|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
إبراهيم رمزي
2022 / 12 / 30
والعالم كله يترقب استهلال السنة الجديدة، متهافتا على كل ما يلوّن المستقبل بلون الأحلام الوردية، وفي "تأجيل" لكل المتاعب والأحزان والآلام ... يبدو "التجاهل والتأخير" مسكِّنا مؤقَّتَ التأثير، لا يعالج جذور المشاكل.
ما أصاب من قال: القافلة تسير والكلاب تنبح. فقد يتبع القافلة السائرة النباح "المستفز"، وقد "يرافقها" شيء آخر. هناك حالات متولدة من كينونة القافلة، لا تستحق أن توصف "بالنباح".
على سطح الكرة الأرضية، وفي مكان مّا من هذا العالم، وفي هذه اللحظة التي أنت فيها الآن،
هناك:
* "منحرف" يقترف فعلا إجراميا. يلقي بعِبْئه على مجهول بريء، حتى يفلت من القصاص.
* من يتضور ألماً وتعاسةً من جوع أو مرض أو ظلم أو قهر.
* جريح مجندل تنهشه الآلام .. ينزف في سبيل قضية تم تصويرها له أنها "عادلة"، وربما كانت خلاف ذلك.
* من يتألم ـ بحزن قاهر يمزق الحنايا ـ أمام جثة فقيد، ومن يواجه لحظات الموت الأخيرة، ولا تنقذه الدموع أو الأدعية.
* من في غيهب سجن، تلسع السياط جسده بدون شفقة أو رحمة .. يذوق ألوان العذاب على أيدى "وحوش" تتبرّأ منها الإنسانية.
* مهموم لم يهْتدِ لحلّ لائقٍ لمشكلته .. ويقابِله فرِحٌ مسرورٌ بما يُبهِجه.
* من فقد ماله، فسقط من علياء الأثرياء إلى مرتبة "الوضعاء" .. وربما كان بين هؤلاء من يحتفل بالحصول على "مكسب متواضع".
* امرأة عانت من ألم الطلق، ثم ابتسمت وهي تحضن وليدها.
* اثنان، غائبان في نشوة سكر باندماج عشقي .. لا يهمهما ما يجري ـ خارج نطاق التحامهما ـ للآخرين في العالم.
* مفكر يغالب "مقالب" العقل وسطوة المنطق، و"متاهات" اللغة .. ليؤسس لأفكار تتزاحم بذهنه، يود مشاركتها مع آخرين.
* باحث ـ في مختبر أرضى أو مركبة فضائية ـ يجرّب للحصول على ما يسعد البشرية ويطور حياتها. ويخرس عينة طفيلية تنتحل الصفة العلمية، منطلَقُها "طواحين هواء" ثيوقراطية.
* من يلتقط رزقه من عمل شاق في ظروف قاسية، تصْدِم بحقيقتها مرفّهي الطبقة المخملية المتمادين في لامبالاتهم.
* من يرفع نظره للسماء يشكو العطش وشح الغيث .. ومن يشكو إضرار الثلوج والفيضانات به ..
* كائن "بشري" لا يرى أبعد من أنفه، فما دامت الآلام والمآسي بعيدة عنه ... فإنه لا يتأثر بها، كأخبار الفواجع والحروب والكوارث الطبيعية .. ولا يبالي بتدمير البيئة .. ستحتاج لعقود حتى "تتخلّص" مما أصابها .. وقد لا تسترجع ألقَها وحيويتها.
ستمضي الحياة متقلِّبة غير مبالية بأهواء البَشَر، بين ما يسرّ، وبين ما يحزن، .. والعاقل هو الذي يتذكّر أن البناء والتعمير أصعب من الهدم والتخريب، ومن ثَمّ يخلّف أثرا نافعا يعتمده وارِثُو الأرض للحفاظ على النوع ومظاهر الوجود بهذا الكون ..
18/12/2022
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |