لن أدعك تلطمني

ماجدة منصور
2022 / 8 / 13

(( و لما فرغ زرادشت من هذا الكلام صمت, و لكنه صمت هذا الذي لم يقل بعد كلمته الأخيرة! ! و طويلا ظل يقلب العصا في يده محتارا. و بالأخير تكلم هكذا و قد تغير صوته ثانية::: وحيدا الآن أمضي يا مريديً,,,و أنتم لتمضوا لوحدكم أيضا
! هكذا أردت لكم.

حقا أنصحكم: إنصرفوا عني و احترسوا من زرادشت! بل و أكثر من ذلك: عليكم أن تشعروا بالخجل,, بسببه,, فلعله قد خدعكم !!!


إنه لا ينبغي على الإنسان العاقل حب أعداءه فقط,, بل عليه أن يكون كارها لأصدقاءه ...أيضا))
هكذا تحدث زرادشت

لأتحدث الآن عن نفسي أنا ...أنا فقط فمن عرف ربه ..عرف نفسه.
قيل لنا أن سيدنا المسيح قد قال ,,من زمان...و من سالف العصر و الآوان...أنه من لطمك على خدك الأيمن...فأدر له الأيسر.
هكذا قرأنا و فهمنا.
ماذا فهمنا؟؟؟؟
فهمنا بأنه يجب علينا أن نكون مطيعيين مؤدبيين و أذلاء و عبيد و أجراء...و أن نكون ( ملطشة) للذين يريدون لطمنا ..و ما أكثرهم ...
إن الخضوع المذل لهكذا ثقافة هو مضر و شرير فتلك الثقافة لن تنثني اللاطم عن لطنا بل إن اللاطم سوف يزيد من لطماته ...للملطوم...وهذه جريمة كبرى بحق الإنسان المتحضر و اللاهث ليلا نهار كي يضع قوانينا حضاريه و إنسانية تحمينا من اللاطم
أما من قبل من الشعب أن يبقى ----ملطوما----- فعليه أن يراجع طبيبا نفسيا علله يعالجه من متلازمة ((( إستوكهولم)))0
___________________
أحبوا أعدائكم:
هكذا قال الرب!
آسفة أنا منك أيها الرب فأنا لم أستطع أن أحب أعدائي...لأنني حين سمعت كلامك و أحببت أعدائي...فإنهم قد إزدادوا ضراوة و توحشا تجاهي...لذا لن أستمع لنصائحك أيها الرب الإله ...لأنني تعلمت أن أحارب أعدائي _- بالقانون___لأنهم و ببساطة
أعدائي!!! فأنا إنسان يتألم من ظلم الأعداء و الأصدقاء أيضا و لن أحب أعدائي لأنهم سيعتبرونني هبلة و عبيطة و مجنونة و أستاهل اللطم...على مدار 24 ساعة.



باركوا لاعينيكم:
كيف أبارك من يلعنني!!!
ما هذه المازوخية ؟؟
إن من يلعنني...لن يتوقف عن لعني....و لو أشعلت له أصابعي العشرة....شمعا!
ان مباركتي للاعنيين هي إنتهاك صارخ لحق الإنسان..
منطقي ما أقوله...لأنني بشر...و إنسان يتألم...و لن أتمكن من مباركة هؤلاء اللذين يلعنون بي ليلا نهارا!! فكيف تطلب مني أن أباركهم...أيها الإله الأب!
هذا عبث ..ما بعده عبث
بل إنه الجنون بعينه.
ثم يستطرد
الرب الإله بكلامه مسترسلا: و إغفروا لمن أساء لكم!!! فهل غفراننا سيوقف ( المسيئ) عن إساءته لنا؟؟
لا قطعا
بل إن المسيئ سيستمر بالإساءة طالما أنه ليس هناك قانون يردعه عن إساءاته.
هذا هو المنطق البسيط و المتواضع للحياة.
لست هنا لأنتقد المسيحية...لأن مقالي هذا هو ((مناجاة )) عقلية و فكرية بيني و بين ما يدعونه الرب يسوع المسيح!!
قد يفهم بعض القراء كلامي على أنه متوجها ضد المسيحية لصالح المسلمين...و لكني أًبشر جميع المؤمنين ,,,,و من أي دين كانوا,,,,بأنني أتبرأ من جميع الأديان ..مع إحترامي لمن يؤمن بها....شرط أن لا يلطمني لا على خدي الأيمن و لا الأيسر لأنني
سأدافع عن نفسي بكل السبل و الطرق المتاحة فليس من حق كائنا من كان أن يلطم الإنسان لأن هذا تعد صارخ على كرامة الإنسان....المنسحق أبدا....تحت صرامي الكهنة و أحذية المستبدون..
ان الأديان تنتزع من الإنسان ميله الفطري للدفاع عن وجوده و إنسانيته و كرامته أيضا فهي تسمح للحاكم ومن أي دين كان ....أن يمرمط الأرض بكرامتنا المهدورة بنص ...ديني...أبله...و أهبل ...و عبيط...و لا يمت للإنسانية الحقة...بقشرة بصل.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لتظل متيقظا...و إصغ إلي قليلا...يا شمعة...أقصد يا كاندل 1.
إبحث عن الإنسان الأعلى الذي يصرخ بداخلك و إحترس جيدا من كل ( الآلهة) ...فما أسهل خداع البشر و خاصة حين يُغلف كهنة الآلهة...نصوصهم الدينية المهينة... و يصفونها ...بالنص المقدس.
فنصوصهم المقدسة لن نرى منها إلا دماء الأبرياء و هي تٌهدر على معابد آلهتهم المزعومة.
ها هو الحاضر أمامنا الآن...و في هذه اللحظة بالذات...ماذا نرى الآن!!!
إننا نرى جميع تلك الآلهة تتصارع كوحوش تاريخية و لكنها ما زالت تعيش بيننا للحظتنا تلك.
إنه صراع الألهة ...الممتد عبر التاريخ الذي نعرفه أو نجهله
صراع دموي هو صراع الآلهة
ف لنقرأ تاريخ الألهة جيدا فهم لن يجلبوا إلا الدمار و الخراب و الدماء والبؤس و الظلم.
في حقيقة الأمر نحن لا نحتاج ل إله أو رب أو تعاليم نبي...
لسنا بحاجة لتعاليم سماوية بقدر إحتياجنا ( ل آلهة أرضية تعتني بحياتنا و حياة الأجيال القادمة و بالنظر لإعتبارات الوقت الحاضر...فأنا لست بحاجة لنص ديني و من أي نوع كان...كي أمارس القتل أو أتوقف عنه لأن كل ما أعلمه هو أن ضميري لا يقبل
بأن أسرق أو أقتل أو أزني أو أخون أو ألقي بزجاجة نبيذ فارغة...في عرض البحر.
إن قبضة الأديان على أعناق البشر و حريتاهم قبضة شديدة و موغلة في القدم ...فإن أول ما إستعبد الإنسان...هو إله...خلقه الإنسان على شاكلته!!
لذا أقول لك يا عزيزي كاندل 1
إن البشر تشبه لآلهتها
و إن الإله...يشبه البشر.
و لكني أرجع و أقول لك:
في البدء كانت العبادة
و ما عبد الإنسان سوى نفسه...
إنه صعب على الإنسان أن ينشق عن ثقافة مجتمعه أتعلم لماذا يا شمعة 1!!!!
لأنه الخوف
الخوف من العزلة
الرعب من العزلة
فإن إنتصرت على خوفك من الوحدة و العزلة
فلتتبوأ مكانك الآن...في قلب الشمس
و روح الوجود
عش إنسانيتك المتدفقة بوعيك أنت....و ضميرك أنت...و إياك أن تخدعك تعاليم غابرة....لأنك إبن اليوم أو إبن الحاضر.
و لتعلم جيدا :
أنه لا مقدس على تلك الأرض إلا الإنسان
فلتدع الإنسان الصافي يتدفق عبر خلاياك المتجددة دوما.
و لا تصدق كلام الرب إلهك
و لا تصدقني أنا أيضا!
صدق نفسك و روحك
فلكل منا إلهه الخاص به
هنا أقف
ومن هناك أمشي
و للحديث بقية

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي