مثال للنقد النصي للقرآن الكريم

بارباروسا آكيم
2022 / 8 / 23

مما لا شك فيه إن مصادر القرآن الكريم متعددة و متنوعة و لكن ما يجب أن نكون حذرين في التعاطي معه هو كم الأخطاء الواردة في هذا الكتاب الكريم أو بمعنى آخر سوء الفهم حين تعاطيه مع العقائد الأخرى

على سبيل المثال :
حين يتطرق القرآن الكريم الى العقيدة اليهودية فأنه غالباً ما يعكس ضعف معلومات الكاتب حول هذه العقيدة ، و للأمانة فأن هذا لم يكن خطأ كاتب القرآن الكريم و حسب بل ايضاً قد سبق و أخطأ البشريون ( المسيحيون ) أي كُتَّاب العهد الجديد في بعض العقائد اليهودية

إن تباين معلومات كاتب القرآن أو كتبة القرآن أو الأناجيل حول الديانة اليهودية سببها برأيي هو  تنوع مصادر المعلومات ، حيث تتراوح مصادر تلك المعلومات بين مصادر قوية قد تكون أخذت عن رجال دين يهود أو نصوص يهودية صحيحة أو مصادر يهودية ممثلة بعوام الناس عن طريق النقل الشفاهي و لذلك تجد بعض الأخطاء العقائدية حين التعاطي مع الديانة اليهودية

على سبيل المثال فأنت تقرأ في سورة المائدة ٣٢
مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ

يحكي القرآن ها هنا قصة قتل قابيل لأخيه نقلاً عن التقليد اليهودي الشفوي المتداول بين العوام و لكنه يرتكب عدة أخطاء مركبة !
قطعاً إن رسول الإنسانية  ( عليه الصلاة و السلام ) لم يفهم بشكل جيد هذا النص أَو قصة هذا النص و بالنتيجة فهو لم يعي قصة هذا التشريع

لاحظ مثلاً وقوعه في خطأ قاتل وهو قوله _ كتبنا على بني إسرائيل _ وهو خطأ لا يمكن التغاضي عنه ، لأن المتكلم هاهنا كما هو مفترض هو ( الله ) أي ان الله هو الذي كتب على بني إسرائيل و هذا غير صحيح بالمرة لأن الذي كتب هذا التشريع كما سنرى لاحقاً في مشناه سنهدرين هم الأحبار اليهود
الخطأ الثاني أَنه في الزمن المفترض ل قايين و هابيل لم يكن هناك شيء إسمه _ إسرائيل _ أَو بني إسرائيل أو حتى ديانة يهودية لأن هذا الإسم ( إسرائيل ) إنما منحه يهوى = إله اليهود القومي _ في وقت لاحق _  ليعقوب
و لكنهم سيقولون : إن الله كتب على بني إسرائيل بعد الحادثة أي بمعنى إن الحادثة جرت للأجداد في الزمن الغابر و بُلغت للورى للعبرة و صارت تشريع
و لكن هاهنا سيأتي السؤال الأول  : من الذي بلغ بني إسرائيل ؟  



فما هي قصة هذا النص و ماهي حقيقته ؟


الآن ياعزيزي دعنا نفهم هذا النص في ضوء الدين المقارن و مادة النقد النصي
فحينما نقرأ شروحات العلماء الربيين اليهود نجد نص مشابه الى حد بعيد لما ذكره النص القرآني

Whoever destroys a soul, it is considered as if he destroyed an entire world. And whoever saves a life, it is considered as if he saved an entire world.

من أزهق نفسا ، فيُعتبر كما لو أنه دمر العالم كله. ومن ينقذ حياة يعتبر كأنه أنقذ العالم كله .

Mishnah Sanhedrin 4:9 Yerushalmi Talmud, Tractate Sanhedrin 37a.

حتى نفهم النص بشكل واضح و سببه فعلينا ان نفهم قصته ، و ببساطة إخواني حينما قتل قايين أخوه هابيل _ كما في الإسطورة التوراتية في سفر التكوين  _
خاطبه الله قائلاً : دماء اخوك تصرخ الي !
و استخدم هاهنا اللفظة العبرية ( دمايي ) بدل ( دم )
يعني إستخدم صيغة الجمع بدل المفرد ! ،
لماذا ؟
لأن الشراح اعتبروا قايين قتل ليس هابيل وحسب بل و نسله الذي يأتي من صلبه !

The voice of your brother’s blood [demei] cries out to Me from the ground” (Genesis 4:10). The verse does not state: Your brother’s blood [dam], in the singular, but rather: “Your brother’s blood [demei],”

https://www.sefaria.org/Mishnah_Sanhedrin.4.5?lang=bi

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي