|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بلال سمير الصدّر
2022 / 10 / 14
من الممكن القول بانه الفيلم الأكثر شهرة من بين كل افلام اليسو سوبيلا
يفتتح الفيلم على اقتباس من ديلان توماس:
الكرة التي ارميها اثناء اللعب في المرآب،لم تصل بعد الى الأرض
أوليفيرو يبحث عن النموذج الحقيقي للمرأة...تلك المرأة التي يمتزج النوم معها بالحب الأصيل...الحب الشعري بالنسبة لشاعر مغرم بالشعر وبالجمل الشعرية لدرجة انه يعيش حياته الواقعية مغلفة ببيت من الشعر.
بالطبع،ستتكرر حالة ان يلتقي بالكثير من النساء،وهو يمتلك مفتاح كهربائي بجانب الجهة التي ينام عليها من السرير،وعند الانتهاء يحرك المفتاح فينفتح السرير على الجهة الأخرى ويلقي بالمرأة نحو الأعماق.
ليس من الضروري ابدا الحكم على المشهد السابق أن كان واقعي ،أو احد ضروب الفنتازيا أو الواقعية السحرية التي حتى لاتنطبق على الفيلم،فالفيلم لاينتمي الى اي جنس أدبي ولكن حكايته كلها ان تعيش في بيت من الشعر...أن تحلق في الشعر...وفي عالم مثل الشعر،كمن يبحث عن الحقيقة من خلف ظل افلاطون.
إذا،أحد حالات الفيلم الخاصة التي يعيشها الشاعر،هي الانطلاق من الشعر كنقطة لاسبيل الى الغائها في تكوينات وعلاقات لحياة وخاصة المرأة،فإن قلنا أن تكوينات عوالم الفيلم سريالية،أو واقعية سحرية،أو فنتازية،فهذا كله ينطبق-وليس غريبا-على فيلم يريد ان يلقي الواقع في فضاء الشعر....هذا ما سنعرج عليه لاحقا...
هو يبحث عن المرأة التي تستطيع ان تطير...تلك المرأة التي تملك الاحساس الماورائي للحب...ذلك الشيء الذي يحلق فوق الواقع وفوق الخيال...فوق الشيء الذي نشعر به جميعا...
أنا لااهتم ان كان صدر المرأة مثل نبتة المانغوليا أو التين المجفف
أو اذا كانت بشرتها مثل الخوخ أو ورق الرمال
انه كله عرضي...غير متصل بالموضوع...
إذا استيقظت مع صوت انفاس مثيرة للشهورة أو مبيد حشري
ولكن هناك شيء واحد:أنا عنيد،بأي شكل من الأشكال لن اسامح المرأة التي لاتستطيع الطيران...
حسب فهمنا للفيلم،فهذه ابيات شعر للشاعر الأورغواني :ماريو بينيديتي
يجد ضالته في العاهرة آنا التي تستطيع ان تكمل أبيات الشعر السابقة
لكن كيف نعبر عن الاحساس الخارق للسعادة...كيف تضفي هذا الاحساس على العالم الذي نعيش فيه أو حتى كيف نعبر عنه...كيف نعيش داخل احاسيس الشاعر...؟!
مثلا،أن نقول أن هذا الشاعر غير مهتم بالعهر نفسه،بل بحالة مثل:
هدفي هو مشاهدتك،أتعلم كيف تكونين،أحبك كما انت،للحديث معك والاستماع اليك،أو حالة من الشعرية تحقق المطلوب أيضا:
ابقي من الكلمات جسرا غير قابل للهدم...البقاء في ذاكرتك من دون ان اعرف كيف،أو تحت اي حجة أو ذريعة،ولكن البقاء معك خطتي...لنبيع بعضنا البعض من دون مظاهر أو ادعاءات...
لذلك لن يكون هناك ستارة او هاوية بيننا...
هل هذا تحول...؟
من لقاء عن العهر والرذيلة،الى لقاء عن القصيدة والشعر...؟!
البساطة هي ان نقول ان النموذج المحلق المكتمل وجده في آنا...العاهرة؟
هذه ليست صدفة،بل الكمال الانساني من الممكن ان يتحقق من الاهمال...من شخص لا يلقي له العالم اي بال،وبالتالي،ان اردنا أن نطرح هذا السؤال:
ما هو الحقيقي فعليا في الجانب المظلم من القلب...؟!
الشيء الحقيقي هو الشعر
ولكن لننتقل الى جزئية من العالم الواقعي خارج القصة التي يقيسها الشاعر بحلمية واضحة...
أوليفيرو يمتلك صديقا فنان في صنع التماثيل من الجص وموضوع فنه هو النماذج والاوضاع الجنسية الفجة،ومن المعرض الذي يقيمه نلتقط الحوار التالي:
الانسان المعاصر تطور بتعقيد،ولم يتقبل حياته الجنسية كما قصد الاله....
مشكلتنا سببت من قبل اناس يمارسون جماعا جيدا...ضباط الجيش والسياسيين
الجماهير ايضا تجامع،ولكنهم غير قادرين على ان يجدو اجابة على استغلال العنف الجنسي...
بطريقة،أو بطريقة أخرى،اليسو سوبيلا هو شخص ضد الدين،ومن الواضح بانه ينادي بالطبيعية...بالانتاج الجنسي الكامل من دون مواربة ولا أي حذر...الانتقال من تعقيد التطور الى الطبيعة الأصلية...شيء يشبه المشايعة الجنسية...
انت تستطيع ان تعيش من دون زواج،ولكنك لاتستطيع الحياة من دون حب النفس الجنسي،الأنه الجنسية،الآهات، كلها مركبة على ردات فعل بشرية لوجهين لم نراهما بعد يلعبان في قطار الملاهي...لكن ما مقصود اللقطه اعلاه...؟!
الاندفاع...هناك حركة،وهناك مشاركة في الاندفاع وفي الحركة...الحركة مشتركة...مألوفة مكررة...العامل المشترك
ومن ثم يتحدث مع امرأة تتشح بالسواد وكأنها قادمة من عوالم ألن روب غرييه،ونكتشف لاحقا أنها الموت... الموضوع يشبه الى حد ما خوسية ساراماغو الذي اجل الموت لأن الموت ذاته كان منشغلا ذات مرة بقصة حب.
أوليفيرو يناديها بأبشع صفات الموت...أو ربما بالصفات المألوفة للموت:
الموت العنيد العبثي القاسي الذي لايرحم الغامض العرضي...أو الموت أثناء أدااء الواجب
هذه حالة شعرية هدفها التمرد على الحياة،أو محاولة هزيمة الموت
تقول له:أنا لست موجودة حاول أن تفهم...أنا مجرد أداة
الموسيقى التصويرية تقترب من كيسلوفسكي أكثر...هناك شيء مختفي خلف النص..هناك واقع آخر غير مألوف بالكاد نلتمسه من خلال التحليق فوق عالمنا المألوف...
هو يطير مع آنا...يحلق:أنه التفريق بين الفعل الجنسي والفعل الشعري بدقة متناهية
تلك المعاني المختفية من خلف النصوص:
هذه الليلة سوف اقفل الباب
سوف اضع على نفسي معطفي
أجلس بجانب تلك الملاحظات التي تحدثت من أجلك فقط
أنا أكذب عن مكانك.....
انتصار الحياة على الموت...
هذه العبارات المألوفة التي يضعها كل الملحدين لتجميل افكارهم...
15/07/2022
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |