البِداية

هَكذَا خلقنَا
وحَّدْنَا
خلقنَا َقبِل اَلجمِيع
كُنَّا فِكْرَة فِي وَعْي الملَاك اَلكبِير
تَدَحرجَت الدُّرَّة البيْضاء في خياله
اِنْفلَقتْ الدُّرَّة بِسرْعة غَمزَة عَيْن عَسَليَّة
ثم،
بنيْنَا أَوَّل بَيْت طِينيٍّ بَيْن النَّهْريْنِ العظيميْنِ
أَوَّل تنُّور نَخبِز فِيه بهْجتَنَا
أَوَّل مَعبَد يزورنَا فِيه مَلَاكنَا
وزرعنا أوّل شجرة تين
ونبتت في حقولنا أوّل سنبلة
صنعنا أوّل عجلة
وتذوقنا أوّل جُرعة بيرة
وَلكِن،
على مرِّ اَلعُصور
جِيراننَا
يُرْسلون لنا غُيومًا سَوْداء
اَلغُيوم السَّوْداء تَحجُب الفكْرة الجميلة مِن السَّطْر الأوَّل
مِن أُسطُورَة اَلخُلق اَلأُولى
نُبِّهتْكم مِن الغدْر!
إِنِّي أنَا (شاميران) جبل شَنْكال
أنا الذي أطير فَوْق مِيزوبوتامْيَا
صَوْت خَفَقان أَجنِحتي لَا يَنتَهِي
وبعيْنيْنِ فرحتَيْنِ
أُوزِّع حَلوَى العيد
أَحتَفظ بِقصيدة حُبٍّ على جناحيْ الأيْسر
مَكتُوب فِيهَا بِلغة أَكدِية فَصِيحَة
اِسْتيْقظ مِن نَومِك يَا عِرَاق!
مِن أَيْن يُمْكِن أن تَخرُج بَهجَة كَهذِه يوْمًا؟
وَحُزن كَهذَا؟
غَيَّر مِن بَساتِين التِّين وغابَات اَلنخِيل.