذى ملكته من قبل . فى عدا هذا من عادات وتقاليد وثقافات لا شأن للاسلام به . المسلم الذى يعيش فى هذه الثقافة ليس ملزما بتطبيق شريعة الاسلام فيما يخص ملكية الزوجة المطلقة للبيت وطرده منه أو طول فترة الفصل فى الطلاق فى أروقة المحاكم . هذه مشكلة الزوج ( المسلم )، وهو يستطيع أن يتزوج أخرى زواجا عُرفيا . ولنتذكر أن القاعدة الأساس فى الشريعة الاسلامية أنه لا يكلف الله جل وعلا نفسا إلا وسعها .
3 ـ العدة تراعيها الزوجة قبل الزوج . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) (228) (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة ). التربُّص هو الانتظار ترقبا . وهذا هنا للمرأة أكثر من الرجل .
إحصاء العدة للمطلقة يبدأ بوقت أن يعلنها بالطلاق فى حضور شاهدين فى بيت الزوجية . لو أرجعها وقت عدتها عليه إبلاغ الشاهدين بأن الأمور عادت الى الوئام . إذا انتهت عدتها وحضر الشاهدان وأراد إرجاعها فترجع ولكن يكون قد وقع عليها الطلاق . إذا صمم على طلاقها وخرجت من البيت يكون الانفصال بحيث لو أراد إسترجاعها فلا بد من عقد جديد . موضوع العدة ليس معتبرا فى المجتمع الأمريكى المسيحى حسبما أعلم . ربما يكون موجودا بشكل ما لدى اليهود .
4 ـ الشرط فى زواج المتعة هو دفع المهر . غير ذلك محل تفاوض وتراضى حسب العقد ، ومنه سكن الزوجة والقوامة عليها ونفقتها ومدة الزواج ..الخ . وزواج المسيار ينطبق عليه هذا .
5 ـ النكاح الشرعى يكون بشاهدين وعقد يتم التراضى فيه على كل شىء بعد وجوب الصداق. لا محل لموافقة الزوجة أو الزوجات الأخريات إلا إذا كان فى العقد شرط بذلك .
السؤال الثانى :
أنت تنكر المعراج مع ان لفظ عرج ومعارج فى القرآن الكريم .
إجابة السؤال الثانى :
أولا :
كتبنا فى نفى معراج النبى محمد عليه السلام ، ولنا حلقات كثيرة فى هذا أرجو أن تشاهدها وهى فى قناتنا على اليوتوب . ولمجرد التذكير فإن سورة النجم تنفى هذا المعراج ، لأنها تؤكد أن جبريل هو الذى ( دنا فتدلى ) ليلقى الكتاب القرآنى فى فؤاد النبى محمد الذى رأى جبريل ليس بعينيه بل بفؤاده ، أى نفسه ، ورآه بنفس الطريقة مرة آخرى فى ( نزلة أخرى ).
تدبر قوله جل وعلا : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم ).
ثانيا :
1 ـ أما مصطلح ( عرج معارج ) فيأتى بإعجاز علمى ، فالذى يسير فى الفضاء لا بد له أن يسبح فيه بما يشبه العروج . نفهم هذا من قوله جل وعلا : ( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) الحجر ).
2 ـ وهذا ينطبق على تدبير الأمر الالهى من رب العزة الى الأرض ، ويستغرق هذا ألف عام بتقديرنا وحسابنا . قال جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة ).
3 ـ وجاء هذا فى سياق علمه جل وعلا بما يدخل الى الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) سبأ ) .
3 / 2 : (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) الحديد ).
4 / 1 ـ كل هذا فى هذه الدنيا . أو ( اليوم الأول ) . وسينتهى هذا الكون بأرضه وبرازخه الأرضية والسماوية وسياتى ( اليوم الأخر ) بأرض وسماوات بديلة ، حيث سيبرز الناس للقاء الله جل وعلا الواحد القهار ليحاسبهم . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) ابراهيم ).
4 / 2 : الزمن فى هذا ( اليوم الأول ) أو هذه الدنيا هو زمن متحرك الى الأمام مثل قطار ينطلق الى نهايته لا يتوقف ولا يتأخر ولا يتمهل ولا يتراجع ، يظل سائرا صاعدا عارجا الى أن يأتى الى محطته النهائية ، وبوصوله اليه تقوم الساعة ويكون تدمير السماوات والأرض لتعود الى نقطة الصفر ، ويأتى ( اليوم الأخر ) بزمن نقيض ، هو زمن الخلود ، حيث يكون البشر بين خلود فى الجنة أو خلود فى النار .
4 / 3 : الذى يهمنا هنا أن الروح ( جبريل ) والملائكة يصعدون بهذه السماوات والأرض فى رحلتهم الى رب العزة فى هذا ( اليوم الأول ) ، والذى مدته خمسون ألف عام بتقدير الرحمن جل وعلا وليس بتقديرنا .
4 / 4 : وحين سأل الكافرون النبى محمدا عليه السلام عن موعد قيام الساعة ( أو إنتهاء اليوم الأول ) ومجىء اليوم الآخر جاء الرد من رب العزة جل وعلا بأنه إقترب ، وأنه يحمل لهم العذاب ، وجاء التعبير عن رب العزة جل وعلا بأنه ذو المعارج ، وأن الروح والملائكة تعرج اليه فى هذا اليوم الدنيوى الذى مدته خمسون ألف سنة بحسابه جل وعلا وليس بحسابنا . تدبّر قوله جل وعلا : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج ) .

حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا