رزق الإخوان على الليبراليين

بارباروسا آكيم
2022 / 10 / 17

تحية طيبة ..

مقالتي لهذا اليوم هي تعقيب بسيط على السيدة هنرييتي ريكر
و السبب هو نجاح تنظيم الإخوان المسلمين من خلال جناحه التركي :
الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية المعروف إختصاراً ب  DITIB
و منظمة ملي غوروس التابعة لإخوان اردوغان
و بالإتفاق مع سلطات مدينة كولن برفع الآذان ايام الجمعة  وفق شروط سيتم ايضاحها لاحقاً
حيث جاءت هذه المبادرة كنتيجة اتصالات مشبوهة بين الجماعة و هنرييت ريكر رئيسة بلدية كولون التي أطلقت المبادرة بصورة شخصية

و فيما هو موضح أدناه..
وضعت ريكير تبريرها الساذج على شكل تغريدة قصيرة تقول فيها :
Viel Diskussion wg des Modellprojekts #Muezzin-Ruf. Köln ist die Stadt der (religiösen) Freiheit & Vielfalt. Wer am Hbf ankommt, wird vom Dom begrüßt und von Kirchengeläut begleitet. Viele KölnerInnen sind Muslime. Den Muezzin-Ruf zu erlauben ist für mich ein Zeichen des Respekts

الكثير من الجدل حول مشروع رفع الآذان .
كولن هي مدينة الحرية و التنوع ، أي شخص يصل إلى المحطة الرئيسية للقطارات تستقبله الكاتدرائية ويسمع صوت ناقوس الكنيسة. كثير من سكان كولن مسلمون. بالنسبة لي ، فإن السماح لدعوة المؤذن هو علامة على الإحترام

و تعليقي ..


نلمس في هذه التغريدة  المثيرة للجدل على تويتر الكثير من اللبس و سوء الفهم
أَولاً : جرس الكنيسة ليس له أي مدلول ديني مسيحي لأنه ببساطة لا يوجد في النصوص المسيحية شيء حول الأجراس
بل هو مجرد أداة لمعرفة الوقت تماما كمنبه الساعة !
و لذلك تجد إن كلمة clocca باللغة اللاتينية في العصور الوسطى ( التي تعني جرس ) هي ذات الكلمة  التي إشتقت منها الكلمة الإنكليزية clock . و التي تعني ساعة جدارية وهي نفسها كلمة Glocke باللغة الألمانية ( جرس )
حيث تقرع أجراس الكنيسة الكاثوليكية في ثلاثة أجزاء  من اليوم لتشير الى الساعة ٦ صباحاً و ١٢ ظهراً و ٦ مساءاً
وهناك ما يسمى بعلم تاريخ الألفاظ او علم اصول الكلمات
Etymologie
و يستطيع أي شخص من خلال هذا العلم ان يحدد تطور اي لفظة
و الشيء بالشيء يذكر  
هناك مقالة جميلة للصحفي
Andy Hollandbeck
تحت عنوان
In a Word: How Clocks Came Into Fashion

في صحيفة
The Saturday Evening Post
الأمريكية
وهناك ستجد ايها القاريء اللبيب معلومات مثيرة في هذا الصدد

و يقال إن  الاستخدام الواسع للأجراس في المسيحية ابتدأ مع  القديس باولينوس من نولا
Paulinus von Nola
نهايات القرن الرابع الميلادي

و على كل حال فلا طائل من إسترجاع التاريخ و القصص لأن التاريخ قد يكرر نفسه! يقول كارل ماركس : إن التاريخ يعيد نفسه مرة بشكل مأساة و مرة بشكل ملهاة او مهزلة
و في الحقيقة فأنا أجد كلام ماركس ينطبق اشد الإنطباق هينريتي ريكير
فتعاون هذه المرأة في تنفيذ أجندة الإخوان _ سواء عن قصد او عن غباء _  يتطابق تاريخيا مع نفس المبررات التي قدمها العثمانيين ( نموذج الإخوان الملهم ) لمنع المسيحيين من قرع الأجراس في كنائسهم
حيث إنهم إعتبروا الأجراس رمز وثني مسيحي وهو مكافيء من حيث الرمز للآذان عند المسلمين و بالتالي لا يسمح أن يكون الإثنين في مكان واحد  !

ثانياً : عزيزتي السيدة ريكر
طالما إننا في إطار الحرية الدينية

اتمنى عليكي في الأيام القادمة ان لا تمري من جانب المسجد و المؤذن ينادي بالمايكروفون لأن المسلم يؤمن بأن المرأة و الكلب و الحمار يقطعون الصلاة
فعليكي يا عزيزتي السيدة ريكير ان تحترمي مشاعر الإخوان المسلمين و أن لا تحاولي سواء لوحدك أو مع كلبك المرور من جانب الجامع خصوصا اذا كان كلبك اسود اللون
فأنت بهذا قد تؤذين مشاعرهم و بعض هؤلاء حينما تؤذى مشاعره يكون حساسا للغاية تماما كالضباع في موسم التزاوج

و في النهاية فالإخوان المسلمين يقدرون ما قمت به من خدمة جليلة للتنظيم الأم في تركيا
فهم يؤمنون بأن المرأة ناقصة عقل و دين و بالتالي فكل تصرفاتها تعكس ضعف عقلها

ثالثا : عزيزتي السيدة ريكير
الحرية الدينية مبدأ وحق و لكنه مبدأ و حق بأتجاهين .
أي ان يكون الطرف الذي يُعطى الحرية يؤمن بهذه الحرية كمبدأ و حق ثابت
فكيف يمكن أن يكون هذا و الطرف الآخر يؤمن بقتل المرتد ؟!
كيف يكون هذا و الطرف الآخر يعتبر بلاده هي دار امان و بلاد الكفار دار حرب ؟!
كيف يكون هذا و ( الآخر ) الذي تريدين منحه حقه المفترض يؤمن بأن يبتسم بوجهك و لكن قلبه يلعنك الى أن يتمكن من السيطرة على بلادك  ؟!

و إن كانت الحرية في المانيا مطلقة لجميع الناس بغض النظر عن انتمائاتهم ، فلماذا لا تمنح المانيا الحق للحزب الإشتراكي النازي بالإعلان من خلال مكبرات الصوت للدعوة لحزبهم ؟!
ستقولين إنه حزب محظور بسبب أفكاره الراديكالية و العنصرية !
فأجيبك و ماذا عن الإخوان المسلمين ؟
هل تعلمين بأن حركة الإخوان المسلمين هي النظير الإسلامي للنازية ؟

إن التعامل مع التنظيمات الإسلامية التي لها ارتباط بأردوغان او الإخوان بأي شكل من الأشكال يعد جريمة بشعة لا تقل شراً عن التعامل مع الحزب الإشتراكي النازي .

انظري سيدتي الى ما حل بالمناطق التي فيها كثافة سكانية إسلامية  في السويد ! انظري الى ما حل في المناطق التي فيها كثافة سكانية إسلامية في فرنسا !
لقد اصبحت عبارة مستوطنات للجريمة المنظمة

و على ما يبدو فأنت بقرارك المتسرع هذا تريدين تحويل كولن الى الى يوتبوري جديدة ! و الآذان سيكون بمثابة مزمار الشيطان الذي سيجمع مختلف التنظيمات الإسلامية أصحاب المشاعر المرهفة المولعين بالحريات الليبرالية من إخوة بن لادن و الزرقاوي الى كولن

وعلى كل حال فأن للباطل جولة و للحق دولة فلا تفرحوا كثيرا معشر الإخوان

____________________________________

clocca

clocca is an Latin word started with c. Here is the definition of clocca in English

clocca
clocca,
cloccae
feminine noun bell
cloccafeminine noun
bell

 
Henriette Reker (* 9. Dezember 1956 in Köln)[1] ist eine deutsche Juristin und Kommunalpolitikerin. Sie ist seit dem 22. Oktober 2015 Oberbürgermeisterin von Köln.[2] Davor war sie ab 2010 Beigeordnete für Soziales, Integration und Umwelt bei der Stadt Köln. Von 2000 bis 2010 war sie Beigeordnete der Stadt Gelsenkirchen.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي