صحفي إسرائيلي في مكة، رؤية مخالفة!

محمد عبد المجيد
2022 / 7 / 21

صحفي إسرائيلي ينتمي إلى عالم الصحافة أو الجاسوسية؛ تمكّن من التسلل لمكة المكرمة المُحَرّمة على غير المسلمين.

قام بالتصوير وهو يُخفي الكاميرا، وبالتعليق بصوت منخفض إذا تحدّث بالعبرية، ونشر الصورَ بعد عودته إلى الأراضي المحتلة.

أنا لا أرى فيها عملا خارقا أو مؤامرة أو تهاوناً من السلطات السعودية أو بطولة من الأجهزة الصهيونية.

وسط ملايين الأفراد يمكن حتى لجودزيلا أو غوريلا أو كنج كونج التسلل والتصوير؛ ولا يحتاج المشهد لحكايات وهمية يزعم كل طرف فيها أنه محترف، وأن السعوديين مُقصّرون.

وأنا لي رؤية مخالفة لأكثر المسلمين الذين فسّروا التحريمَ بصفة دائمة وليس نتيجة طبيعية لانتصار رسالة الإسلام وخضوع مكة وقريش لقوة الموحدين وهيمنتهم على المدينة المقدسة.

وبعدما سيطر الإسلام ومرتْ قرون، وأصبح من حق غير المسلم، إذا لجأنا للمنطق والموضوعية، أن يتعرف على المدينة المقدسة، ويشاهد بأم عينيه الشعائر المقدسة، ويتأثر بها، ويبدي رغبته في اعتناق الإسلام أو الابتعاد عنه إذا لم ترق له شعائرنا.

إن النجاسة في النفوس وليست في الأجساد،فالجندي الاستيطاني، مثلا، في فلسطين المحتلة أو الكونغو أو الجزائر( زمن الاستعمار) أو جنوب أفريقيا زمن التفرقة العنصرية هو نجس.

وهذا الصحفي الإسرائيلي نجس إذا جاء للأراضي المقدسة محتلا وإرهابيا ومعتديا؛ لكنه ليس نجسا إذا جاء سائحا وفضوليا وراغبا في التعرف على آخر أديان الأرض؛ فمن يدري فقد يصبح مُدافعا صُلبا عن الإسلام كما حدث كثيرا في التاريخ، أو العكس طبعا.

أنا أرى ، وهي وجهة نظري كإنسان ومسلم وأرى تفسيرات القرآن الكريم من خلال حرية التعرّف والتعريف، أنه ينبغي السماح لكل غير المسلمين بزيارة مكة المكرمة مع وضع ضوابط أخلاقية وحضارية وأمنية ونظامية تسمح بالفتح الثاني للإسلام المتسامح وليس بالانغلاق كفكرة النقاب والتخفي والعزلة.

نحن لا نخجل من ديننا، ومن أراد الحضور والتصوير والاقتراب بمشاعره وأحساسيسه من أقدس مكان إسلامي على وجه الأرض فليفعل بالمعروف والمودة وفضول المعرفة.

ما أسهل أن يتخفى أي كاره في صورة مسلم ويفعل ما يشاء ونحن الخاسرون؛ وليس كل إعلامي وسائح وغريب حالة من العداوة والبغضاء، حتى يعود إلى وطنه ونرى نتائج زيارته.

هذا هو تفسيري لقول الله تعالى بأن المشركين نجس فلا يقربوا ذلك المكان بعد عامهم هذا.

نحن الخاسرون إنْ جعلناه لنا فقط كأننا نقوم بعمل سري لا ينبغي الاطلاع عليه.

حتى أقطع القول على المزايدين في عمل الصحفي الإسرائيلي؛ فأنا مقاطع لكل ما هو إسرائيلي منذ مهدي إلى لحدي، وتعلـّـم مني أبنائي أيضا هذا المبدأ، أيّ أنني أشد صلابة ضد العدو الصهيوني من عتاة المقاومين الفلسطينيين.

الضجة المفتعلة غير ذكية بالمرة، فلا السعوديون أخطأوا؛ ولا الصهاينة انتصروا!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 21 يوليو 2022

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي