|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
إلياس شتواني
2023 / 3 / 30
الطاعون هي رواية للكاتب الفرنسي ألبير كامو، نُشرت عام 1947، وتروي قصة معاناة سكان مدينة وهران الجزائرية مع الطاعون. تلقي الرواية الضوء على عدد من الأسئلة المتعلقة بطبيعة الله و القدر ومعاناة البشر. تساعد كافة شخصيات الكتاب في إظهار تأثيرات الطاعون على كافة جوانب المجتمع.
ملخص
تبدأ القصة في مدينة وهران حيث تتساقط الجرذان ميتةً في شوارع المدينة، ونتيجة لذلك يبدأ الخوف و القلق بالازدياد. تنشرالصحف تلك الأخبارلتستجيب السلطات وتجمع الجرذان وتحرقها، وهذا كان سببًا لانتشار الطاعون الدبلي. كان الدكتور برنار ريو يعيش بهدوء عندما مات حارس المبنى نتيجة الحمى، وبعد أبحاث يجريها مع صديقه ميشيل يتأكدان من أن الطاعون بدأ في التفشي. السلطات لا تصدقه بحجة أنَّه لا توجد سوى حالة وفاة واحدة مؤكدة، لكن سرعان ما يتزايد عدد الوفيات بشكل كبير. يرسل الطبيب زوجته إلى مصحة بعيدة لأنها مصابة بمرض مزمن، وبعد مرور ثلاثة أيام أصبحت الأمور سيئة جدًّا، والمنازل أصبحت عبارة عن أماكن حجرٍ صحي، والجثث باتت تدفَن بإشراف السلطات. أغلقَت المدينة رسميًا معلنةً عن تفشي الطاعون، وفرِض حظر السفر على الجميع، وتوقفت خدمات البريد، واقتصر التواصل على الهاتف من أجل المكالمات الضرورية فقط، وأثرت العزلة على سكان المدينة ونفسياتهم. يحاول بعض سكان المدينة الهروب منها، ويستغل أحد رجال الدين الموقف لتعزيز مكانته وإلقاء الخطب لحث الناس على التوبة و الدعاء للتخلص من الوباء. بعد عدة أشهر استمر وضع المدينة بالتدني، وحاول كثير من الناس الهروب من المدينة، ولكنَّ العديد من المسلحين منعوهم، وأطلقوا النار عليهم، ونتيجة ذلك اندلعت أعمال عنف وعمليات النهب، وأعلنت السلطات الأحكام العرفية وحظر التجول، وأصبحت أعداد الوفيات ترتفع بشكل كبير، وهذا ما أثَّرسلبا على معنويات الناس بشكل أكبر من ذي قبل. بحلول شهر سبتمبر تصل المدينة إلى أسوأ حالاتها مع الطاعون، كما أنَّ حالة زوجة الدكتور ريو تزداد سوءًا، ولكنَّه يثابر من أجل مواجهة الطاعون. يتوصل الدكتور كاسيل إلى مصل جديد يجري تجريبه، وتبدأ أعداد الوفيات بالانخفاض تدريجيا. مع بداية شهر يناير يتراجع الطاعون بشكل ملحوظ، وتبدأ احتفالات الناس بانتهاء المرض، وتموت زوجة الدكتور ريو، ويموت أناس آخرون كانوا قد ساعدوا المدينة في تجاوز تلك المحنة. تنتهي الرواية أخيرا مع انتهاء الوباء.
العبثية
العبثية هي فلسفة تتلخص في أن مجهودات الإنسان لإدراك معنى الوجود دائماً ما تنتهي بالفشل وذلك لأن هذا المعنى المنشود غير موجود أصلا، على الأقل فيما يتعلق بادراك الفرد. ومصطلح عبثي في هذا المعنى يشير الى كل ما يتنافى مع المنطق و لا يخضع لأسسه ، وهو تلك الصعوبة التي يعانيها المرء في سبيل محاولة فهم العالم الذي يعيش فيه، وبمعنىً آخر هو أحد أرقى مستويات الوجودية باعتبار وجود الانسان لغزا لا ينسجم مع أي شيء.
في "اسطورة سيزيف"، يوضح البير كامو موقفه الفلسفي عن طريق توظيفه لشخصية سيزيف، أحد أكثر الشخصيات مكرًا بحسب الميثولوجيا الأغريقية، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس ما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادى، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا إلى الأبد، مجسدا رمز العقاب الأبدي. يرى كامو بأن الحياة لا معنى لها على الرغم من استمرار البشر في محاولة فرض المنطق و النظام على الوجود والبحث عن إجابات للأسئلة التي لا يمكن الإجابة عليها. ويستخدم كامو الأسطورة اليونانية سيزيف كاستعارة لكفاح الفرد المستمر ضد عبثية الحياة. يلخص كامو مفهوم العبثية في حاجة الانسان للمعرفة و التي تقابلها، بشكل مضطرد، صمت كلي و جَسِيم للوجود.
وفقًا لكامو، فإن الخطوة الأساسية التي يجب على الفرد اتخاذها هي قبول حقيقة هذه العبثية، لا عن طريق الموت، لكن عن طريق التمرد و الابتهاج بفعل دحرجة الصخرة مرة أخرى أعلى التل و البدء من جديد.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |