المخرج والممثل الراحل حامد خضر راهب المسرح العراقي

علي المسعود
2022 / 12 / 7

المخرج و الممثل الراحل حامد خضر - راهب المسرح العراقي
حامد خضر عباس من مواليد محافظة النجف الأشراف / قضاء المشخاب / 1955 ، انتقلت عائلته الى مدينة الحلة وسكنوا في منطقة الاسكان ، عاش حياه بسيطة جدا كان الفقر مسيطراً على أغلب ثناياها حيث نشئه في بيئة غير متجانسة من حيث التوجهات والتيارات التي كان يتألف منها البيت فوالده موظف بسيط في دائرة البريد له اهتمامات وتوجهات شيوعية أنتهى به المطاف متوفيا على فراش المرض بعد عانا ما عانه من التعذيب في سجن نكرة السلمان في محافظة السماوة ووالدته أمرآة نجفية من عشيرة الشمرتي ، له ثمانية أخوة وستة أخوات استشهد اثنين من أخوته في حرب الخليج الأولى مع إيران وهم ( احمد و عقيل ) وأعدم ثالث على يد جلاوزه النظام البعثي في الانتفاضة الشعبانية في 1991، وهو (محمود) وهجر البقية من إخوته وتمت ملاحقتهم في الوظائف والبيوت وكانت حياته أشبه بالمسافر حيث كان يردد دائماً ( إنا كالطير لا أرتضي في الأرض مسكنا ) . أنهى دراسته في معهد الفنون الجميلة في 1976/1977 قسم المسرح ، أكمل دراسته في جامعة بغداد / أكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح في 1980/1981 بتقدير جيد . كانت حياته متعبة جدا وكانت له مساهمات بسيطة في بداية مشواره في العمل المسرحي حيث كان مدير للمسرح في الكثير من العروض منه مسرحية ( يونس السبعاوي) أخراج محسن العلي وتأليف طارق عبد الواحد ، عمل ممثلا ومدير للمسرح في مسرحية ( نفط نفط ) إخراج رزاق حميد وسيناريو الأستاذ قاسم محمد وساهم ممثلا في مسرحية ( البرقية) أخراج الأستاذ محسن العزاوي هذه كلها كانت بدايات وإسهامات بسيطة في المسرح العراقي ، أما في الفن السابع ( السينما) كانت له مساهمة بسيطة في فلم ( بيوت في ذلك الزقاق ) من أنتاج دائرة السينما والمسرح تناول الفلم ظاهرة العمل الرأسمالي في البيوت المنتشرة في العالم الثالث في ذلك الوقت وكيفية استغلال الناس بشكل مقيت ، الفلم من تمثيل سعدية الزيدي ونزار السامرائي وجمال أمين وحامد خضر وعبد الجبار كاظم ومكي البدري ، بعد أن دخل معترك العمل المسرحي وكانت له أراء ووجهات نظر كان يعتبرها البعض أنها متطرفة وشكلت له مشاكل كثيرة في معهد الفنون الجميلة وفي داخل الوسط المسرحي الذي كان في ذلك الوقت ولا يزال يعاني من أزمات على حد قوله وكان إلتزامه تجاه أخلاقيات المسرح والتزامه تجاه أخلاقيات المجتمع الذي كان يصبو الى خدمته كانت تحتم عليه سلوك مسلك صعب في ظل ظروف كانت الأخلاق فيها شبه والالتزام جريمة يعاقب عليها جلادو النظام السابق ومن كان يطبل لهم من الغجر ومن يدعون الفن والطارئين على خشبة المسرح ما يسمى المسرح التجاري . أسهم في رفد المسرح بأعمال مسرحية مهمة في تاريخ المسرح العراقي الجاد الملتزم على سبيل المثال ، مسرحية المحاكمة - 1976 ، مسرحية (أيها الناس انتم ياعرب) 1977، مسافر ليل 1979 ومسرحية عمارة أبو سعيد / فرقة المسرح الفني الحديث في عام 1984 . هذا إلى جانب إسهامه في العديد من المسرحيات العراقية كممثل لادوار محفورة في ذاكرة الجماهير مثل دوره في مسرحية ( القيثارة الحديدية ) كما وساهم في مسرحية (إلف حلم وحلم ) من تأليف الأستاذ فلاح شاكر وإخراج الفنان الراحل هاني هاني رحمه الله وأشترك في الكثير من الأعمال التلفزيونية منها مسلسل (مجنون ليلى) ومسلسلات تاريخية مثل ( الكلم الطيب ) ومسلسلات بدوية كثيرة إلى أخر أدواره تألقا هو دور (المجنون) في مسرحية (المجنون) إخراج الفنان الكبير ( قاسم محمد ) هذا إلى جانب عمله في الإذاعة والتلفزيون بصفات مختلفة .
كان تجربته المسرحية واعية لتأسيس تقاليد مسرحية لا مألوفة بغية استكشاف عوالم مجهولة و بعد مراحل فنية وتجارب مستمرة ومتلاحقة .. إلا إن القدر أغلق الباب على مسرح (حامد خضر ) والى الابد وتوفي سنة 3/8/1997
لروح صديقي حامد خضر السلام والسكينة .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي