اوائل الريح

منذر ابو حلتم
2023 / 1 / 10

( اوائل الريح )

كما هي عادة اوراق الشجر في كل خريف .. كانت تتأهب للرحيل منتظرة اوائل الريح .. !
ومع انها كلها بلا استثناء كانت تشعر بالحيرة .. وبالضعف رغم تقبلها على مضض لونها البني الشاحب .. وملمسها الخالي من البريق .. الا ان الأوراق كانت تنتظر رياح الخريف بحماسة تصل الى حدود اللهفة .. وكانت تردد دونما ملل ما تتناقله الأشجار عن حكايات الرحيل على اجنحة الريح ..الى اماكن بعيدة .. وربما الى بدايات جديدة .. وعن احلام بعودة لونها الأخضر من جديد بعد فصول اليباس ..!
ومع انه لم يسبق ان عادت ورقة جافة الى غصنها لتخبر الجميع بما بعد الرحيل .. الا ان الاوراق الصفراء الجافة كلها .. كانت تنتظر بشوق اوائل الريح .. !!


( الأماكن )

الاماكن تهرم ايضا …وعندما يصيبها الهجران .. تختزن بين جدرانها العتيقة اكوام الذكريات .. تعشش الحكايات في الزوايا .. تختلط اصداء الضحكات مع صوت السكون في الكوانين المطفأة الباردة .. وفناجين القهوة التي اثقلها الغبار …
ظلال الكراسي الفارغة تحاول ان ترسم حياة ما .. لكن عتمة المساءات تمحو الظلال .. ليسود صمت الفراغ ..
الاماكن تهرم ايضا … وحين يثقلها الهجر .. تنهار قهرا .. وتموت ..!!


( العصر الحجري )

في العصر الحجري كان الانسان يقتل بواسطة الحجر او برمح راسه من الحجر .. كان يقتل ليصطاد .. وليوفر الطعام ..اليوم يقتل الانسان بواسطة الصواريخ والقنابل والطائرات والدبابات … لكنه لا يقتل ليصطاد .. او ليوفر الطعام .. هو يقتل ويقتل في حروب لا يعرف هو نفسه اسبابها ومن يحركها ومن ضحاياها …
الانسان في العصر الحجري كان اكثر تطورا من الناحية الانسانية والعقلية … والمنطقية ..!!


( اكذوبة التقويم )

التقويم .. وتاريخ الزمن فكرة اخترعها الانسان لتنظيم امور حياته .. وليبرمج اعماله كمواعيد زراعة البذور ومواعيد الحصاد .. الخ .. ومع الوقت اصبح الانسان عبدا لفكرة الزمن وربط حياته وعمره بها …
الزمن لم يبدأ بمولد المسيح عليه السلام قبل عشرين قرنا … فالانسان موجود منذ مئات الالاف من السنين .. وفي كل حقبة وكل حضارة وكل مكان كان هناك تقويم زمني مختلف … الفراعنه مثلا كان الاسبوع لديهم عشرة ايام وليس سبعة … !!
بكل الاحوال … اتمنى للجميع عاما جديدا سعيدا .. بغض النظر عن التقاويم وفكرة الزمان والمكان …

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي