هل هناك إسلام معتدل ؟

بارباروسا آكيم
2022 / 6 / 6

أعزائي ..
لنكن صادقين مع أَنفسنا و مع غيرنا
في حياتي لم أسمع مثل العبارات الطمطمانية البائسة التي ترددها مجموعة دينية _ بعينها _ بإستثناء المسلمين .
فلا يمكن أَن يكون هناك دين معتدل و دين غير معتدل
لأَن (الإعتدال) مثل كلمة (دين) مصطلح فضفاض قد يعني أَي شيء لأن المسائل تخضع للقياس و النسبية

على سبيل المثال : فمن الإعتدال عندك هو أن تعامل الناس غير المسلمين كمواطنين درجة ثانية أو ثالثة و أنت ترى هذا تكريم و إعتدال لكن غيرك يراها معاملة دونية

أنت ترى إن مصطلح ( ذمي ) مصطلح يدل على سماحة و وسطية الإسلام ، حتى إنكم تشيرون في كثير من الأحيان الى مواطني دولكم بهذه العبارة كنوع من التودد اليهم ،
لكن غيرك يراه إحتقار غير مبرر
و هكذا مصطلحات لا محل لها من الإعراب في عصر دولة المواطنة الحديثة القائمة على المساواة الكاملة في الحقوق و الواجبات 

و كذلك التمييز الجنسي بين الذكور و الإناث فأنت تراه تكريم ما بعده تكريم للمرأة ، و لكن غيرك يراه مفاضلة حقيرة و غير عادلة ..
و حتى لا نتهوه في هذه التفاصيل

نعود من حيث بدأنا..
هل هناك إسلام معتدل ؟

عزيزي أَيها المنتمي الى الصلعمايزيشن

هل سمعت في حياتك عن هندوسية معتدلة و هندوسية متطرفة ؟
أَو مسيحية معتدلة و مسيحية متطرفة
أو يهودية كامل الدسم و يهودية دايت ؟
اليهودية هي اليهودية و المسيحية هي المسيحية و البوذية هي البوذية

نعم قد توجد إختلافات بينية ممثلة بالطوائف و المذاهب و لكن هذا لن يغير إن تلك الأديان بمجموعها تتحمل كل تاريخها بحلوها و مرها بإجرامها و سلمها الإجتماعي ، بعرقلتها للتطور الطبيعي و مواكبة روح العصر

و لذلك فالكثير من تلك الأديان طورت نفسها من خلال _ الإصلاح الديني _ 
و لكي تصلح نفسها كان لابد من أن تشخص مواطن الخلل ، و لكي تشخص مواطن الخلل كان لابد من أن تعترف بمخازيها .. و أحب من هذا المنبر أن أطمئنك لكونك أيها الصلعومي أكثر إخوتك الإبراهيميين وسامةً و جمالاً و مرهف الأحاسيس ..
إن الموضوع بالنسبة لهم ايضاً لم يكن سهلاً بل إحتاج لعدة قرون حتى يخرجوا من عالم الحيونة الذي عاشوه الى فضاء ارحب

و لذلك فأنت ايضاً بحاجة لكي تصلح دينك البائس إسوة ببقية الأديان البائسة

و حتى يحصل هذا يجب أَن تعترف بمواطن الخلل و بناءا عليه ، فأن مثل هذه المصطلحات : هؤلاء لا يمثلون الإسلام ... الإسلام المعتدل بريء من كذا و كذا ... الخ هذا الهراء و العته لن يخدمك بل هو مجرد إضاعة للوقت و الجهد و جلب المزيد من العداوات لهذا الدين من الداخل و الخارج
و إعلم إنك بهذا الأسلوب لا تخدم الإسلام بل تضره و تحكم عليه بالفناء لأنك تصادم تطور العصر كشخص يحاول أن يغير مسار قطار يسير بسرعة ٣٥٠ كم / ساعة من خلال الإصطدام المباشر به .. و لك حينها أن تتخيل شكل النتيجة

و في الختام أشكركم على حسن إصغائكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي