الآذان صوت الإنسان

بارباروسا آكيم
2022 / 11 / 13

بالأمس كنت اتابع أحد المستحثات البشرية التي كنت اتصور بأنها قد إنقرضت منذ زمن و إن الزمان قد طواها في غياهب النسيان او متاحف التاريخ على أقل تقدير .
خصوصا حينما يكون حديث الشخص المعني مرفق بعبارة من لم يعجبه ديننا فليفارقنا او يشرب من البحر !

لأفاجئ بأن هذه المنطقة الموبوئة ( وَلادة ) و قادرة على انتاج نفس الأنماط و الأشخاص بلا كلل أَو ملل

و الموضوع بأختصار إخواني الأفاضل هي الحملة المسعورة على وسائل التواصل الإجتماعي في الفترة الأخيرة على شخصيات تم تداولها البارحة دفعة واحدة على إحدى الصفحات  .
اذكر منهم ابراهيم عيسى و فنان آخر يدعى عباس النوري و خبير مصريات يدعى زاهي حواس الخ الخ .
الذين على ما يبدو قد انتقدوا ظاهرة استخدام مكبرات الصوت في رفع الآذان

طبعا مع إحترامي لكل الذوات الأفاضل الواردة أسمائهم أعلاه .
إلا أَنني لست بصدد التعاطي مع الشخوص و لكن ما يعنيني هو الموضوع و استشهاد صاحب الصفحة بالشيخ مصطفى العدوي ليقول بأن الله ميز أمة الإسلام _ بصوت الإنسان _ بينما استعمل الآخرون الآلة .
بمعنى إن صاحب الصفحة يحاول أن يتذاكى و يثبت للإسلام ما يتصوره هو ميزة متفردة على بقية الأديان

وبناءاً عليه  أحببت من موقعي هذا ان ارد على صاحب الصفحة أو من يماثله في التفكير او يشاطره الرأي حتى تعم الفائدة

إخي العزيز :

أَولاً : دع كل ما يقوله لك هؤلاء جانباً و إستمع لي _ إن كنت أساساً تقرأ أو تدخل هكذا مواقع _

لا يوجد شيء إسمه حملة منظمة على الآذان ، فالناس خارج هذه المنطقة الموبوئة التي انت فيها و التي نحن ايضا ابتلينا ردحا من الزمن فيها و اهدرنا شطراً من اعمارنا فيها .. آخر ما يعنيهم هو آذانك و صلاتك .

و لن نعيد و نكرر نفس الموال بأن الآذان شيء يخصك طالما إنه موجه لتدعو بقية مجموعتك للصلاة و لكننا نهاجم مكبرات الصوت التي هي اعتداء على حق الآخرين بالراحة و السكينة و اعتداء على الفضاء العام الذي هو ملكية عامة لا يجوز التجاوز عليها

أَما الشطر الآخر من الرسالة البائسة التي يحاول ان يوصلها ( الفاضل ) فهي رسالة خرافية بأن الله ميز ( الأمة الإسلامية ) عن بقية الأمم بأن جعل صوت الإنسان هو الداعي الى الصلاة بدل البوق و الأجراس

فأحب بأن أعلمك الآتي : من يقول لك هذا هو إنسان لم يقرأ في حياته كتاب محترم و لم يحاول أن يخرج خارج الصندوق ليرى بقية العالم و لم يحاول حتى التعرف على الآخر على المختلف على المخالف 

طيب هل تعلم أَخي العزيز بأن اليهود مثلاً ينادون ايضا لصلاة الجماعة !
هل تعلم بأنهم ينادون للصلاة بمقام الحجاز ( تماما مثل الآذان )  ؟!
و لمن لا يعلم ماهو مقام الحجاز فهو مقام شجن على نمط اغنية ( فوك النخل فوك )
طبعاً انت في حياتك لم تسمع مثل هذا الكلام لأنك انسان جاهل

هل تعلم بأن المنادي اليهودي يصعد الى مكان مرتفع و ينادي !؟

نعم عزيزي.. اليهود الأرثوذكس يؤذنون تماماً مثل المسلمين
و اليهود يسمون النداء باريخو / بريخو
ברכו
و يبدأ النداء عندهم بعبارة : شيما يسرائيل
שְׁמַע יִשְׂרָאֵל

و ان كنت لا تصدقني .. فهذا نداء الآذان عند اليهود بصوت مائير مالك في القدس و على مقام الحجاز  .

قلي بربك أليس هذا نفسه آذان المسلمين ؟

https://youtu.be/fUSdHB1R-W4

شيماي يسرائيل ..
ادوناي ايلوهيم ..
ادوناي آحاد ..

اسمع إسرائيل
الله مولاي
ربي واحد

اليس هذا نفس آذانك يا بش مهندس  ؟
_____________________________________

ملاحظة : معظم الطقوس الدينية للشعوب السامية يستعمل فيها مقام الحجاز

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي