تساؤل حول مشروع سلام بالعصر الحديث

عثمان بوتات
2022 / 10 / 15

لامحالة من ان صيرورة الإنسان بالترقي اخلاقياً تسير نحو الأمام باستمرار، ولو بنسب متفاوتة بالنسبة لكل ثقافة بمكان، لكن الزمان حاكمها في هذه المسألة بالذات. وبالرغم منه فلم يتخلص مطلقاً الإنسان من نزعته الحيوانية المتوحشة. إنها سمة بشرية قابعة باعماق جنسنا، راكدة، ومكبوتة بداخلنا، مسيطر عليها العقل والضمير الأخلاقي الذي يتطور حسب الزمن. ويحدث ان يظهر هذا الإنسان المتوحش ويحيا باللحظة التي يقدم له نوعاً من التحريض الفكري كضوء أخضر ومبرر للتصرف والتفكير بالمنط الغابوي.

من الضروري على من يعيش بالقرن ال21 أن يعترف بأن أسلافه قد اقترفوا كل أنواع العنف والتخريب والدمار سبيل العرق والدين والايديولوجية. وجب على الانسان المعاصر الاعتراف بأن أسلافه كانت على خطأ بتدني مستواها الإنساني والأخلاقي وغلبت نزعتها للتملك والسلطة والسيطرة على إنسانيتها.

وقد تبين من خلال تاريخ جنسنا الذي يحارب ويغزو حامل شعارات الدين وكلمة الله على أرضه والفكر الشمولي والمطلق أن شعاراته هرائية. شعارات تستهدف الجمهور وعاطفته لا أكثر. ولاتبرر أبداً ممارسة القوة والعنف والإبادة ضد المختلف لونًا وعرقاً وديناً وفكراً. وإن عبّر فكرهم الإقصائي واستخدامهم المتوحش للقوة عن شيء فهو يعبّر رغبات غابوية لا أكثر.

واليوم أتساءل أين نحن من رحلتنا نحو الترقي الأخلاقي والسيطرة على على حيوانيتنا!؟ حينما أرى كمية العنف ضد المسلمين بالهند، وبفلسطين، وضد أوكرانيا!
اليس من الافضل أن تنسى الهند ما قامت به الغزوات الإسلامية من تدمير ضدها قبل 13 القرن! وأن يعترف المسلمون أن حاملي شعارات الإسلام قد اقترفوا مجزره لايفتخر بها ضد الهند!
واليس من الافضل أن ينسى كلٌ من الشعب الفلسطيني والاسرائلي الرموز الدينية ( القدس والأرض ) التي يقاتلون بعضهم لأجلها ويناقشون إمكانية العيش المشترك وممارسة كل الطقوس بحرية!
وامن الضروري أن تستعمل الايديولوجية البوتينية كل الوسائل غاية التفوق على أمريكيا اقتصادياً!
أتساءل لماذا يموت الأبرياء كل يوم، لايعرفون الأمان ولا السلام، يعيشون الرعب، لأجل ما اقترفوا أسلافهم، لأجل هوية أسلافهم، ولأجل هوس أسلافهم في التفوق!
لماذا نصرّ على إعادة التاريخ! لماذا فشل بعضنا بأن يكون إنسان!
أيها الإنسان اذا تريد شن حرب فحارب الأيديولوجيات والأفكار الدينية والمذهبية وليس الإنسان. حارب كل فكرة تريد أن تجرّدك من إنسانيتك وتعود بك للماضي وإن كانت هي ايديولوجية دولتك أودينك. ولاتسمح لأحد ان يتسلط عليك ويأمرك غير ضميرك الأخلاقي. إنها ليست السلطة من تفسد الإنسان أنها الأفكار. كن شجاعاً وحارب لأجل إناسانيتك.

وكختام اقتبس قول شارلي شابلن ب"الامبراطور الأعظم": " نحتاج للإنسانية أكثر من الآلات.. إلى اللطف أكثر من الذكاء.. بدون هذه الخصال سيعم العنف ونضيع كل شيء... أيها الجنود لا تخضعوا للوحوش الذين يستغلونكم ويستعبدونكم ويتحكمون بحياتكم الذين يملون عليكم معتقداتكم ومشاعركم وأفكاركم الذين يخضعوكم كالماشية ويستغلكوم كوقود لحروبهم لا تعطوا ارواحكم لاولئك الوحوش ليجعلوا منكم ناس آليين.. انتم لستم بآلات ولا قطيع أنتم إنسان "

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي