الفنان التشكيلي علاء الدين محمد وبشره ووحوشه

سمرقند الجابري
2022 / 12 / 11

تواصل "مؤسسة رؤيا للفنون" نشاطاتها في استضافة الاعمال الفنية المميزة من خلال "دكانة رؤيا" في بغداد – شارع المتنبي.
حيث شهدت الدكانة افتتاح المعرض التشكيلي للفنان الشاب " علاء الدين محمد" الذي حمل عنوان (من الوحوش والبشر) استمر المعرض طيلة شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2022.
ضم المعرض ثلاث لوحات كبيرة الحجم من المدرسة السريالية، وعمل طيني واحد من المدرسة التعبيرية، توسط العمل الطيني الدكانة التي تبلغ مساحتها (3×3) متر، لوحات علاء الدين عامرة بالتفاصيل والألوان الصارخة المتمردة على الواقع والظلم، مستعملا مفردات حضارة وادي الرافدين.
المشاهد لتلك اللوحات ستمر بباله كلمات كهذه:
انها وجوهي أرسمها فترتسم بي وأكنى بها، انها وجوه آبائي وملامحهم، لأكررها على نفسي وأتشبث بها، انها بعيدة كل البعد عني ولكنها قريبة مثل دمي الذي يسري تحت جلدي بأفعالي تجسدت تلك الوحوش بي، الصراع الذي يدور حولي والذي في داخلي، يا من تراني لا تستهجن شكلي فانا صنيعة أفعالك، فالزوايا القائمة عندي منفرجة، والجمال موحش ولا يؤنسني، والوحوش جميلة كلها تتناقض بجسدي ووجهي وعيوني، يتشبه البشر بقسوتهم بالوحوش، ولكن...هل شبه وحش لطيف يوماً بإنسانيتنا؟
نعم لقد روضت الوحوش واستأنست ودجنت وهجنت فما بالنا نحن البشر كلما روّضنا توحشنا.
الفنان "علاء الدين محمد" شق طريقه ورست فرشاته على هذه الاشكال المطعمة بالكولاجات، كان ينوي خلق تصور لدى المتلقي اننا (بشر) ولكن (الوحوش) التي بداخلنا تظهر فجأة او متراكمة بسبب الانفعالات والجشع. وما تبدو عليه هو رد فعل لما نعانيه وما نتلقاه من الاخرين، لذلك كان علاء الدين مبحراً بسفينته ليرسو ويرمي مرساته على هذه التجربة الغنية بالمتناقضات والاستحالات، ولم تولد لديه رغبة في خلق هذه الترنيمة اللونية فجأة، لان ما شاهده وعاشه ما كان بالقليل في هذه الحياة، لعلها تنبؤه بما سيؤول اليه مصير البشرية والكرة الأرضية.

يقول الفنان علاء الدين عن اعماله:
فكرة المعرض قائمة على صنع (عالم خاص) يكون الانسان والحيوان هما الثيمة الأساسية فيه، وكما نعرف فان الانسان منذ نشأته الأولى ارتبط ارتباطا وثيقا مع الحيوان، فالحياة الاقتصادية آنذاك وما تتضمنه من مأكل وملبس، جعلت منه حاجة أساسية لكونه استخدم في جميع مفاصل الحياة الاجتماعية.
بذلك استلهم الفنان الرافديني من هذه البيئة وما تحويها اهم مواضيعه، وانعكست بذلك على حياته الاجتماعية والدينية وأصبحت هذه الحيوانات جزءا أساسيا ومهما في تكوين هذه الحضارة، فنرى مخيلة الفنان الرافديني عظيمة جداً، حيث أنشأ كائنات اسطورية حوّرت بطريقة رائعة بعضها وضع في مداخل المدن كما (اللاماسو) بعضها أصبح آلهة كما (الابكالو-الالهه السمكة) وإنانا – عشتار، وغيرها من الالهة.
سيرة ذاتية:
-علاء الدين محمد مواليد بابل /الحلة 1985.
- بكالوريوس فنون جميلة – جامعة بابل 2008.
- ماجستير فنون تشكيلية / رسم / جامعة بابل 2012.
- المعرض الشخصي الأول – كلية الفنون الجميلة-بابل 2008.
- معرض شخصي (متاهات العمر) قاعة الود للثقافة والفنون – بابل 2015.
- معرض شخصي / دكانة رؤيا – شارع المتنبي – بغداد 2019.
- معرض (معا دائما) كاليري الامن الأحمر – السليمانية 2018.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي