|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بلال سمير الصدّر
2023 / 1 / 29
مابل(خمسة عشر عاما) تتعرض للاغتصاب في الكنيسة،تعاني من فقر شديد،بحيث أن والدها(عمر) يعمل في جمع القمامة،وام هي الأخرى عاملة،وأخ محب وأخ آخر يدعى هوغو محتجز في مشفي للمجانين منذ ثلاثة اعوام مع ثلاثة محاولات انتحار وانتظار المخلصين الذين سيقدمو من الفضاء،في شخصية تحيل بقوة الى فيلم سوبيلا:الرجل الذي يصوب وجهه صوب الجنوب الشرقي 1986.
مابل،المتعلقة جدا بالكنيسة وبالأخص تمثال السيدة العذراء،تكتشف قدرها عندما يجد والدها كرة حمراء من النوع الذي يضعه المهرج على وجهة كأنف...تقول مابل:...ثم لاحظت أن المسيح بدأ يبتسم وكانت اجمل ابتسامة رأيتها في حياتي.
كانت علامة...مهمتي في الحياة...أريد ان اجعل الآخرين يضحكون...سأكون مهرجا...كلافيلينا أو قرنفل.
وكنوع من التوثيق،يستخدم سوبيلا الراوي ليسرد تاريح حياة مابل منذ لحظة معينة،بنوع من التفصيل المتعمد لحدث معين....بعد مرض والدها ومن خلال صديقتها مالينا:
في 6 أكتوبر 1997،ظهرب مابل لأول مرة كعاهرة مع رئيس الاركان من المصنع الذي تعمل فيه صديقتها مالينا.
من الملاحظ ان سوبيلا مهتم جدا بهذا المسار،بحيث وبدا وبأنه يضفي لمسة تكرارية على كل افلامه،فجل بطلات أفلامه هن من الممتهنات للعهر،وهو مهتم ايضا بأنه يلاحظ في الانساني الجميل الشاعري من خلف الصفة القبيحة لكلمة عهر.
ولكن هناك مارتن الذي يؤمن بأن كل شيء في هذه الحياة سخيف:
الناس لايموتون من الملل ...لفعل الشيء الصحيح المستحق وما هو متوقع يعتقدون الملل الحالة الطبيعية لذلك يستسلمون بطاعة وخنوع حتى الموت...
يترك مارتن حياته الكاملة ويتخلى عن زوجته والشقة والسيارة،ويشتري منزلا متنقلا تاركا مهنة المحاماة من خلفه...يلتقي مارتن بالمهرج قرنفل،أو مابل،التقاءا يؤصل اللحظات الهامشية في الحياة...التقاء على هامش الحياة...لقاءا أكثر ارتباطا بالموت.
اللحظات الهامشية التي يعيشانها أهم من الحياة برمتها...أهم من كل شيء...أنها اللحظة المتعارف عليها...اللحظة التي نفهمها جيدا...انها اللحظة غير القابلة للقياس على الرغم من انها احد اهم لحظات العمر...اللحظة التي تعطي الاحساس شيئا أكثر من قيمة الشعور بالزمن نفسه.
من كتاب الحكم الذي يقرأه مارتن:الماء ليس له ذاكرة...لذلك فهو نظيف تماما
كيف يستطيع الانسان ان يمحي الذاكرة...أن يعيد تجديد الهوية في كل وقت؟
في 19 يوليو 2002 الساعة الثالثة بعد الظهر،تشعر مابل بالأعراض الأولى...لازالت مابل لاتعرف ان حياتها ستخضع لتغيير حاسم...الايدز
سوف تستمر بالغرق مع عاهرة مريضة بالايدز...؟!
مسار الفيلم لايخلو من الميلودراما،والفيلم هو من النوع الخفيف على الرغم من الشذرات التي كتبناها في الأعلى،ولكن الأهم من ذلك:بأن الفيلم تفاؤلي ويحمل ثيمة البهجة أكثر مما توقعنا...
2/9/2022
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |