![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
بارباروسا آكيم
2022 / 5 / 1
في معرض ردي و متابعاتي المستمرة لأصدقائي دعاة الإخوان أو من يسيرون في ركابهم ، أحببت في هذه المقالة المباركة أن اتطرق الى الداعية الفلسطيني المثير للجدل بسام جرار
ومن الملاحظ في بسام جرار إنه يحاول أن يثور على المتوارث في مدارس التفسير الإسلامية التقليدية القديمة بدعوة أنها مخترقة بأقاصيص _ إسرائيليات _ دخيلة تسربت لكي تشوه أصالة النص الإسلامي
وهو في ضنه إنه إنما يصفي النص الإسلامي الأساسي من ( الخَبَثْ ) على الرغم من إنه يزلزل اركان المقدس الإسلامي دون أن يشعر
و قد يتسائل بعضكم عن سبب تناولي للرجل الآن !
فأقول ..
بعث لي أحد الأصدقاء فيديو للشيخ بسام جرار و قد طلب مني أن أعطي رأيي فيه على إعتبار الشيخ جرار من قادة الدعوة الإسلامية و مهاجم شرس للعلمانية و لمن لا يعلم .. فأن بسام جرار كان من دعاة الإسلام السياسي قبل أن يكون هناك اساساً تنظيمات سياسية إسلامية في فلسطين !
و حتى لا أطيل الحديث في مواضيع تاريخية عفى عليها الزمن .. فأنني أختصر ما أمكن للدخول مباشرة الى موضوع الفيديو الذي قدمه بسام جرار
يتناول بسام جرار شخصية ( قارون ) القرآنية
و يحاول أن ينفي عن تلك الشخصية أن تكون هي نفسها شخصية ( قورح ) التوراتية
و في هذا السياق يعترض على المفسرين القدامى كالطبري بدعوى إن قارون هو شخصية أخرى غير قورح
و الدليل الوحيد الذي قدمه في هذا الصدد ( بحسب زعمه ) إن قارون هو مضرب مثل للثراء الفاحش في القرآن بينما لم تذكر التوراة لقورح مثل تلك الثروة !
و الحقيقة يا شيخ بسام جرار إنك بهذا الكلام قد نكأت جرحاً لطالما إجتنبه بقية الدعاة ، خصوصا اولئك الذين يعلمون إن فتح مثل المواضيع تضع العوام من الناس أمام المصادر البشرية للأديان عموما و منها الإسلام
حيث إن القرآن لم يكتفي فقط بالتوراة كمصدر لقصصه بل إعتمد ايضا على اقاصيص الأحبار اليهود و هنا الطامة الكبرى
و هذا يثبت ما أردت أن تنفيه بأن الإسلام إنما هو إسرائيليات بمجمله حيث أن الموضوع لا يقتصر على مدارس التفسير بالمأثور بل يمتد الى ماهو ابعد من ذلك
و مباشرة نذهب إلى التعريف بشخصية قارون في القرآن الكريم :
من جهة يجعل القرآن قارون من المصريين الذين ارادوا أن يفتكوا ببني إسرائيل و يضع صاحب القرآن قارون الى جانب فرعون و هامان
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ
و في آية أخرى يجعل قارون من قوم موسى
إنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
إذا على أقل تقدير يكون قارون _ بحسب النص القرآني _ عبراني مرتد أو عميل لفرعون !
قارون خارج المصادر الإسلامية :
أخذنا نبحث في تواريخ اليهود عن قارون هذا فلم نجد أحد بهذا الإسم
و بحثنا في تواريخ المصريين فلم نجد
فمن عساه يكون قارون هذا ؟
وجهة نظري الشخصية في قارون :
ببساطة إخواني ربما يكون كاتب القرآن الكريم أو ناسخ المصحف هو من أخطأ في تصحيف إسم قورح فكتبه هكذا : قارون ، لأنه لا شخصية أخرى ينطبق عليها هذا الوصف
أما بالنسبة لثروة قورح أو قارون ( التي يصورها بسام جرار على إنها تصوير قصصي قرآني بحت ) فقد إقتبسها كاتب القرآن من التلمود البابلي في السنهدرين الفصل ١١٠ ب
لاحظ مثلاً وصف الرابي ليفاي في التلمود البابلي لمقدار ثروة قورح !
R. Levi said: The keys of Korah s treasure house were a load for three hundred white mules, though all the keys and locks were of leather.
اذا مفاتيح خزائن كنوز قورح كانت بحسب التلمود تُحَّمَل على ٣٠٠ حمار و كانت المفاتيح و الأقفال مصنوعة من الجلد
و هذه الرواية التلمودية بعينها لشخصية قورح الخرافية هي التي نقلها القرآن و افاض بشرحها الكُتَّاب الإسلاميين
Babylonian Talmud, Sanhedrin 110b
תלמוד בבלי מסכת סנהדרין דף קי עמוד א
لكن الفارق بين اليهود و الآخرين أن اليهود أنفسهم لا يصدقون هراء ثروة قورح و لو نظرتم الى الهامش ستجدون المعلق قدم لهذا النص المرقم بالعدد ٣٠ بالتالي :
This of course is not to be taken literally
بإختصار إخواني الأديان مجهودات بشرية و قصص متوارثة و أي محاولة للقفز على هذه الحقيقة هي ضرب من العبث
مع التقدير
_____________________________________
● بسام جرار : قارون و قورح
https://youtu.be/V6tK6KYSjTU
● الإسرائيليات : قصص أهل الكتاب