![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
بارباروسا آكيم
2022 / 12 / 3
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحقيقة أَيها الإخوة قد ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع و أطرقت ساعة أَتخير كلماتي بعناية
خصوصاً حينما يكون هذا الموضوع متناول من قبل السفهاء الذين لا يصدقون حينما يجدون في بعض من مضوا من هذه الدنيا علة حتى يقدحوا فيهم.
فقمت و استخرت الله ثم حمدت و اثنيت
فأخذت المداد و القلم اخط فيه على بعض رقاعي .
اتوقف حيناً و أكتب احيانا
فضربت صفحاً عن تلك الحادثة بعينها و تخيرت ان اتكلم عن القوم الزط دون سواهم
حتى لا ندخل في ضنك القيل و القال
و اعلموا إنني لم أكتب كتابي هذا هازلاً و لا عابثاً معاذ الله .
بل لتقديم المعلومة الصحيحة المجردة بغض النظر عما يقف خلف ذلك الموقف أَو تلك المعلومة من غرابة أطوار الأشخاص المرتبطين بتلك القصص
و بعد هذه المقدمة البائسة التي كان لابد منها
نذكر على بركة الله من هم القوم ( الزط ) لأنني قد قرأت البارحة لبعض الصلاعمة الذين يزعمون ان الزط كائنات روحية من الجان !
و الحقيقة أَيها الإخوة إن الزط كانوا من الهنود السيابجة نزحوا من الهند تجاه فارس و استوطنوا البصرة ثم الجزيرة العربية قبل الإسلام
قال صاحب كتاب المروءة و خوارمها :
و جاء في (( محيط المحيط )) : (( الزط طائفة من أَصل الهند مُعرَّب جت ، و اليهم تنسب الثياب الزطية ، الواحد زطي ، وهم المعروفون بالشام بالنوّر، و بعضهم يسميهم المطربية لأن مهنتهم التطريب بالطبول و الزمور و الرقص ، وهم مما يشتم به (كذا اي وهو أي اللفظ مما يشتم به)؛ فيقال : يا زطي اي دنيء لئيم ))
وذكرهم في التاريخ مشهور . الظاهر أنهم جاؤوا من الهند قبل الإسلام لأنهم كانوا كثيري العدد عند ظهوره ، قال البلاذري في ((فتوح البلدان)) ص ١٦٢
و نقل معاوية في سنة ٤٩ أَو ٥٠ هجرية / ٦٦٩ _ ٦٧٠ م الى السواحل قوما من زط البصرة و السيابجة و انزل بعضهم انطاكية، قال ابو حفص : فبأنطاكية محلة تعرف بالزط ، و بيوتا من عمل انطاكيا قوم من اولادهم يعرفون بالزط ، و كان الوليد بن عبد الملك نقل الى انطاكية قوماً من زط السند ممن حمله محمد بن القاسم الى الحجاج فبعث بهم الحجاج الى الشام ))،
وقال في ص ١٧١ : (( وقد كان المعتصم بالله نقل الى عين زربة و نواحيها بشراً من الزط الذين كانوا قد غلبوا على البطائح بين واسط و البصرة؛ فأنتفع اهلها بهم ))، وقد أتى المؤلف على كلام واف شاف ص ٣٧٢ وما يليها ، كذا ابن الأثير في الكامل ٢ / ١٤٢ في وقائع السنة التاسعة للهجرة ؛ فأنظره
و اعلم ان البعض يجمعون لفظة زط التي يقال فيها ((جت)) على الطريقة الفارسية ؛ أي بألف ونون في الآخر؛ فيقولون: جتَان ، و من ذلك الكلمة الإسبانية Gitano
بمعنى النوريّ ، و لا شك ان الإسبانيين أخذوا اللفظة من عرب الأندلس .
المروءة و خوارمها
تصنيف : أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
صفحة ٢٥٨
الطبعة الأولى _ ٢٠٠٠ م
دار ابن عفان للنشر و التوزيع _ القاهرة
اذا لفظ الجان او الجن الذي ورد في بعض المصادر إنما هو تصحيف للفظة جتَان الفارسية و ليس لأن هؤلاء قوم من الجن أَو الجان
و الدليل على إن هؤلاء القوم الذين حاربوا الإسلام في مراحل تاريخية عديدة كانوا موجودين في الجزيرة العربية ،
هو ما ذكره الطبري حيث يقول :
لما مات النبي ( ص ) خرج الحُطَمُ بن ضبيعة اخو بني قيس بن ثعلبة فيمن اتبعه من بكر بن وائل على الردة ، و من تأشب اليه من غير المرتدين ممن لم يزل كافرا ، حتى نزل القطيف و هجر ، و استغوى الخط و من فيها من الزط و السيابجة .. الخ الرواية
تاريخ الرسل و الملوك
ابي جعفر محمد بن جرير الطبري
سلسلة ذخائر العرب ٣٠
سنة ١١
الجزء الثالث ، صفحة ٣٠٤
تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم
الطبعة الثانية
دار المعارف بمصر
إذاً الزط أَو السيابجة كانوا موجودين في الجزيرة و هم كما تقول مصادر المسلمين بقوا على كفرهم لم يدخلوا الإسلام قط و قد تعاونوا مع المرتدين للإنعتاق من السيطرة الإسلامية
هذا و استودعكم في امان الله و حفظه بعيدا عن الزط