|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
هاله ابوليل
2023 / 3 / 8
ما أحلى الرجوع إليه
اشجار باسقة متعالية السمو ,تطل عليك من علو بزهو وفخر مضاعف فهي شامخة في تلك الأرض منذ عشرات السنين .
ألم يقولوا "تموت الأشجار واقفة ".
شارع اسفلتي تم شقه قبل سنوات خمس بين تلك الأراضي الزراعية الخصبة ولم يكتشفه احد إلا مؤخرا
فأنهكته عجلات السيارات تشحيطا و تفحيطا .
كنت امشي فيه وحدي؛ أجر عربة ابي ذات العجلتين الدوارتين .
يبدو ابي يائسا وهو يرى من يملكون اقدام لا يستعملونها و
أرجل قوية يمشون بها ولا يشعرون بنعمة المشي التي هي من اعظم نعم الله على مخلوقاته.
ولكن آن لهم أن يبصرون
كنت اخذ معي فاكهة وقهوة ونمشي بذلك الشارع الفارغ الفسيح ونتوقف امام اشجار السّرو تلك , ونشعر إننا في الجنة ولكن بدون انهار تجري .
بساط اخضر ممتد لعدم كيلوات من الأمتار ,بل و ملىء باعشاب صالحة للأكل مثل الخبيزة والسلق وبعض مما لا اعرف له اسما.
الآن وبعد هذه السنوات الفائتة ,غطت تلك الأراضي الفارغة بؤر استيطانية شوّهت جماله؛ مباني اسمنتية و شوارع داخلية ومحلات تجارية. قتلت الربيع و اضاعت مروج العشب التي كانت تريح البصر و تترك لنا نافذة نطل منها على الجمال الرباني .
لا شيء يدوم سوى وجه الكريم.
كل ذلك تلاشى, وها أنا أحنّ فقط للذهاب لرؤية ذلك البساط الأخضر المترامي بكسل في احضان الطبيعة
فقط مشياً على الأقدام.
ألم يقولوا يوما "تموت الأشجار واقفة "
واقفةٌ تموت الأشجار
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |