لا تُحاكموا سيدة المترو!

محمد عبد المجيد
2022 / 4 / 22

مسكينة وحمقاء وجاهلة وأمية، أينما نظرتْ حولها، وجدتْ دواعش في الإعلام، والسينما، والبرلمان(إذا كانت تعرف ما هو)، والعسكر، والشرطة، والقضاء، ورجال الدين؛ فكيف تتعلم على كـِبـَـرِ سنّها، وكيف تُثْبت لمجتمع مُزايد ووصولي أنها جزءٌ منه، وداعية للفضيلة، وتحصد حسناتٍ ليوم القيامة؟
مسكينة، وبلهاء، ومتخلفة، ولا تفقه في الدين حرفا واحدًا، لكن المجتمعَ المنغلقَ علــّـمها أنها مسلمة، مضمون مكانها في جنة الخــُـلد، وعليها أنْ تراقب أجسادَ الفتيات لعل ذراعا لإحداهن ظهرَ متحديا دعوشةً تسري في الجسد المصري كله.
مسكينة وقد صنع منها دعاة البونوجرافيا رقيبة على جيل لا يفهمها، ولا تستوعب سلوكياته، فظنتْ أنَّ مشهدًا مثيراً لذراع فتاة سيجعل الأرضَ تتفطر من فوق الفتيات، وأن الله في ملوكته السماوي لا يفعل شيئا في الكون وفضائه ومجراته غير مراقبة ومحاسبة من لا يرضى عنهن شيوخ السُلطة والبغي، وأنها تتولى حماية جسد الفتاة لئلا تُثار الشهوة في الذكر قبل أن تتفتح أبواب السماء، وتحتضنه سبعون من الحوريات تدعم كلَّ واحدة سبعون وصيفة لتصل الممارسة الجنسية للمؤمن أقصاها، وهو وعضوه التناسلي منتصبان في رحلة الخلود، ولينتظر اللهُ إلى ما لا نهاية حتى يشكره العبْدُ على المكافأة الجنسية .
مسكينة، وغبية، وقاسية؛ كأنها حارسة في سجن النساء، فإذا لجأتْ لأيّ مصري مسلم صدمها، أما لو استغاثتْ بالرئيس؛ فلن تجد أدعشَ منه، فهو الرأس المدبّر للسلفية.
مسكينة سيدة المترو فبدلا من إحالتها لمستشفى الأمراض النفسية والعصبية والعقلية؛ أحالوها إلى النيابة لمحاكمتها بتهمةٍ سيعثرون عليها لاحقا في قاعة المحكمة، أو قاعها، أو قعها، أو قوعها!
سيدة المترو أغضبها ذراعُ الفتاة، لكنها عرّت المجتمع كله، صدرا، وذراعا، وظــَـهْرًا وأردافاً وحُكْماً جائرًا في قصر الظـُلم، والظلام، والظلمات!
من حُسْن حظ سيدة المترو أنَّ الرئيس أنشأ مُجَمّعــًـا للسجون، والمعتقلات، لذا ستجد السيدةُ مكانا واسعا بين السجينات؛ فتلمس هذه، وتحتكّ بتلك، وتصرخ طالبة انتشار الفضيلة قبل أن تسحب إثيوبيا الماء من أفواه المصريين.
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 21 ابريل 2022

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي