من صورة شعرية تسعى

1 ــ
... وهي تسرع الخطى
تمد يدها إليه ، لا تدري
أن الطفل الذي خلفته
خلفها ،
لا يمشي ، بل يجري ..
هكذا رأيتها إلي تمشي
كما الحياة ..
لم تكن أمي
ولم أكن في مستوى خطوها
إلي ..
فأنا غيلم ( ذكر السلحفاة ) أعني ،
واسمعي يا جارة الزيتون .
بين خطوة وخطوة أسهو ،
وبين وقفة ووقفة أصحو .
أرتب الأحلام المؤجلة
مثلما هي الكلمات الهاربات ،
الملهمات ، المتمنعات .
ربما المجاز المنحاز يسعفني
أن أنتظر وصولها إلي
قبل موسم الصوم ،
فلها أخبئ كاسات ملآى ..
وأسألني عما بقي من ساعات ،
يرحل فيها السراب .
وعما مضى من ساعات
ذقنا فيها العذاب .
فقطار الفورة في المرحلة الأخيرة
وفي رحلته الأخيرة ...
2 ــ
... أعشق شطح البدايات
ــ دونما ريب ــ
كلما خطوت ، ارتجلت .
ربما قليلا غفوت أو سهوت .
بعفوية ماء ينساب في أصحو
أعيد خطواتي الناجية إلى فوضاها
في اتجاه هدف ما
يتحرش بي ..
كلما مددت يدي لغنج البدايات
تتعشقني مرارة النهايات
علي تقسو السياسات والأديان
ويدي مفتوحة على امتداد المجرات
التي لم يطأها خيال الآتي .
دفتري السري مخضب
بالخيانات الكبرى والصغرى
لرفاق الصمت والكلام ،
لكني أنزلها منزلة الهفوات
أغفرها
دون أن أخسر ماء الوجه الصحراوي ،
الأمازيغي ، الغجري ، الحر ، في .
يعانق أحلام السلمون
في متاهات سفره ...
...............................
نونبر / دجنبر 2022
.............................