بوتكس وفيللر للعجائز - استحقاق الشيخوخة الملزم

هاله ابوليل
2023 / 1 / 20

«في هذه الليلة، أنا قادر على كتابة أكثر المقالات إثارة للجدل
نعم , سأطلب من الحكومات التي تحترم نفسها في كل بقاع الدنيا , ان تجعل البوتكس والفيلر علاجا مجانيا يقدم مع ادوية الضغط والسكري للعجائز
أتكلم
عن الشيوخة الآمنة , عن تجاعيد الزمن الزاحفة عن الأرواح الشائخة عن شيخوخة الوقت و عن الزمن الضائع
اتكلم
عن الشعور بالرضا وعن طرد الإكتئاب والتقوقع في محارة الجدران الكئيبة , عن الوحدة و العزلة في ارواح عجائزنا الذين فقدوا روح الحياة وطعمها بسبب خطوط دقيقة تسمى التجاعيد .
لا يمكن الإستهانة بهذا الوحش البشع , عدو المرأة الفتاك , قاتل النضارة , تنين الالسنة الحارقة , ديناصور الزمن المنقرض.
يالـ هذه التجاعيد الطفيلية الوقحة كيف ترسم لها خطوطا في صفحة وجوهنا بدون استئذان
يالـ هذه التجاعيد العنيدة التي تحاربنا باسلحة رخيصة لا نملك بموازاتها الدفاع عن أنفسنا ضدها
هذه التجاعيد المكرمشة التي وجدت لها طريقا في صفحة وجوهنا الشفافة , واشعرتنا بتقدم العمر وضآلة الحياة
كيف نحاربها ! و كيف نتجنب تبعاتها النفسية ؟
فـ كون الشيخوخة مرض لا دواء له إلا بالموت إلا انه له علاج مؤقت وهو الحقن بالبوتكس والفيلر وهي وصفة تعويضية لزحف الزمن وصدّ تبعاتها .
كل امرأة عجوز صادفتها اقسم كان هاجسها الاول؛ كيف تمنع زحف التجاعيد الى وجهها والى يديها والى قلبها
فعندما يشيخ القلب لن تجد شيئا جميلا سوى ما تعطيه لك مرآة الصباح
لذا معظم العجائز لا يملكن مرآة في شنطتها واذا لم تكن متأكدا , فأسأل والدتك أن كان لديها واحدة في الحقيبة!
المرآة عدو المرأة بعد التجاعيد ؛ هي فعليا العدو الثاني الذي يقلق روحها لأنه يكشف هشاشة العمر الذي مضى بلا رجعة .
كنا نقول في الأربعين متباهين ومغرورين :" نحن نحب اعمارنا وسنرضى بشيخوختنا لأنها أيام جميلة عشناها
ولكن فعليا اتضح ان ذلك من الهلوسات الطارئة للمتحذلقين امثالنا
نعم
هي اعمارنا و لا نخفيها ولا نحصيها , نحب شيخوختنا وسنعيشها كيفما أتفق ولكن بدون أن تأكل وجوهنا تلك الخطوط من آكلي لحم الثقة ولحم الزهو ولحم المرض .
سحقا للتجاعيد وسحقا لجمال الروح الذي سيطير فيما لو رفضت المرآة المعلقة على جدران ارواحنا , اقناعنا باحقية الوجود في عالم لا يفتقر للجمال بل يفتقر للإنسانية أيضا
نحن في هشاشة وضعف أمام أي ملاحظة يرميها متحذلق حول وجوهنا بدون مراعاة لمشاعر الزمن الملازمة لنا .
تكلمنا كثيرا عن جمال الروح الذي يجب ان يطغى على جمال الصورة والشكل,ولكن هذه النصيحة الثمينة نقدمها نحن العجائز للشباب الغض اليانع الذي ماتزال فيه طراوة السنين والقها ووهجها المضيء.
عن الشباب الذي عليه ان يلتفت الى جمال الروح وليس لـ جمال الوجه التي تغرقه الصغيرات بأكداس من البويا البيضاء كل صباح وتغمس رموشها باطنان من الماسكارا الثقيلة , وكأنها تبني سدا تحرسه بيادق رفيعة , تحرس عيونها من الصدّ والتجاهل .
في رواية لميلان كونديرا نسيت عنوانها تشكو البطلة :" لم يعد الرجال يديرون وجوههم خلفي "
تتحدث الرواية عن الانثى القلقة الحزينة والتي بدأ الزمن يأخذ حصته في الإنتقام من جسدها ومن وجهها , فلم يعد الرجال يستديرون للخلف لرؤيتها بعد مرورها اللافت. النساء حساسات في هذا الموضوع ,حساسات لدرجة الإزعاج .
وكم من دموع , امطرتها الأنثى على وسادتها بسبب الشيخوخة وانتظار الموت .
نعم , سأطلب من الحكومات التي تحترم نفسها ان تجعل البوتكس والفيلر علاجا مجانيا يقدم مع ادوية الضغط والسكري للعجائز , فلا ضغط وسكري سيصيبك إذا كنت ماتزال تتمتع بوجه مشرق خالي من التجاعيد .
الضغط والسكري يحدثان بسبب القلق , ومثلث الحزن سيجد مكانه بين الحاجبين لـهذا الغرض
نعم , المرض لا يحدث للعجائز إلا بسبب تغيّر الزمن وفقدان الجمال ويبوسة البشرة و تياسة العمر الزاحف .
نعم وألف نعم , يستحق العجائز ان يشعروا بالرضا وحب الحياة والإطمئنان لوقع الزمن الزاحف حولهم , فالمنظر الجميل يجلب الثقة والاحترام لقدسية الحياة ويمنع من الإكتئاب , فالشعر الأبيض للمرأة يعتبر كارثة , ويزيد من عمرها عشر سنوات اضافية , لذا كان من السهل صبغه وتحسين منظره ولكن , ولكن ماذا عن الخطوط التعبيرية , عن مثلث الحزن* عن ضمور الفك وتهدل الجفنين !
قد يضحك البعض من هذه التخريجة الغريبة , قد يعتبره البعض تمظهرا استشراقيا لا يمت لمجتمعاتنا الفقيرة أو دلالا ورفاهية مبالغ بها
هذا الشرق الأوسخ الذي يقرن الشيخوخة بالموت بل ويمنحها تنميطا اجتماعيا غارقا في الاستسهال بل و يقرنها بنمط الزاهد بالحياة بـهؤلاء الذين يمشون أمواتا بيننا , يمشون أمامنا وخلفنا وهم ليسوا بأموات.
لدرجة أنهم في الإسلام يدعون المرأة التي لا تبغي زواجا بـ القواعد من النساء
وكأن الجمال والأناقة والإعتناء بالجسد بالرياضة اليومية , له علاقة بالإحتياج الجنسي أو الرغبات المحمومة !
يخطأ من يظن هذا وسيظل مخطئا لو بقي على هذا التفكير بعد قراءة هذا المقال .
فالشعور بالرضا والجمال الداخلي اذا لم يتبعه جمال الوجه والإرتياح لمنظره , يعتبر وهما .
صحيح ان بعض الممثلين وصل للشهرة رغم عدم جماله , فـ انف مفيد فوزي الذي كان يغطي الشاشة كان يجعلنا نتساءل عن قوة هذا الرجل الذي جعلته نجما وهو بهذا الأنف الضخم ولكن مادام لكل قاعدة استثناء فلنترك مفيد فوزي وانفه و مهاتراته ونفاقه الأصيل لإنظمة بلده الديكتاتوريه .
ولنسال مجددا
ما هو الجمال !
الجمال في تعريفي الخاص هو التناسب والتناسق
لذلك في عروض الأزياء تجدهم يطلبون منك صور جانبية
فلماذا لم تتساءل عن جدوى طلبها
كثير من الناس لهم رؤية امامية جميلة ( البورتريه الشخصي ) ولكن فيما لو نظرت لهم بزاوية معينة فـقد تتفاجىء بوجود عيب ما
وهذا ما يجعلك تقول
ان لشخص ما وجه جميل او وجه قبيح أو ان صوره الجانبية غير جميلة و لا تمت له بصلة.
يقولون ان صورة المونوليزا اتخذت هذا الشكل المتناسب الذي تراه فيما لو درت حولها وكأن ابتسامتها تدور معك , لأن دافنشي- طيّب الله ثراه - جعل جانبي وجهها بنفس الحجم ونفس المساحة ونفس التناسق فيما لو طويت وجهها على بعضه مثل الورقة
نعم التوازن والتناسب ونزيد فوقهم "هالة الكاريزما " هي التي تجعل البعض يلاحقه صفير الفتيات مثل الممثل بيرت لانكستر معشوق الفتيات في القرن التاسع عشر.
أما مفيد فوزي المذيع المصري وانفه المريع فـ لا تصفق له الفتيات , لأن الأنف تحديدا يدل على بقايا ارستقراطية كلما كان دقيقا
فسوف تكتشف ان مفيد فوزي لا يمت إلاّ للواجهة الشعبية المعتمة وهذا يدل على حجم الواسطة التي ادخلته مبنى التلفاز وهو بهذا الحجم كأنف بشري محتمل ,يبدو أن الرجل حصل على شهرته لأسباب أخرى ليس من بينها الجمال فمواهبة تنحصر فقط في التطبيل للنظام الفاسد
وبخصوص انف مفيد فوزي مجددا
ألاّ يجعلك منظره تتساءل
هل الأنف فعليا هو الجزء الوحيد الذي ينمو وينمو ويستمر حتى الموت !
وكيف لنا أن نخفف من انتفاخه عبر السنين وبدون عمليات تجميل
فالأنف هو مركز الكون في الوجه وما يحدث له ن ضرر قد يؤثر على وسامتك
حسنا ,حسنا
لن أعيدها مرة اخرى
ليس بالأنف وحده يحيا الإنسان جميلا , بل أحيانا بزاوية نظرنا للأمور وبموروثنا الثقافي , فعندما كانت المرأة السمينة في العصور الجاهلية هي المبتغى
وحاليا , اصبح مقياس الجمال في عصرنا متعلقا بـ حجم الخصر.
واحيانا يصبح تعريف الجمال , بالتقليد للمشاهير التي هي منتجات حضارية متعلقة بالشبكات الاجتماعية التي باتت تصدر لنا ما هو الجميل وما هو غير الـجميل
بالسلوكيات وبطرق اخرى ومن بينها اللغة الجذابة
فقد تعرفت في زماني السابق على فتاة عراقية هي آية في الجمال , ولكن ماذا حدث عندما تحدثت !
ضاع كل الـجمال
لقد تمنيت لو أنها خرساء حقا !
كانت اشبه ببطلة فيلم "سيدتي الجميلة "(My Fair Lady) ولكن بعد كثير من المران والتدريب على اللغة ,بدأت تتحسن لهجتها , بل و تصبح كلهجة الأميرات أو النبيلات الراقيات , بعد كانت تتفوه بالكلمات الريفية كالحجارة تخرج من فمها لتؤذي الأذن التي تسمع حوارها وتنزعج.
إنه يقول لك " لا شيء لا يمكن اصلاحه , حتى اللهجة يمكن تعليمها"!
في مواضع اخرى , قد تجد فتاة جميلة جدا ولكنها وبغباء منها , تقبّح شكلها بكثرة الماكياج فتبدو كـالمهرج .
فالمكياج احيانا قد يمنحك صورة المرأة المومس أو صورة امرأة سيئة السمعة , رغم أن تلك الفتاة لا تفعل ما يشين .
نعم , لقد كانت نساء العصر السابق يوصمن بسوء السمعة فيما لو صبغت احداهن شعرها بالأشقر وخاصة بعد ضمور عصر الباركوات
وكأنها تقول لمجتمعها المحافظ :" انا صبغت شعري بالأشقر انا إمرأة مومس
هذا ما يدور في ذهنية رجال الشرق وعقدتهم الأبدية , فهم على استعداد لمعاشرة نصف نساء الأرض من عاهرات و مومسات ولكنه , عندما يقرر ان يتزوج فهو يبحث عن فتاة لم يبوس ثمها غير إمها".
لذا في هذا المقال , فنحن نتكلم عن جمال بلا اصباغ ولا رتوش
جمال طبيعي يلفت العيون لمواطن الجمال الاخرى الغائبة بعيدا عن شقوق البشرة واثلامها الظاهرة .
لذا تستحق كل امرأة عجوز ان تحظى بجلسات مجانية من مستشفيات الدولة لحقن بوتكس وفيلر لإخفاء اثر السنين مجانا كـنوع من الرعاية الإجتماعية والنفسية للنساء المعرضات للإكتئاب و بدون سخرية وبدون غمز ولمز لسلوكها الذي سيعتقده الجهلة من الرجال أو النساء الغيورات أنه سلوك مشين!
فالمرأة تعشق الجمال بفطرتها وليس بحثا عن رجل , فالرجل آخر اهتمامات المرآة
لو تعلمون
هي تلبس اجمل الثياب لتثير غيرة بنات جنسها
هي تظهر رشيقة لتثير غيرة السمينات
فليس هناك عدو للمرأة إلاّ امرأة أجمل منها.
فالمرأة انانية بفطرتها , تبحث عن السيادة والنصر لكي تشعر بالفوز لنفسها وليس لتثير غرائز الرجل التي لا تحتاج لإثارة , فالرجال على سبيل الحصر بهائم بدون مؤثرات ههههههههه اعتذر لمن هم خارجين عن الحسبة
تعجبني سيدة في كل مساء , تجهز ارجيلتها وتجلس في صالونها أمام التلفاز , وبعد أن يشتعل رأس الأرجيلة , تذهب الى المرآة
( مرآتي يا مرآتي, هل ما زلت اجمل إمرأة على قيد الحياة )
ثم تضع الكثير من احمر الشفاه , وتبدأ بعملية النفخ بحماس منقطع النظير
سيدة مكتفية , لا تبحث عن عريس ولا يهمها وجوده في الحياة , فـهي مكتفية باستقلالها
سألتها :لما تفعلين ذلك ؟
قالت : هل حضرت فيلم ugust: Osage County!
قلت :نعم
فردت :" ماذا نصحت ميري ستريب ابنتها التي لا تضع مكياج
نعم , تذكرت
لقد نصحتها بوضع القليل من المكياج للتزيّن
تقول ميري ستريب لأبنتها : أنت فتاة فاتنة , لما لا تضعين ماكياج!
هل أنا بحاجة للمكياج !
جميع النساء بحاجة للمكياج , لا تسمحي لأحد ان يخبرك خلاف ذلك , المرأة الوحيدة الجميلة التي لا تحتاج للماكياج هي اليزابيت تايلور
ومع ذلك كانت تضع الكثير من الماكياج ".
أنها طبيعة انثوية ولكن بعض الأمهات قد يغضضن البصر عن مكياج بناتهن الصارخ باعتقادهن ان الفتاة قد تحصل على رجل محترم فيما لو تأنقت ووضعت الأصباغ على وجهها,
و احيانا يأخذن دور المومس بدون أن يكن مدركات وبوعي , عندما يعتبرن ان تلك نصيحة قد تفيد بناتهن في المستقبل لعل ابنتها تحصل على زوج محترم .
وكثيرا ما سمعنا عن قصص لفتيات صبغن شعورهن بالأشقر واغرقن وجوههن بطبقات من البويا البيضاء , ولم يتزوجن بسبب هذه المغالاة التي جلبت لهن سوء السمعة جراء هذا الفعل المبالغ فيه وخاصة في منطقتنا العربية التي لها حساسية لوضع المرأة في المجتمع .
ففي النهاية .أن تحسين منظر الوجه للعجائز من تلك الخيوط الدقيقة لا علاقة له برغبتها بالرجال ولا حتى بالإحتياج للرجل
بل لثقتها الجارفة أمام (المرآة المراوغة ) عدوها الثاني , بأنها ما تزال على قيّد الحياة وعلى قيّد الجمال .
ستبقى جميلة بالشيخوخة, ولكن بدون اثلامها الظاهرة .


الـــــــــــــهوامــــــــــــــش

Triangle of Sadness
*مثلث الحزن
يشير العنوان باللغة الإنجليزية إلى مصطلح يستخدمه جراحو التجميل للتعبير عن تجاعيد القلق التي تحدث بين الحاجبين ، والتي يمكن إصلاحها باستخدام مادة البوتوكس في 15 دقيقة.

*توجد نكتة طريفة يرويها أحد أطباء التجميل
يقول : قمت بعملية تكبير الثدي لاحدى المريضات
قبل العملية ,التقيت بزوجها في المشفى , منحني الأجرة كاملة بدون نقصان
ولكن في المساء تفاجأت بشخص يبدو أنه عشيقها قام بدفع نفس الأجرة , كاملة بدون نقصان
يا لي من طبيب محظوظ!
اقبض من كل الأطراف

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي