|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
مراد سليمان علو
2022 / 10 / 26
عندما استلم الحاكم الجديد سلطته المطلقة في البلاد. أمر بإطلاق سراح بعض المساجين بهذه المناسبة الجليلة، وقرر أن يشرف بنفسه على تدوين ما أصابهم من غبن، وخسائر مادّية جرّاء دخولهم السجن، طوال السنوات الماضية.
قال التاجر عند خروجه من السجن:
"خسرت الملايين ن الدنانير، وتجارتي المزدهرة أصيبت بالشلل؛ بسبب وجودي هنا مسجونا!" أمر الحاكم بتعويضه عن خسارته، وقال العامل عند تدوين أقواله:
"بلغت من العمر أرذله في هذا السجن البغيض، وفاتتني سنين كنت فيها سأعمل جاهدا لكسب الكثير من المال!"، فمُنح أغلى الأجور عن كلّ يوم قضاه في السجن، وقال الفلاح بأسى بالغ:
"لا بد إن أرضي قد أصابها البور الآن؛ بسبب عدم حرثها وزرعها طوال المواسم الماضية نتيجة مكوثي هنا في السجن، بأمر ذلك الحاكم الظالم!" فأمر الحاكم الجديد تعويضه عن محصول أرضه التي تعطل إنتاجها في السنوات الماضية.
على هذا المنوال تمّ تعويض تلك العيّنة العشوائية من المساجين، ولكن عندما جاء الدور على الشاعر، قال في بيانه:
"في الحقيقة استفدت من السجن أيّما استفادة، ولم أخسر شيئا نتيجة دخولي إليه، ومكوثي فيه؛ لأنني أُلهمتُ كثيرا، ونظمت قصائد قلائد في أحوال الوطن والسجناء المظلومين!".
يقال: في نهاية النهار خرج جميع من شملهم العفو سعداء باستثناء الشاعر، فلقد شعر إن مسؤوليته ازدادت، وبُدّل سجنه الصغير، بآخر أكبر.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |