مفاجئة بوتين النووية!

فالح الحمراني
2023 / 3 / 27

في خطوة جديدة لمواجهة تحرك الغرب العدواني ضد روسيا أعلن الرئيس فلاديمير بوتين في حديث للتلفزيون الروسي عن مفاجئة نووية من جميع النواحي. وأفاد بأن الأسلحة النووية التكتيكية الروسية ستظهر في القريب العاجل على أراضي بيلاروسيا. وهذا القرار أعمق من التطبيق العسكري البحت، إذ انه يعلن أن روسيا وبيلاروسيا فعلا دولة واحدة. ويذكر انه قد تم سحب آخر شحنات نووية سوفيتية من بيلاروسيا في نوفمبر 1996. وكان لوكاشينكو نفسه حينها رئيسا للجمهورية، وقام بقدر ما يستطيع، من اجل ألا تسحب الأسلحة النووية. وها إنها تعود ثانية للجمهورية.

وتأتي تصريحات بوتين على خلفية تكثيف الغرب لتزويد أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة والتلويح بتسليم أسلحة بما في ذلك ذات طابع خطر كقذائف اليورانيوم المستنفذ ومقالات ميج 29 والدبابات من مختلف الأصناف. ولا يستبعد أن تثير التصريحات مخاف الرأي العام الغربي وتحركه للضغط على حكوماته لوقف الدعم لا سيما العسكري لأوكرانيا وحثها للمساعدة على إيجاد حلول سلمية.

وأضاف بوتين : لطالما وضعت الولايات المتحدة أسلحتها النووية التكتيكية في عدد من البلدان، لذلك لا يوجد شيء غير عادي في طلب بيلاروسيا لهذه الأسلحة من روسيا. وقد أثار ألكسندر لوكاشينكو مرار مسألة نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية على أراضي بيلاروسيا، ولا يوجد شيء غير عادي هنا أيضا. وتقوم الولايات المتحدة بذلك منذ عقود. لقد وضعوا أسلحتهم النووية التكتيكية منذ فترة طويلة في أراضي حلفائهم ودول الناتو وأوروبا. وقال الرئيس الروسي "في ست دول هي جمهورية ألمانيا الاتحادية وتركيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا واليونان".
.
كما قال فلاديمير بوتين إن عسكرة الاقتصاد، كما كان في ظل الاتحاد السوفيتي، لن تحدث. وأفاد على الفور أنه وبحلول نهاية العام الحالي سيتم إطلاق 1600 دبابة، أي أكثر بثلاث مرات مما سيضعه الغرب في أوكرانيا. قال بوتين: " سوف ننتج دبابات جديدة ونحدث تلك الموجودة أيضًا" -
وكان نائب وزير الدفاع الروسي أليكسي كريفوروتشكو قد قال في عام 2021 ، إن الجيش سيتلقى 65 دبابة دبابات تم إنتاجها حديثا.من طراز T-90 M " بحلول نهاية العام. فإن عبارة فان إشارة بوتين إلي ثمة لدينا دبابات "محدثة ومتوفر أيضا" مهمة للغاية. فهناك أيضا ما أنتجه الاتحاد السوفياتي من السلاح في ظل الاقتصاد العسكري. فلماذا يجب حاليا عسكرة الاقتصاد؟

وأضاف: "أنا لا أتحدث عن الطيران فهناك فرق بيننا وبين أوكرانيا ب 10 من حيث الحجم". كما شدد فلاديمير بوتين على أن السلطات الروسية تدرك خطط الغرب لتسليم كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا، لكن المجمع الصناعي العسكري الروسي يزيد الإنتاج أيضا. ووفقا للمعلومات الروسية، تنتج الولايات المتحدة حاليا حوالي 14-15 ألف قذيفة شهريا، وسيصل الإنتاج العام المقبل إلى مستوى 42 ألف قذيفة، وفي 2025 - 75 ألفا.
وأوضح بوتين : "أعتقد أنه إذا كانت الولايات المتحدة ستسلم 15 آلاف (قذيفة) هذا العام و42 ألف في العام التالي، وهذا امر صعب عليها وسيتعارض مع مصالحها" حيث " في كل دولة خططها لتطوير القوات المسلحة وما يسمى بالاقتصاد الوطني والبنية التحتية والتعليم والصحة".
وأضاف في الوقت نفسه أن القوات المسلحة الأوكرانية تستهلك كل يوم ما يصل إلى 5 آلاف. قذائف. موضحا: "القوات المسلحة الروسية تنفق أكثر من ذلك بكثير. الآن لا أريد تقييم مدى عقلانية وصواب صناعة القرار على مختلف المستويات من القيادة العسكرية، ولكن الآن، كما تعلمون، تضطر وزارة الدفاع والأركان العامة إلى فرض قيود معينة على استهلاك الذخيرة ".
"في الوقت نفسه، يتطور مجمع الإنتاج والصناعة العسكرية الروسي بسرعة كبيرة، كما لم يتوقع الكثيرون. خلال نفس الفترة الزمنية، ستنتج الصناعة الروسية ثلاثة أضعاف عدد الذخائر التي نتحدث عنها، حتى أكثر من ثلاثة أضعاف عددها"
وفي معرض رده على سؤال أوضح بوتين، أن روسيا والصين لا تنشئان أي تحالف عسكري، لكن هناك تعاونا عسكريا تقنيا شفافًا بينهما. أما بالنسبة لـ "المحور الجديد"، فالغرب هو الذي يشكله حاليا. ويذكر بشكل عام على غرار نفس المحور الذي جرى إنشاؤه في الثلاثينيات بمشاركة أنظمة فاشية في ألمانيا وإيطاليا، وكذلك اليابان العسكرية،
وعن نيات بريطانيا تسليم أوكرانيا قذائف يورانيوم مستنفذ قال بوتين : إنها بالطبع ليست أسلحة دمار شامل، هذا صحيح. لكنها قذائف اليورانيوم المستنفد، ويمكن أن تكون مركبة من مختلفة المواد، وتستخدم لأغراض خارقة للدروع، وتنشر ما يسمى بغبار الإشعاع. وبهذا المعنى، فهي بطبيعة الحال من بين أخطر الأسلحة. ويؤكد الخبراء أن الإصابات بالسرطان قد ارتفعت لدى السكان بعد استخدامها في يوغوسلافيا السابقة، وبعد استخدامها في العراق.
فضلا عن ذلك : "إذا كنا نتحدث عن أوكرانيا، هذه القذائف ستحترق، وتؤدي أيضا إلى تلويث المناطق المزروعة حيث سيتم استخدامها. وبالطبع، بهذا المعنى يمكن أن يكون هذا السلاح الأكثر ضررا وخطورة على البشر. ليس فقط للمقاتلين، بل للبيئة وللسكان الذين يعيشون في هذه المنطقة. ويجب أن أقول إن روسيا، بالطبع، لديها ما تجيب عليه. نحن، دون مبالغة، لدينا مئات الآلاف من هذه الصواريخ. لم نستخدمها بعد في ميادين القتال ".

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي