|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
لويس ياقو
2023 / 2 / 5
فتحت درج طاولتي
الذي احتفظ فيه بأشياء قديمة
وقفزت أمام عيني ساعات يدوية
نفذت بطارياتها
وتجمد الزمن فيها ...
ساعات أهداها لي أساتذة أو أصدقاء
في مراحل مختلفة
للثناء على اجتهادي
واحترامي للوقت،
ولم يخطر ببالهم أو ببالي حينها
بأن الزمن سيتوقف عندي
سيموت بالسكتة القلبية
وسيكف عن أن يكون مهماً
يوم احتل بلدي ودمر
يوم أحرق أو هجّر المحتلين من الخارج
بمساعدة لصوص الداخل
كل جميل فيه ...
ومن يومها وأنا أرفض ارتداء الساعات اليدوية
ولن أرتديها حتى يسترد أهل بلدي
زمنهم وكرامتهم ..
ويوم يحصل ذلك،
لن تعود هناك حاجة للساعات اليدوية
وسيكف الوقت عن أن يكون مهماً،
لأني سأتحول حينها إلى فراشة
إلى عصفور
إلى زهرة نرجس أو زهرة برتقال
أو ربما سأتحول
إلى زهرة بيضاء على غصن مشمشة
إلى نبع يتدفق
بلا توقف ودون حاجة إلى وقت أو توقيت...
وفي درج الأشياء القديمة ذاته
وجدت أقلام نفذ حبرها
وبدت كجثث محنطة
مثل زمن الساعات اليدوية المتجمد ..
وفي لحظة يأس أحسست بشعور
حل عليَّ كالصاعقة تاركاً في نفسي سؤال رهيب ومخيف:
ماذا لو كان هذا جرح لا يشفيه زمن كل الساعات
وقضية لا يحلها حبر كل الأقلام؟
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |