عندما تكلم البحر

( شرف القبيلة )

ولأن القبيلة لا تقبل الضيم وترفض العار.. ولأن شرف القبيلة هو الاغلى والأقدس .. ولأن الغريب قد تجرأ واعتدى على ابنتهم .. فقد اتفق وجهاء القبيلة وفرسانها على مسح العار وقرروا قتل ابنة القبيلة .. !



( عندما تكلم البحر )

خافتا كان صوت موج البحر حين همس للشاطئ : لست بخير يا رفيقي ..
تلفت البحر حوله .. خاليا من الاشرعة كان الأفق .. وثمة نورس وحيد ادار ظهره للريح .. واقفا على حافة قارب قديم ..
لست بخير همس البحر .. ولم يسمعه أحد …..



( حارس المكتبة )

في الليل .. وبعد ان يغادر رواد المكتبة مقاعدها .. ويطفئ الحارس العجوز اخر مصباح .. في قاعتها الواسعة .. يستيقظ سكان الكتب .. ينتشرون هنا وهناك .. يجلس محمود درويش مع نزار قباني يتحدثان بجدية عن الحداثة .. بينما الفرزدق ينظر اليهما متثائبا باحثا بعينيه عن جرير وليس بعيدا عنهما يسير المتنبي متابطا ذراع ابي فراس الحمداني متحدثا اليه بجدية عن امر ما . وفي الركن الايسر يعقد لينين وتروتسكي اجتماعا طارئا .. وغوركي يحاول اقناع مؤنس الرزاز بشيء ما .. وفي كل ركن ثمة من يتحدث او يضحك .. ! .. حارس المكتبة العجوز كان يرى ويسمع كل شيء لكنه كالعادة كان يتظاهر بالنوم .. مقنعا نفسه .. ان كل ما يجري ليس الا حلما مزعجا متكررا .. لن يخبر به احدا كي لا يتهم بالجنون والخرف …..