العبقري أبو راس مربع

عمر قاسم أسعد
2023 / 3 / 6

( مشهد من مسرحية )

انا بس بدي افهم شغلة وحدة هسة !!! كل واحد موظف المفروض انه ياخذ راتبه اخر الشهر حسب طبيعة عمله وحسب طبيعة شو بقدم خدمات للمجتمع والبلد ،،، على فرض انه المعلم بوخذ 400 دينار راتب يعني كل تعبه وجهدة العقلي والجسدي ــ في نظر خبراء الحكومة ــ يوازي مبلغ 400 دينار . وينطبق ذلك على المهندس والطبيب واي شغله متل هيك ــ مع تفاوت قليل بزيادة الراتب ــ .
اللي بدي اوصله يا جماعة الخير انه في ناس ــ بحكو عن حالهم ــ ماسكين البلد اقل راتب واحد فيهم ثلاثين الف دينار بالشهر ، يعني الف دينار باليوم ، نقسمهم على ثمان ساعات دوام ــ هذا اذا اصلا بداوم ثمان ساعات ـــ بطلع راتبة بالساعه مية وخمسه وعشرين دينار ، يعني شغله ثلاث ساعات عن راتب موظف بالشهر . انتو مستوعبين هالكلام يا ناس !!! طيب هذا الكلام زتوه ورا ظهوركم ، يا عالم انا موافق يوخذ ثلاثين الف دينار بالشهر بالاضافة إلى علاوات ومصاريف ضيافة وتنقلات وأثاث بيته ورحلاته وسفراته وغدواته وعشواته واكم سيارة إله ولأولاده وكل نفر بعيلته ، طيب لما يكون راتبه مثل هيك معناتو انه ببذل جهد عقلي وعضلي وجسدي يتناسب مع هالراتب ، يعني لازم يكون عقله ونسبة ذكاءه تفوق ستين أو سبعين موظف او انه قدرته الجسدية والعضلية تتفوق على ستين أو سبعين موظف ، يعني مثل ما بحكو قوة الف ميغا واط أو قوة الف حصان ، بس للاسف لا بطلع حصان ولا بطلع شسموووو ، والمحروس لا برفع اثقال ولا بفكر ولا بشتغل اشي لانه من اول ما يستلم الوظيفه لحتى يتوكل على الله على المقبرة ما بنشوف اي تحسن او اي تطور بمجال شغله ، يعني ما في تطور لا بالتعليم ولا بالصحة ولا بالخدمات ولا البنية التحتية ولا ... . لا وشاطرين قبل كل شتوية يحكولك بالاعلام ــ احنا على قدر كبير من الجاهزية ،احنا على أهبة الاستعداد ، تجاوزنا الازمات ونحن على أعلى المستويات ومن اول شتوية تغرق البلد ، ولما ننغلب باي بطولة رياضية بحكو احنا هدفنا المشاركة والاحتكاك ، أنا بتذكر أيام زمااااااان أيام العصر الذهبي انه كنا نصدر علم وتعليم لمعظم الدول العربية ، كانو معلمينا من افضل واذكى المعلمين ، وطلابنا عندهم نسبة ذكاء نتحدى فيها العالم . وهسه !!! يا حسرة هاي نتائج التوجيهي تكشف المستور ، اي عليم الله ناس بالجامعه ما تعرف تكتب عربي .
نرجع للمواطن ( المسخم ) العامل اللي بداوم ثلاثين يوم بالشهر وعشر ساعات باليوم وراتبه اربعمائة دينار ، مع خصم المي والكهربا واجار بيت ومواصلات وحسم راتب إذا يوم مرض وغاب ــ لأنه الموظف المسخم ممنوع يمرض ــ يعني بالعربي يا دوب يصفيله متين دينار ، اخصم منهم أكل وشرب ومصاريف أولاد وأدوية ووووووووووو . يعني من الآخر بطلع الموظف (( مديووووون )) وعايش بالماينوس ،
ومع كل ما سبق سيكون حامدا شاكرا لله ، وفي عقب كل صلاة يرفع يديه إلى الله ليقول (( حسبي الله ونعم الوكيل على من تجبر وظلم وفسد وسرق ونهب ، حسبي الله على من أوصلنا إلى مرحلة الجوع والتسول ، حسبنا الله على من ضيع مستقبل الأجيال القادمة ))
ويبقى أصحاب الرؤوس المربعة هم العباقرة الوحيدون الذين صنعوا لأنفسهم هالة من القداسة وانهم عناصر مشعة تنير دروب المستقبل . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


مشهد من مسرحية ( عيلة مكركبة )
تأليف / عمر قاسم أسعد

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي