سيناريو السودان. الى اين؟

صوت الانتفاضة
2023 / 4 / 26

"من تسره فظائع الحرب المدنية، فلا وطن له ولا قانون ولا منزل" هوميروس.

لا تعرف ما الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الى القول ان "الصراع في السودان يمكن ان يمتد الى المنطقة كلها"؟ هل هو توقع من خبرته كسياسي، ام انه عرف ان هناك سيناريو معد بشكل صارم؟ ثم من هي هذه الدول في المنطقة المرشحة لمثل هذا السيناريو؟

الذي يراقب احداث السودان يصاب بالدهشة من التسارع في احداثها:

دخول قوات لميليشيا الجانجويد "الدعم السريع" الى الخرطوم ومحاصرة مطار مروي.

الجيش يعلن الاستنفار العام لقواته.

اصطدام بين طرفي النزاع، فحرب شاملة، فهستيريا خروج البعثات الديبلوماسية من السودان، وهو الذي يحمل الكثير من علامات الاستفهام، والذي يشابه كثيرا خروج البعثات من أفغانستان.

وتصاب بالدهشة أكثر عندما تستمع الى نشرات الاخبار وعواجلها:

بلينكن يبدي قلقه من تواجد مجموعة فاغنر الروسية في السودان! ..... ما الذي تفعله ميليشيا فاغنر هناك؟ ومنذ متى تواجدت في السودان؟

بلينكن: تحدثنا مع شركائنا في السعودية والامارات!...... لكن لماذا السعودية والامارات تحديدا؟ هل بسبب ان حميدتي هو جندي الامارات في اليمن؟ والبرهان خادم السعودية؟ ام يا ترى ان ميليشيا حميدتي تهرب الذهب للإمارات بكميات كبيرة؟ وان السعودية تريد المحافظة على مصالحها هناك؟

اقتراح إسرائيلي لإستضافة محادثات سلام في تل ابيب لطرفي النزاع! ما هذا الدخول المفاجئ للجانب الإسرائيلي في السودان، والذي لم تفعله إسرائيل قبلا؟ على ماذا تقلق اسرائيل في صراع السودان؟ ايمكن انها تخاف على مليون ونصف المليون طن من اليورانيوم الموجود بأرض السودان.

وزير الخارجية الكيني يطالب بانسحاب الأطراف الخارجية من السودان؟ اذن، يتأكد يوما بعد آخر ان هناك أطرافا تدعم، تمول طرفي الصراع في السودان، وتريد ادامته.

هذه هي الوقائع، جانبها المأساوي يتفاقم يوما بعد آخر، اعداد الضحايا والمصابين يتزايدون يوما بعد يوم، 270 الفا مرشحون للهروب الى تشاد، مليون ونصف المليون امرأة معرضات للمخاطر، وهذه وحدها حكاية مأساوية، نفاذ الادوية من المستشفيات، الجوع والفقر والتشرد والموت هم الصورة الوحيدة الطاغية على المشهد.

جيش-ميليشيات، جيش-ميليشيات، جيش-ميليشيات؛ اللعنة، هذا هو المشهد في هذه المنطقة، "العراق، لبنان، سوريا، اليمن، ليبيا"؛ كلها تخضع لهذا السيناريو، انها فقط تنتظر دورها في طابور الموت والهجرة الجماعية.
#طارق_فتحي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي